الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في أجرأ حوار لها بعد الثورة| فرخندة حسن: مبارك كان يريد التنحي منذ 2005.. وتوريث جمال لم يكن في نيته.. سوزان لم تنخرط في السياسة.. مبارك لم يخسر بعد الثورة وتعرض للظلم

الدكتورة فرخندة حسن
الدكتورة فرخندة حسن خلال حوارها لـ صدى البلد

  • كنت أتمنى قبول الشعب لاقتراح مبارك بترك الحكم بعد 6 أشهر
  • مبارك قال لي عن التوريث: أنا مش هعمل في ابني كدا مش عارف أمشي في الشارع
  • أشخاص بآراء متقلبة كانوا وراء تنحي مبارك
  • لا أقبل بمساواة المرأة والرجل في الميراث دي شريعة
  • الرئيس الأسبق كان شديد التعلق بحفيده ووطنيا من الدرجة الأولى
  • السادات بحكمته استطاع أن يُكون صورة ديمقراطية
  • تحويل ائتلاف دعم مصر لحزب أمر خاطئ
  • لم ألمس أى صراعات داخل الحزب الوطنى

لم تكن جيولوجية أو سياسية فقط، ولكنها كانت على مسافة قريبة جدا من أسرة الرئيس الأسبق حسني مبارك وزوجته سوزان مبارك، فهى الدكتورة فرخندة حسن، التى كشفت في الجزء الثاني من حوارها مع "صدى البلد"، أبرز كواليس فترة حكم مبارك، وهل بالفعل كان يريد الرئيس الأسبق توريث الحكم لابنه جمال؟ وهل ابتعد مبارك عن الحكم وأصبحت هناك أيادٍ أخرى تتولى إدارة البلاد؟

إليكم التفاصيل كاملة، فى سياق الجزء الثانى من الحوار..

كيف تغيرت أهداف الحزب الوطنى أيام السادات ومبارك؟

السادات بحكمته استطاع أن يُكون صورة ديمقراطية، فأوجد حزبا حاكما مؤيدا، وآخر معارض، فلا يصح عدم وجود أغلبية فى الحياة السياسية، وبعد ذلك أصبح هناك أشخاص يدخلون الحزب الوطنى ليس اقتناعا بفكرة الحزب، ولكن كانوا يلتحقون بالحزب لأنهم كانوا يعتقدون طالما "فى الحزب الحاكم هناك استفادة".

أما في تلك الفترة الحالية لا توجد أحزاب حقيقية، حيث كانت هناك أقاويل عن تحويل ائتلاف دعم مصر لحزب، هذا أمر خاطئ لأنه لا يوجد اقتناع، فالتجربة وقت السادات ومبارك كانت "ممشية الدنيا"، ولكن تلك التجربة كان بها ايجابيات وسلبيات، علينا الإستعانة بالإيجابيات حتى لا يضيع المستقبل، والبرلمان الحالي ليس مثل البرلمانات السابقة لأنه لا توجد به الحبكة الحزبية المطلوبة، حيث تخطى عدده أكثر من 100 حزب سياسي، فالأحزاب أصبحت مثل الجمعيات.

هل نظرت الشعب للأحزاب تأثرت بتجربة الحزب الوطنى؟
بالفعل، لأن هناك من قاموا بتشويه الحزب الوطنى ككل، فالحزب مثل أى شيء آخر به أشخاص سيئون وآخرون جيدون، فمن المفروض عدم تشويهه بهذا الشكل، فالتشويه كان للجزء الفاسد فقط، أما الأعمال الجيدة كان يجب أخذها فى الاعتبار، "لو كله فاسد، أومال البلد كانت ماشية إزاى والاستقرار التى كانت تنعم به والأمن وتوفير الأكل والشرب".

هل هناك تخوف فى الشارع من وجود أغلبية حزبية؟
هناك تخوف بسبب التشويه، ولكن فى الحقيقة الشكل التي كانت تسير به الأحزاب فى عهد مبارك كانت "الدنيا ماشية فى البلد"، فالحزب الحاكم وقتها كان يوافق على كل ما يتعلق بالحكومة، ولكن أيضا البرلمان الحالى يوافق على مشروعات الحكومة.

هل كان الحزب الوطنى يعاني من صراعات داخلية؟
لم ألمس أي صرعات داخل الحزب الوطني، ولكن بعد ثورة يناير استمتعت لأشياء، ولكن حتى أكون منصفة أنا كنت عضو مكتب سياسي بالحزب وهو أعلى مستوى لاتخاذ القرار بالحزب الوطني الديمقراطي، وكنا وقتها نجتمع ونفتي فى الحديث إلا أنه كان ما يتم ويحدث أشياء وقرارات أخرى لم ندرى بها.

