الغربةُ صبر، الأحبّةُ وجع، الأصدقاء ندبةُ العمر، الحبّ انتظار .. فراق .. لقاء .. امتزاج ! العمرُ لحظة، الخيبةُ مسمار، العملُ قسمة ظهر، الاسمُ وشم، الأحرفُ لعنة و سحر، النِّسَاء عدواتُ بعض، الإخوةُ سند، الأقرباء عقارب، الاهل لعنة و اللغة وجع، الماضي سرّ، رصاصة مسمومة بلدغة عقرب جاوز المائتين و أكثر من مريديه الملدوغين .. العلمُ سلاح، القلمُ عدوّ، الرغبةُ انطفاء، الحلمُ سراب، الحبيبُ قارب نجاة.
هَذِهِ أنا حين تتراكمُ عليَّ الأشياء كجدارٍ صلب.
وهذه عيون .. تتداخل فيها الطرق و العبارات .. عباراتك أنت يا حزني الوحيد ..
مثلما تخشى النهايات ، وتفرّع الطّرق ، و الطوابق العالية ، والحكايا غير المكتملة ، والأغاني المليئة بالحب، كانت كذلك تخاف أن تبدأ من جديد في حياتها العشوائية ، من الفصل الأوّل للحب : الكلمات المبهرة، تدفّق الرّسائل ، تبادل الأغنيات .. مرورًا بتحمّل نيران الشّوق الحارقة ، والتقلّب على جمر الغيرة ، وملاحقة دقّات القلب المتسرّعة والسّريعة ، كأنها في ماراثون.
كان يخيفها حياكة ثوب الثّقة الجديد، عدم الخوف من مشاركة احداهم حياتها ، من مخاطرة بالشي الوحيد الذي لم تستطع ان تعكر صفوه الدنيا ولم يستطيعوا ان يلوثوه .. المرصّع بحبّات اللؤلؤ الفضيّة، والتعرّي الكامل من القوّة والكبرياء ، والتماهي المطلق مع الحبيب وأحزانه و افراحة و لحظات انتصاراته وخفقاته .
لذلك، تجدها ثابتة مكانها، مثل شجرة ظلّ، كلّما مرّ أحدهم بمحاذاتها، انكمشت، وصارت شوكة كبيرة، لا يمكن لأحدٍ أن يستريح تحت أغصانها.
كانت تقرا في طفولتها قصص الاميرات و الشاطر حسن والبساط السحري. لم تكن تعلم أن لعنة هذا السحر سوف تمسها .. ولكن هل تستحق هذه اللعنة!
ان كان لديك شيء آخر غير الخطوط المتداخلة و العيون الحائرة و الصرخات المكتومة فلتلقي لي بها.