قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبد الوهاب قوطة رحلة من العطاء اقتصاديا وسياسيا ورياضيا.. مثل بورسعيد في برلمان الأمة عام 69 واستمر 35 عاما نائبا للباسلة.. حقق حلم جماهير المصري بحمل كأس مصر 98

عبد الوهاب قوطة
عبد الوهاب قوطة

- نجح في مجلس الأمة عن بورسعيد باكتساح عام 1969 واستمر برلمانيا قديرا لأكثر من 35 عاما
- شكل رؤية لتحويل المدينة الباسلة إلى منطقة حرة صناعية لا استهلاكية
- انضمامه لإدارة النادي المصري فتحت أبوابالانتصارات المتتالية

فقدت بورسعيد، مساء الإثنين، علما من أعلامها، وأحد أبرز عناصر نخبتها السياسية على مدار تاريخها، ألا وهو البرلماني الأسبق عبد الوهاب قوطة.

ولربما يقترن اسم الراحل العظيم عبد الوهاب قوطة عند قطاع عريض من أبناء بورسعيد الباسلة بكونه رئيس مجلس ادارة النادي المصري خلال الفترة التي نجح المصري خلالها في حصد بطولته الوحيدة في العصر الحديث وهي بطولة كأس مصر عام 1998 ، وهم بذلك يظلمون هذا العملاق ظلمًا كبيرًا رغم قيادته للقلعة الخضراء للقب طال انتظاره حينها لسنوات عجاف خلت خلالها خزائن المصري من الألقاب، ونستعرض ومن خلال السطور التالية أبرز المحطات في حياة فقيدنا الراحل.

ولد عبد الوهاب عبد الوهاب قوطة في الثامن عشر من أغسطس عام 1935.

حصل قوطة على ليسانس الحقوق عام 1961 وعمل لفترة في مجال المحاماة والاستشارات القانونية.

بزغ نجمه كأحد أبرز الكوادر السياسية الشابة في بورسعيد؛ نظرًا لشعبيته في الشارع البورسعيدي والقبول الواسع الذي كان يتمتع به.

خاض انتخابات مجلس الأمة المصري عام 1969 ونجح عن جدارة في نيل شرف تمثيل بورسعيد الباسلة في فترة من أحلك فتراتها وهي الفترة التي واكبت تهجير سكان المحافظة بالكامل الى مدن وقرى مصر المختلفة من أقصاها الى أدناها ، فظل يجوب ربوع مصر للاطمئنان على مواطني بورسعيد لينقل مشاكلهم إلى القيادة السياسية التي وثقت به نظرًا لأمانة عرضه وأراءه الصائبة لحل الكثير من المشكلات التي كان يعاني منها مواطني بورسعيد المهجرين آنذاك.

عقب نصر أكتوبر المجيد وعودة المهجرين إلى بورسعيد منتصف عام 1974 كان على عبد الوهاب قوطة ورفاقه من القيادات الشعبية والتنفيذية عبئًا هائلًا ، فالبنية التحتية لبورسعيد كانت وبفعل سنوات الحرب الضروس قد تدمرت تماما، حيث واصل قوطة ورفاقه الليل بالنهار من أجل عودة بورسعيد إلى سابق عهدها كجوهرة لمصر، ناهيك عن مساعيهم الهائلة لبناء المساكن القادرة على استيعاب الزيادة السكانية الهائلة التي حدثت خلال سنوات الحرب والشتات.

ومع نجاح قوطة ورفاقه في ادارة شئون بورسعيد خلال تلك السنوات الصعبة ، كانوا على موعدٍ مع اختبار آخر ألا وهو كيفية التعامل مع بورسعيد ما بعد المنطقة الحرة التي صدر قرار جمهوري بانشائها مطلع عام 1976 ، وكانت رؤية قوطة الصائبة في السعي لأن تكون بورسعيد منطقة حرة صناعية تستفيد من موقعها العبقري لا أن تكون منطقة استهلاكية، فكان سعيه الدؤوب ومن خلال رئاسته للغرفة التجارية ببورسعيد أن تصبح بورسعيد رائدة في عدد من المجالات الصناعية مثل صناعة الملابس الجاهزة والمنظفات الصناعية والحديد والصلب وغيرها من الصناعات، فكان قراره بإنشاء العديد من المصانع العملاقة التي اكتتب فيها أبناء بورسعيد ، ناهيك عن عدد من المشروعات الخدمية التي نفذتها الغرفة التجارية برئاسته.

