قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الناس مابقتش تشتري زي الأول.. بائع الورد في المقابر وحيدا في الطريق بين الأحياء والموتى


لا يعرف محمود عبده الرجل الأربعيني متى بدأت علاقته ببيع الزهور لزوار المقابر؛ فهو منذ ولادته إلى جوار أمه التي ورث هذه المهنة عنها، إلا أن طباخ السم لم يذقه؛ فهو لم يحمل معه زهورًا وهو يزور والدته في قبرها في منطقة مقابر الغفير في السيدة عائشة.

ووفق العادات المجتمعية تعتبر زيارة المقابر جزءا من هذه الطقوس المرتبطة بالعيد مهما تحدث رجال الدين عن كراهية هذه الزيارة؛ وينتشر باعة الزهور بالقرب من المقابر، ليبيعوا ما يضعه الزوار عند مقابر محبيهم الذين فقدوهم.

في شارع مجرى العيون بمحاذاة السور التاريخي انتشر باعة الزهور الخاصة بالمقابر منذ وقفة عرفات ويستمر وجودهم حتى انتهاء إجازة العيد، وهي زهور لها مواصفات خاصة؛ فهي ذابلة راح عنها جمالها ويختلط بها أغصان الأشجار وسعف النخيل.

بينما تجتهد ملك الطفلة ذات العشر سنوات فترش الزهور بالماء؛ حتى تظل محتفظة برونقها أطول فترة ممكنة بسبب حرارة الجو، كان والدها ينام في المكان الذي قررا الاستقرار فيه حتى ينتهي موسم العيد، وهو داخل أحد الممرات في سور مجرى العيون، ليرتاح قليلًا من حرارة الجو.

يقول محمود الذي يسكن في منطقة عزبة خيرالله إنه يحرص كل عيد على جمع الزهور الذابلة من أصحاب مشاتل بيع الزهور بسعر زهيد، ويشتري الزهور المستوردة إضافة إلى الورد البلدي، ويبقى إلى جوار فرشته طوال أيام العيد حفاظًا على المكان الذي ورثه بعد وفاة والدته.

بعيدًا عن العيد يعمل محمود قهوجي"، في أحد المقاهي الشعبية في دار السلام، ويحلم بامتلاك كشك يوفر له دخلًا ثابتًا يكفيه مصروفات تربية أبناءه الأربعة، والذين لم يقبل أي منهم الحضور معه لهذا المشوار السنوي سوى ابنته ملك التي تتولى البيع في فترة راحته، ويقول إنه يبيع الزهور بسعر بسيط وسعر الربطات الثلاث 10 جنيهات، وأحيانا قد يدفع الزبون ما يزيد عن ذلك لاسيما في الزهور المستوردة.

يتعجب بائع زهور المقابر من الإقبال الضعيف هذا العام من زوار المقابر على زيارة ذويهم، مضيفًا أن الغالبية أصبحت لا تحرص على شراء الزهور مثلما كان الوضع من قبل، وهو ما دفعه للاستمرار في التواجد حتى انتهاء إجازة العيد أملا في العثور على زبائن بالأخص من كبار السن الأكثر حرصًا على شراء الزهور.