سيظل تنظيم الإخوان المسلمين العالمي أو تنظيم الإخوان في مصر، مادة دسمة للمتخصصين في شئون الحركات الدينية بالمنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم كله، وستبقي مصر هي القبلة الأولى أو الهدف الرئيسي لأنها تمتلك المكان والموقع الجغرافي الذي يجعل من يحصل عليه يمتلك العالم وأن أحلام التنظيم الدولي للجماعة ينظر إلي مصر على أنها قاعدة مثالية لتحقيق أحلام الخلافة المزعومة التي تراودهم باستمرار منذ تأسيس الجماعة في عام 1927م وإعلانها كتنظيم خرج للعالمية من مصر .
كما أن استخدام التنظيم الإخواني من جانب الأنظمة المتوالية كأداة لتوجيه الشارع تارة كما حدث في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي أو لتخويف الأنظمة تارة أخرى كما حدث في حقبة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وظلت الجماعة تواجه العديد من الأزمات الداخلية في مصر، خاصة في الأزمة الفكرية التي تصطدم بمجتمع متحفظ في الخمسينيات ومتحرر في عصر الانفتاح الذي تواكب مع فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
في الحقيقة أزمات الإخوان مع الأنظمة المتولية في مصر أزمات متوقعة بالنظر إلى الجمود الفكري والتنظيمي الذي أصاب الجماعة وحال بينها وبين التجديد والتطور بعد أن لجأ شيوخها الى تقديم بعض التنازلات الفكرية مقابل المرور إلى سوق السياسة، ربما كان لجوء الإخوان إلى المشاركة السياسية بجانب المجتمعية وضعها في مواجهة مباشرة مع الشارع المصري بعد إزالة الغلاف الخارجي للجماعة وأصبحت على صلة وثيقة بالأحزاب الليبرالية تارة كما حدث في فترة الثمانينيات والأحزاب الاشتراكية عندما نجحت في الظهور علي رأس قوائم حزب الأحرار الاشتراكي الليبرالي في الانتخابات البرلمانية وعقد اندماج سياسي حزب خلال العقد التاسع من القرن الماضي عندما أعلن حزب العمل الاشتراكي اندماج عناصر إخوانية في انتخابات البرلمان في عام 1990 م ، و 1992 كما أن هذه الانتخابات شهدت اكتساحا للإخوان في الانتخابات الثلاثة التي اندمجت فيها مع الإخوان وتم حل الدورات الثلاث بحكم القضاء .
أعتقد أن بداية انهيار الجماعة كتنظيم عندما كشف عن نفسه من خلال أطماعه السياسية مع بداية تأسيسها الثاني في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وضمن هذا الجمود الفكري والتنظيمي قوة الجماعة وقدرتها على الاستمرار والانتشار في المجتمع عبر أنشطة اجتماعية واقتصادية تم توظيفها بشكل مباشر لصالح العمل الدعوي والذي اختلط بتنفيذ أهداف سياسية بحتة لان الجماعة لم تمارس السياسة في العلن لكنها تمارس السياسة في الخفاء من خلال الانتخابات الطلابية في الجامعات والتوغل داخل المؤسسات العمالية في الحكومة وبالتالي فإن اصطدام الجماعة بأفكارها مع الأنظمة الحاكمة في مصر جعلها تخرج عن السيطرة ويظهر عداء وصراع من أجل البقاء كما حدث ووصلت الجماعة بالفعل لسدة الحكم بعد ثورة يناير وحققت أحلامها ولكن فشلها السريع بسبب إصرارها علي الانفراد المباشر بمؤسسات الدولة والهيمنة علي مقاليد الحكم وهو الأمر الذي جعل الأحزاب والقوي الليبرالية تتخوف وتكشف عن قلقها سريعا ووجد الجيش المصري ضالته في هذا الأمر واستنجدت القوي الليبرالية في الشارع المصري بضرورة وجود الجيش علي الحياد كما حدث في ثورة يناير وهنا وجد الإخوان أنفسهم أمام مواجهة غير متكافئة بالمرة أمام بقايا الحزب الوطني المنحل والقوي الليبرالية ووقف الجيش كالعادة علي الحياد أو "هكذا ظهر" حتي شهدت البلاد التطورات السريعة التي مرت خلال السنوات السابقة وخرج من رحم هذه التطورات جيل جديد من الإخوان المسلمين ليعتنق فكرا أكثر تشددا من شيوخ الجماعة ولن يعترف إلا بالعنف وأتوقع أنه سيستخدمه في تنفيذ أحلامه وأحلام التنظيم الرئيسية التي تم تأسيس الجماعة عليها.
