عاشت الفنانة مديحة سالم، واسمها الحقيقي فاطمة ليثي محمد، طفولة قاسية، فكانت تتذكر كل ما مرت به من مواقف حزينة طوال حياتها، وكان ذلك دائما ما يؤثر على حالتها المزاجية، وكان يجعل حالتها النفسية في حالة سيئة أيضا.
كان لصاحبة أجمل غمازتين في السينما، التي ولدت في 2 أكتوبر 1944، موقف يعد الأصعب في حياتها كلما تذكرته حزنت، حتى باحت به في حوار صحفي وحصلت على إجابة قد تهدئ من حزنها، فكان لها أخت أصغر منها تسمى "فكرية" تجري وتلعب كمثيلاتها في نفس السن الذي لم يتخط الخامسة، ثم وقعت على الأرض وفقدت وعيها، وعندما نقلوها إلى السرير، ماتت بعد لحظات.

وتقول مديحة عن هذا الموقف في حوار قديم لها نشر بمجلة "الكواكب" لعام 1966 : "عندما قلت له ما حدث..نظر إلى في هدوء غريب، وقال لا تخافي وإيه يعني !"، كان رده الهادئ عليها في هذا الموقف بمثابة صدمة أخرى تعرضت لها، فكانت تتخيل أنه سيجري فزعًا، ويبكي، لكنه حتى لم يبدو عليه أنه تأثر للحظة.

لم تواجه مديحة والدها بما شعرت به وقتها، ورفضت كل ما حدث وحاولت أن تكذبه، أو تعتبره وهمًا عاشته وليس حقيقة، حتى واجه أحد الصحفيين والدها بهذا الموقف ليعرف الحقيقة.
لم يكذب والدها رد فعله الهادئ، فهو كالرجال الشرقيين الذين اعتادوا على وفاة الأطفال في صغرهم، فلم تكن فكرية أول ابنة له تموت، وقال الحاج ليثي، عن هذا الموقف في نفس العدد: "صحيح، لكن أنا راجل ومجرب ودول أطفال، يعني كان لازم أوريهم إن دي مسألة بسيطة، لكن اسألني قلبك كان شكله إيه ساعتها، دي بنتي..تعرف يومها جهزت لهم العشا وقعدتهم ياكلوا..يبقى أنا كده غلطان !".