هل كان الحزب يُستشار فى التعديلات الوزارية؟
لا نعرف تلك الأشياء، كنا نرى قرارات من أشخاص بعينهم تحدث لا نعرف بها، ولكن ذلك الأسلوب كان صحيحا، حيث وضع الرئيس وقتها الثقة فى بعض الأِشخاص، الذين من المفترض أنهم ينقلون رد فعل الشارع للرئيس، لإنجاح الرئيس وليس لتحقيق مصلحة شخصية لهم.

ألم تكن ثقة الرئيس الأسبق مبارك فى محلها؟
لا أستطيع أن أحدد إن كانوا أهلا للثقة أم لا، ولكنهم كانت لهم أهداف أخرى وهى ضمان استمراريتهم وفائدتهم.

لماذا كانت الحكومة تشكل من وزراء رجال أعمال؟
لم نكن نعرف عن كيفية اختيار الوزراء، ولكن وجهة نظرى أنه لا مانع من دخول رجال الأعمال مجلس الشعب، ولكن أين الحكمة في اختيارهم وزراء؟ وليه فى مجلس الشعب يكون رئيس لجنة الموازنة التى تراقب الحكومة رجل أعمال أى قطاع خاص، يراقب الحكومة؟

كان تعيين رجال الأعمال وزراء أسلوبا عالميا لأن العالم يتجه للاقتصاد، إلا أن رجال الأعمال أفادوا الاقتصاد، وكانوا سببا فى ارتفاع معدل النمو لـ 7%، في مصر، ولذلك، أراد نظام مبارك وقتها مكافأتهم، ولكن كان من الممكن أن تتم مكافأتهم بطرق أخرى، وليس بتعيينهم وزراء، ولكن تعيينهم وزراء أضر برجال الأعمال أنفسهم وخسروا ماديا، فأنا لم أكن ضدهم، حيث إن رجال الأعمال من أشرف ما يمكن ونعرف أسماءهم جيدا، حيث كان هناك وزير "لن أذكر اسمه"، تانى يوم بعد تعيينه وزير ذهب للبنك وأسند شركاته لشخص آخر، ورجال الأعمال كانوا يستطيعون إفادة البلاد وقتها كقطاع خاص ولكن ليس بالشكل الذي تم.

من الخاسرون من ثورة 25 يناير؟
من أغلقت مصانعهم وورشهم، أما مبارك فلم يكن خاسرا، ولكنه تنحى "بعد ما عمل اللى عليه"، ولم يفرق بين الجيش، ولم يترك البلاد فى وقت صعب ويسافر، وهذا يحسب لمبارك مثلما فعل الملك فاروق.

فى اعتقادى أن مبارك اتظلم، وكنت أتمنى أن اقتراح مبارك بتركه الحكم بعد 6 أشهر، يتم قبوله من قبل الشعب، بدلا من المأساة والفترة الصعبة التى مرت بها مصر وهى فترة الإخوان التى أضرت جدا بالبلد.

من نصح مبارك بالتنحى؟
كنت على دراية بأن مبارك كان يريد التنحى من 2005، حيث إنني سمعت منه شخصيا أنه "كفاية عليه كده"، ولكن هناك أشخاص حوله كانوا رافضين فكرته.

كما أننى سألته شخصيا عن إشاعة توريث جمال مبارك الحكم، وقال لى بالحرف: "وأنا أرضاله العيشة اللى أنا عيشها، مش عارف أمشى فى الشارع".

هل كان لجمال مبارك الرغبة فى الحكم؟
لا أستطيع أنا أحكم، ولكن بالتأكيد، كانت هناك مجموعة بتزقه ويهمهم أن جمال مبارك يرأس مصر حتى يظهرون فى الصورة، فالرئيس وحرمه سوزان مبارك على ثقة تامة بى، ولو أرادوا توريث الحكم لجمال كانوا قالوا لى، خاصة أن جمال وعلاء تلاميذى، ولم أجد تلميحا من سوزان مبارك بتوريث ابنيها.

