
ووفق العادات المجتمعية تعتبر زيارة المقابر جزءا من هذه الطقوس المرتبطة بالعيد مهما تحدث رجال الدين عن كراهية هذه الزيارة؛ وينتشر باعة الزهور بالقرب من المقابر، ليبيعوا ما يضعه الزوار عند مقابر محبيهم الذين فقدوهم.

بينما تجتهد ملك الطفلة ذات العشر سنوات فترش الزهور بالماء؛ حتى تظل محتفظة برونقها أطول فترة ممكنة بسبب حرارة الجو، كان والدها ينام في المكان الذي قررا الاستقرار فيه حتى ينتهي موسم العيد، وهو داخل أحد الممرات في سور مجرى العيون، ليرتاح قليلًا من حرارة الجو.
يقول محمود الذي يسكن في منطقة عزبة خيرالله إنه يحرص كل عيد على جمع الزهور الذابلة من أصحاب مشاتل بيع الزهور بسعر زهيد، ويشتري الزهور المستوردة إضافة إلى الورد البلدي، ويبقى إلى جوار فرشته طوال أيام العيد حفاظًا على المكان الذي ورثه بعد وفاة والدته.

يتعجب بائع زهور المقابر من الإقبال الضعيف هذا العام من زوار المقابر على زيارة ذويهم، مضيفًا أن الغالبية أصبحت لا تحرص على شراء الزهور مثلما كان الوضع من قبل، وهو ما دفعه للاستمرار في التواجد حتى انتهاء إجازة العيد أملا في العثور على زبائن بالأخص من كبار السن الأكثر حرصًا على شراء الزهور.