ومع كل تلك المهام الجسام لم يكن النادي المصري بعيدًا عن قلب وعقل عبد الوهاب قوطة فهو ومثل أي بورسعيد شغوف بالقلعة الخضراء ، حيث تولى خلال النصف الثاني من السبعينيات ولسنوات مهام سكرتير عام النادي وهو المنصب الأقرب الى العمل التنفيذي الذي يحتاج خبرات إدارية كبيرة أداها باقتدار وحنكة الراحل عبد الوهاب قوطة.

وطوال تلك السنوات لم يغب قوطة عن قبة البرلمان الدورة تلو الأخرى رغم شراسة منافسيه وشعبيتهم الجارفة إلا أن الخدمات الكثيرة التي كان يقدمها لأبناء بورسعيد واحساسهم بالدور الهائل الذي كان يؤديه تحت قبة البرلمان جعل منه فارسًا مغوارًا استمر في نيل شرف الدفاع عن بورسعيد الباسلة برلمانيًا قديرًا لأكثر من 35 عامًا.

ولأن النادي المصري كان نصب أعين عبد الوهاب قوطة دائمًا ، لم يتخلف قوطة ولو لثوان عن تلبية طلب أبناء بورسعيد بتوليه مهمة قيادة اللجنة الخماسية لادارة شئون النادي مطلع عام 1998 خلفًا لكامل أبو علي ، وكما يقول المثل العامي " الخير على قدوم الواردين " كان الخير مرتبطًا بمجئ قوطة للنادي المصري بصحبة رفاقه أحمد منسي ومحمد الحفني والراحل العميد محمد الزهيري "ميمي الزهيري" وسمير حلبية رئيس مجلس ادارة المصري الحالي، حيث نجح المصري وبعد نحو شهر فقط من مجئ قوطة في حصد لقب بطولة كأس مصر موسم 1997 /1998 ، وهي البطولة التي حفرت اسمه بأحرف من نور داخل قلوب محبي المصري وعشاقه.

ظن البعض أن فوز المصري ببطولة كأس مصر كان نهاية المطاف مع عبد الوهاب قوطة ، ولكنه كان بداية المطاف حيث نجح قوطة ومع مجلسه المنتخب صيف عام 1998 في ارساء قواعد الاستقرار داخل القلعة الخضراء ، فنجح المصري موسم 1998 /1999 في حصد المركز الرابع بالدوري المصري للموسم الثاني على التوالي ، كما نجح المجلس في تنظيم تصفيات البطولة العربية للأندية أبطال الكئوس على أرض بورسعيد صيف عام 1999 بمشاركة أندية المريخ السوداني والرياض السعودي وإب اليمني.

كما شارك المصري للمرة الأولى في تاريخه ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الكئوس عام 1999 وهي البطولة التي وصل فيها الى الدور نصف النهائي، وهو ذاته الذي وصل اليه المصري بنهائيات البطولة العربية للأندية أبطال الكئوس التي أقيمت بالكويت شهر نوفمبر عام 1999 أيضًا ، كما حصد المركز الثالث ببطولة الدوري العام موسم 2000 /2001 للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عامًا وهو المركز الذي كان سببًا لتأهل المصري لبطولة الاتحاد الأفريقي عام 2002 وهي البطولة التي نجح فيها المصري في الوصول للدور نصف النهائي أيضًا ، ليقرر قوطة عام 2002 ترك الساحة الرياضية بعد أن قدم فيها نموذجًا للادارة الرياضية الناجحة القادرة على ادارة شئون نادٍ كبير بقيمة وقامة النادي المصري بهدوء واستقرار.

وواصل الفارس النبيل عبد الوهاب قوطة مشواره السياسي حتى نهاية الدورة البرلمانية 2000 /2005 ليتوارى عن الأنظار قليلا، لكنه لم يغب طوال تلك السنوات عن متابعة شئون معشوقته بورسعيد، وشغفه الأول والأخير النادي المصري الذي ظل دائمًا نصب عينيه فاستحق أن ينال مكانة كبيرة في قلوب محبيه لا ينالها سوى العظماء فقط من أبناء الباسلة بورسعيد.