كما أن هذا الجيل سيمثل شوكة حقيقية في ظهر النظام المصري اذا لم يتم فتح حوار جاد مع مع شباب الجماعة شرط ان يكون هذا الشباب وسطيا ولديه قبول للحوار البناء الذي يخدم في النهاية الدولة المصرية وإقناعه بالأخطار التي واجهت الدولة من جانب القوي الدولية مثل أمريكا وروسيا وأوروبا وحقيقة صفقة القرن التي يتم تحقيقها علي أرض الواقع من جانب رئيس مجنون يحكم العالم حاليا وصل إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية بدعم غير محدود من جانب اللوبي الصهيوني الذي يدير المؤسسات الأمريكية ويساهم في توجيهه بوصلة القيادة هناك تجاه منطقة الشرق الأوسط باستمرار باعتباره الجزء المريض باستمرار في جسد العالم .
الحديث عن تنظيم الإخوان يحتاج إلي مراجع ودراسات عديدة لتوضيح واستفاضة الأمر بحرية ولكن المقال هنا موجز لأقصي درجة وتم اختزاله في حلقتين خاصة بعد التطورات الأخيرة التي تعرضت لها تركيا وانهيار الليرة بعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة والتي هبطت بالليرة التركية أمام الدولار الأمريكي الي أكثر من 19% من قيمتها والتي أربكت بالفعل حسابات العناصر الإخوانية هناك والتي تلقي دعما غير محدود من جانب إدارة اردوغان ويتم استغلالها في تنفيذ أطماع تركية عثمانية، ليست حديثنا اليوم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه و يراود المهتمين بالشأن الاخواني والتيارات المتعاطفة معه، هو... هل يمكن أن ينهار التنظيم الاخواني في العالم كله إذا انهار حكم أردوغان أم سيستمر كما هو الآن في حالة فراغ الحكم في تركيا من أردوغان ونظامه خاصة في ظل توقعات وشيكة بتمرد في الشارع التركي مع عجز أردوغان ونظامه الخروج من الأزمة التي تتعرض لها البلاد مع احتمال نشوب مظاهرات في الشارع التركي، ربما يلجأ الجيش في استخدام السلاح في وجه الشعب التركي، وسيكون له عواقب وخيمة إذا حدث وستكون هناك صدامات دموية بين نظام أردوغان والإخوان المسلمين من ناحية والشعب التركي والأحزاب الداعية إلي الانفصال مثل حزب الشعوب والأكراد هناك، من ناحية أخري وبالتالي فإن الاختيار الحقيقي أمام بقاء الإخوان في المشهد خلال الفترة القادمة اذا استمروا في مساندة اردوغان بهذا الحماس أو خروجهم من المعادلة العالمية والمنطقة العربية اذا نجح الشعب في الإطاحة بأردوغان ونظامه رغم صعوبة هذا الأمر في الوقت الحالي، إلا انه أمر محتمل خاصة وأن المشهد السياسي بالمنطقة العربية يمر بتطورات سريعة جدا منذ ثورة يناير حتي الآن، فمن كان يصدق الإطاحة بنظام عتيد ومتعمق في مصر وهو نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ، ومن كان يعتقد زوال حكم الإخوان في مصر بهذه السرعة المذهلة بعد عام واحد فقط من حكمهم رغم المساندة غير المحدودة من جانب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي أعلن عن مساندته للإخوان بمبلغ كبير للغاية من اجل ترسيخ حكمهم علي النيل لتحقيق أهداف وأطماع أمريكية بالمنطقة العربية وقف أمامها حسني مبارك نفسه ورفض تغيير هوية الدولة المصرية بالشكل الذي يرضي عنه الأمريكان فيه ، وهو الأمر الذي يجعل الشارع يشعر بقوة حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ووقوفه حجرا صلدا أمام تحقيق الأطماع الأمريكية التي بدأت في بداية القرن الحالي بالشرق الأوسط الكبير، والشرق الأوسط الواسع والتي تحولت سريعا الي صفقة القرن كما يطلق عليها إعلاميا .
الإجابة عن التكهنات السابقة سوف أجيب عنها في ندوة تعد حاليا عن مستقبل الإخوان في تركيا وهل بقاؤها مرهون ببقاء أردوغان في الحكم أم لا؟.
وهل يتخلي الغرب خاصة بريطانيا وأمريكا عن التنظيم الاخواني بهذه السهولة أم تبحث له عن مخرج آمن لوصول عناصر الجماعة إلي دول ترفض تسليم هذه العناصر للدولة المصرية، خاصة ان الغرب وأمريكا اعترفوا كما قلت في مقالات سابقة بأنهم كانوا يبحثون عن بديل للأنظمة التي خرجت من عباءة القوات المسلحة خاصة مصر لتسهيل تنفيذ أطماع أمريكية وقوي دولية في المنطقة ؟.
وهل مازال الغرب وأمريكا يبحثان عن بديل سياسي مغلف بغلاف ديني لتنفيذ باقي الأطماع بالمنطقة، أم أن هذا المشروع تم تأجيله لأسباب متعلقة بالعناد العسكري المدعوم دعما غير محدود من جانب الشعب صاحب الفضل الأول في إفساد أي مخططات تظهر علي السطح في الوقت السابق والحالي.. ؟.
