الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دولة رسالة من القاهرة


مما لاشك فيه ان الساحة الإعلامية والإعلانية الحالية  أصبحت مليئة بعلامات استفهام ، كما ان المشهد صار مقلقا الى حد كبير.

والمتابع للاعلانات المقدمة خلال الشهر الفضيل يجد انه يعيش فى بلد غير التى يشاهدها ويستمع إليها فما يراه على الشاشات عالم مبهج يعيش فيه أناس لاينتمى لهم ولاهم ينتمون إليه.

كما أن المشاهد فى نفس ذات الوقت يقع بين علامتى تعجب ففى الوقت الذى تأكد ان بلده هى بلد الاثرياء ساكنو القصور والمنتجعات يجدها ايضا بلد الشحاتين المرضى المتسولين الذين يعيشون عالة على التبرعات واصحاب القلوب الرحيمة.

وحتى لايترك المشاهد فى هذه الحيرة وفى هذا القلق تطل عليك دولة رسالة برأسها وتقول لك إنها تفعل وتقوم بمهام الدولة فهى تعالج المرضى وتزوج الفقراء وتبنى البيوت وتحمى البشر من تقلبات الطقس ببناء الأسقف واقامة الخراسانات لدعم الأساسات المنزلية.

ولم تكتف دولة رسالة بذلك بل أكدت انها تعلم من لايملك اموال التعليم وتقف بجانب كل من أعيته الحياة وصار وحيدا ،واتسعت الرؤية لتبشرنا دولة الدولة بأنها تمتد برسالتها لكل بقعة فى أرض المحروسة ولكل مواطن من مواطنيها ، والغريب ان هذه النوعية من الاعلانات ينفق عليها ببذخ ويقوم بها شخصيات ونجوم مجتمع مما يجعلك تتساءل من اين أتت هذه الجمعية بكل هذه الأموال لهؤلاء النجوم ام انهم تبرعوا بالعمل من قبيل زكاة اموالهم وانفسهم.

وإذا تركت دولة رسالة من القاهرة تجد الكثير من نوعية مزاحمة الدولة فى مهامها وأهدافها فهذا كيان يتحدث عن تجربة جمعيته أو مؤسسته الخلاقة فى محاربة الفقر وخلق حياة أفضل لمواطنين تناستهم دولتهم التى هى ترعى كل هذه الكيانات ، وتجد ايضا كيانات اخرى ممثلة فى رموز مجتمع وآخرين مما يطلقون عليهم النخبة يظهرون متحدثين عما كان فى قرية ما أو نجع بعيد او قريب ويشرحون كيف كان حال المواطنين قبل وبعد ان تدخلت يدهم أو يد المؤسسة التى يروجون لها ويطالبون المواطنين بالتبرع من أجلها.

وتبتلع هذه الجمعيات والمؤسسات ونخبتهم مهام الدولة وتؤكد فى رسائلها أنها دول داخل الدولة والكل يرى ويسمع وتتراوح ردة فعلهم الا ان المؤكد ان هذه الوضعية الغريبة تطرح تساؤلات وتثير استفهامات وتشير بأصابع الاتهام وربما التعجب الى الدولة الأم كيف ترضى بهذا الوضع ولماذا تغض طرفها عن كل هذه الاستفزازات وفى مصلحة من ومن المستفيد من إعلاء كافة الدول الخيرية على الدولة الأم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط