- هندسة الطاقة تنشئ أول مشروع للمدخنة الشمسية فى مصر
- تصنيع المدخنة بخامات مصرية بنسبة 100%
- المدخنة الشمسية تزيد مع ارتفاع الطاقة الشمسية وتستغل طاقة الرياح
تمثل محافظة أسوان مصدرا للخير لمصر في مجال الطاقة بدءا من السد العالي وحتى المدينة الشمسية بقرية بنبان بمركز دراو، والتى ستنتج معها نحو ألفي ميجاوات بما يعادل 90% من طاقة السد العالى الذى تم إنشاؤه عام 1964، ليتم ضخ الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية على الشبكة القومية الموحدة لمصر.
وبالتوازى مع هذه الإنجازات العملاقة التى تقام على أرض أسوان الطيبة التى تمتلك شمسا نظيفة ومؤهلة لتكوين الطاقة الشمسية منها، تستكمل جامعة أسوان ممثلة فى كلية هندسة الطاقة مشروع إنشاء أول "مدخنة شمسية" فى مصر، هذا المشروع الذى بدأ تنفيذه منذ عامى 2011/2012.
وقال الدكتور عادل زين، عميد كلية هندسة الطاقة بأسوان، إن أول مدخنة شمسية أنشئت في إسبانيا خلال عام 1980، وتم تطوير هذه الفكرة وطبقت مرة أخرى فى الصين وبتسوانا، وحاليًا يدرس الباحثون فى أستراليا إنشاء أطول مدخنة على مستوى العالم بطول 1000 متر، ومن المتوقع أن تنتج هذه المدخنة طاقة كهربائية تكفى استهلاك مدينة كاملة.
وأضاف زين أن مجال إنشاء المدخنة الشمسية فى مصر كان من خلال كلية هندسة الطاقة بأسوان، حيث نجح فريق من الباحثين فى الفترة بين عامى 2011/2012 بالتعاون مع باحثين من ألمانيا فى إنشاء أول مدخنة شمسية فى مصر تقوم بتوليد الكهرباء من خلال استخدام أشعة الشمس، وتم قبول هذا النموذج، وبدأنا تركيب وتصنيع المدخنة الشمسية كصناعة مصرية بنسبة 100%.
وأوضح عميد كلية هندسة الطاقة أن المدخنة الشمسية تعتبر نموذجًا بحثيًا حقق نتائج جيدة للغاية، وتقوم هذه المدخنة بتوليد 300 وات يوميًا من الكهرباء، ويمكن زيادة عدد التوربينات فى المدخنة لمضاعفة هذه القدرة الكهربائية.
فيما قال الدكتور طارق عبد الملاك ميخائيل، الأستاذ بكلية هندسة الطاقة بجامعة أسوان ورئيس مشروع المدخنة الشمسية، إن فكرة مشروع المدخنة الشمسية تتلخص فى تسخين الهواء تحت السطح الزجاجى فى المجمع الشمسى عن طريق الأشعة الشمسية، فيحدث سريان للهواء داخل مدخنة مثبتة فى وسط المجمع الشمسى والمثبت أسفلها توربينة، فيحدث دوران لهذه التوربينة والتى بدورها تكون موصلة مع مولد كهربائى، وأن كفاءة المدخنة الشمسية تزيد مع ارتفاع الطاقة الشمسية بعكس الخلايا الشمسية، كما يتم فى نفس الوقت استغلال طاقة الرياح.
وأضاف عبد الملاك أنه تم تنفيذ مشروع المدخنة الشمسية فى كلية هندسة الطاقة فى جامعة أسوان بصناعة مصرية بنسبة 100% ما عدا المولد الكهربائى فقط، حيث إنه تم تنفيذ هذا المشروع فى ظل تعاون بحثى بين كلية هندسة الطاقة بأسوان وجامعتى فوبرتال والروهر بألمانيا بتمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، وتم قبول نتائج ومخرجات هذا المشروع بشكل نهائى.
وأوضح رئيس مشروع المدخنة الشمسية أن وزن المدخنة التى تم إنشاؤها كنموذج عملى لهذه الفكرة بكلية هندسة الطاقة يبلغ 7 أطنان، ومقامة على قطعة أرض مساحتها 28 م2، وهى عبارة عن مجمع شمسى مصنوع من الزجاج ويرتفع عن الأرض بمسافة 1.5 متر تقريبًا، والزجاج محمول فوق دعائم حديدية، بجانب مدخنة عبارة عن ماسورة ضخمة من الحديد طولها نحو 20 مترا، وبلغت التكلفة الإجمالية للمدخنة 250 ألف جنيه بتمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية.
وتابع: "تكلفة المدخنة الشمسية أرخص من الخلايا الشمسية بنحو 10 مرات على الأقل، لأن المدخنة الشمسية لا تحتاج فى إنشائها سوى الحديد والزجاج، كما أنها لا تحتاج لصيانة كبيرة أثناء التشغيل، ويتراوح عمرها الافتراضى من 50 إلى 100 عام، بخلاف الخلايا الشمسية التى تعتبر أغلى فى السعر وعمرها الافتراضى لا يزيد على 25 سنة فقط".
وأكد أن المدخنة الشمسية لها مميزات عديدة أخرى، منها أنها تحافظ على البيئة ولا تحتاج سوى إلى الشمس والصحراء، لذلك فهى تصلح تمامًا للأجواء المصرية، كما أن مساحة الزجاج الموجود فى المدخنة الشمسية تمتص حرارة الشمس، وتحد من درجة الحرارة فى الجو التى يعانى منها البشر حاليا، فضلًا عن أنها تقلل من الاحتباس الحرارى الذى يؤدى إلى ذوبان الجليد.
واستطرد: "ما حققته المدخنة الشمسية من نتائج مذهلة وجيدة جعلنا ودفعنا للتفكير فى إنشاء محطة أكبر، ولكن تحتاج إلى دعم مادى أعلى، وما يعمل على ضمان نجاح ذلك هو توافر الزجاج والشمس والصحراء بأسوان لتحقيق التوسع المطلوب فى هذا الاتجاه من أجل الحصول على طاقة نظيفة ومتجددة".