الإجابة ستكون بعد مشاركتي في ندوة حول هذا الأمر ... للحديث بقية في الحلقة القادمة بمشيئة الله .
الحديث عن تنظيم الإخوان يحتاج إلي مراجع ودراسات عديدة لتوضيح واستفاضة الأمر بحرية ولكن المقال هنا موجز لأقصي درجة وتم اختزاله في حلقتين خاصة بعد التطورات الأخيرة التي تعرضت لها تركيا وانهيار الليرة بعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة والتي هبطت بالليرة التركية أمام الدولار الأمريكي الي أكثر من 19% من قيمتها والتي أربكت بالفعل حسابات العناصر الإخوانية هناك والتي تلقي دعما غير محدود من جانب إدارة اردوغان ويتم استغلالها في تنفيذ أطماع تركية عثمانية، ليست حديثنا اليوم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه و يراود المهتمين بالشأن الاخواني والتيارات المتعاطفة معه، هو... هل يمكن أن ينهار التنظيم الاخواني في العالم كله إذا انهار حكم أردوغان أم سيستمر كما هو الآن في حالة فراغ الحكم في تركيا من أردوغان ونظامه خاصة في ظل توقعات وشيكة بتمرد في الشارع التركي مع عجز أردوغان ونظامه الخروج من الأزمة التي تتعرض لها البلاد مع احتمال نشوب مظاهرات في الشارع التركي، ربما يلجأ الجيش في استخدام السلاح في وجه الشعب التركي، وسيكون له عواقب وخيمة إذا حدث وستكون هناك صدامات دموية بين نظام أردوغان والإخوان المسلمين من ناحية والشعب التركي والأحزاب الداعية إلي الانفصال مثل حزب الشعوب والأكراد هناك، من ناحية أخري وبالتالي فإن الاختيار الحقيقي أمام بقاء الإخوان في المشهد خلال الفترة القادمة اذا استمروا في مساندة اردوغان بهذا الحماس أو خروجهم من المعادلة العالمية والمنطقة العربية اذا نجح الشعب في الإطاحة بأردوغان ونظامه رغم صعوبة هذا الأمر في الوقت الحالي، إلا انه أمر محتمل خاصة وأن المشهد السياسي بالمنطقة العربية يمر بتطورات سريعة جدا منذ ثورة يناير حتي الآن، فمن كان يصدق الإطاحة بنظام عتيد ومتعمق في مصر وهو نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ، ومن كان يعتقد زوال حكم الإخوان في مصر بهذه السرعة المذهلة بعد عام واحد فقط من حكمهم رغم المساندة غير المحدودة من جانب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي أعلن عن مساندته للإخوان بمبلغ كبير للغاية من اجل ترسيخ حكمهم علي النيل لتحقيق أهداف وأطماع أمريكية بالمنطقة العربية وقف أمامها حسني مبارك نفسه ورفض تغيير هوية الدولة المصرية بالشكل الذي يرضي عنه الأمريكان فيه ، وهو الأمر الذي يجعل الشارع يشعر بقوة حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ووقوفه حجرا صلدا أمام تحقيق الأطماع الأمريكية التي بدأت في بداية القرن الحالي بالشرق الأوسط الكبير، والشرق الأوسط الواسع والتي تحولت سريعا الي صفقة القرن كما يطلق عليها إعلاميا .
الإجابة عن التكهنات السابقة سوف أجيب عنها في ندوة تعد حاليا عن مستقبل الإخوان في تركيا وهل بقاؤها مرهون ببقاء أردوغان في الحكم أم لا؟.
وهل يتخلي الغرب خاصة بريطانيا وأمريكا عن التنظيم الاخواني بهذه السهولة أم تبحث له عن مخرج آمن لوصول عناصر الجماعة إلي دول ترفض تسليم هذه العناصر للدولة المصرية، خاصة ان الغرب وأمريكا اعترفوا كما قلت في مقالات سابقة بأنهم كانوا يبحثون عن بديل للأنظمة التي خرجت من عباءة القوات المسلحة خاصة مصر لتسهيل تنفيذ أطماع أمريكية وقوي دولية في المنطقة ؟.
وهل مازال الغرب وأمريكا يبحثان عن بديل سياسي مغلف بغلاف ديني لتنفيذ باقي الأطماع بالمنطقة، أم أن هذا المشروع تم تأجيله لأسباب متعلقة بالعناد العسكري المدعوم دعما غير محدود من جانب الشعب صاحب الفضل الأول في إفساد أي مخططات تظهر علي السطح في الوقت السابق والحالي.. ؟.
الإجابة ستكون بعد مشاركتي في ندوة حول هذا الأمر ... للحديث بقية في الحلقة القادمة بمشيئة الله .