هل ابتعد مبارك عن الحكم بعد 2005 وأصبح هناك آخرون يديرون البلد؟
ليس لدي علم بذلك، ولكن هناك موقفين أبديت اعتراضي عليهما خلال اجتماعات الرئيس الأسبق مبارك بنا فى الحزب، حيث كان يجتمع بنا الرئيس الأسبق مبارك، كل 15 يوما، فكان هناك مشروع رمى الصرف الصحى بالنيل، وأبديت وقتها اعتراضى، وسمع لى مبارك، وأوضحت أن هذا المشروع سيضر بالبيئة، "وياريت ما تفتحوش المشروع"، وبالفعل وقتها لم يحضر مبارك افتتاح المشروع، وعاتبته بعدها على فتح المشروع وقال لى: "يا ريت سمعت كلامك".

وأما اعتراضي الثانى عن انتخابات 2010، فوجهت حديثى لمبارك قائلة: "نكسب ازاى واحنا 51% جداول ومعظمنا ما بيروحش"، ورد عليه زكريا عزمى قائلا: "الدكتورة مش مطلعة على آخر الجدول، واخر الجدوال احنا 70%".

هل تأثر مبارك بوفاة حفيده فى 2009؟
بالتأكيد، كان مبارك شديد التعلق به وكذلك فالطفل كان يحبه، حيث كان هناك شيء غير طبيعى يجمعهما، فكانت وفاة الحفيد صدمة كبيرة جدا لمبارك.

لماذا لم يترك مبارك مصر ويسافر أي دولة؟
مش هيسيب بلده، لأنه وطنى من الدرجة الأولى، وهيموت فى بلده، لأنه لم يفعل شيئا، وكان يقدر يسافر زى ناس كتير، فمبارك حاسس إنه لم يفعل شيئا يستلزم الهرب، فالهروب ليس من صفات العسكرى.

من دفع مبارك للتنحي؟
لا أدرى، ولكن أعرف أن هناك أشخاصا كانوا يجلسون معه ليلا ونهارا، آراؤهم متقلبة.

كيف رأيت سوزان مبارك؟
كانت تدرس فى الجامعة الأمريكية، ولكنى لم أدُرس لها، ولكن أبناءها هم تلميذي علاء وجمال، خدموا بلادهم بكل ما يمكنهم من خدمة، جيهان السادات بطريقة، وسوزان مبارك بطريقة أخرى، وكان هدفهم البلاد.

أما الرئيس مبارك لم يرض فى البداية أن تتدخل سوزان فى أى ملف حتى المرأة، وعليه أولت ملف الطفولة الاهتمام الأكبر، وأثبتت نفسها في مجال الطفولة 10 سنوات، وكان هناك اللجنة الوطنية للمرأة وترأستها جيهان السادات، إلا أن تلك اللجنة لم تكن مفعلة أو تعمل، وعليه طالبنا سوزان مبارك والرئيس بتفعيل اللجنة، وبالفعل تم ذلك فى 1993، وكانت تستلزم موافقة من الأمم المتحدة، وتم ضمها لمجلس الأمومة والطفولة، وبعدها تم إنشاء المجلس القومى للمرأة.

هل سوزان مبارك انخرطت فى السياسة؟
لم تنخرط فى السياسية، ومثال ذلك عندما كنت أمينة المجلس القومى للمرأة، أعددنا قوانين الميراث والتحرش وقلت للسيدة سوزان: "الحكومة مش راضية على تلك القوانين متمثلة في وزير العدل، كلمى لينا يا فندم الوزير"، فردت سوزان قائلة: "أنا مابكلمش وزراء أنا كفاية عليا الأمومة والطفولة".

وبالتالى كل ما يثار عن أن سوزان مبارك أو جيهان السادات تتعمدان الظهور فى الصورة لا أساس له من الصحة، حيث إنني تواجدت فى موقف حقيقى لجيهان السادات وقالت لوزير ما: "الناس مش عاجبها أنا اللى بفتح المشروعات"، الوزير رد قائلا: "لو ماجيتيش مش هفتح المشروع ومش ضرورى نعمله".

فسوزان مبارك كانت تعمل فى صمت، والدليل على ذلك أنها ظلت تعمل على إنشاء متحف الطفل، 10 سنوات دون أن يعرف أحد، إلى أن تم الافتتاح رسميا: "سوزان مبارك لا اشتغلت سياسية ولا عمرها اتكلمت فيها"، ولكننى لست مع عدم ظهور زوجات الرؤساء، فزوجة الرئيس عليها دور وطنى وتخدم بلدها مثل أي مصري.

ماذا عن مساواة المرأة والرجل في الميراث؟
من يتحدثون عن ذلك جهلة وهذه شريعة، والأخ مسئول عن أخته، والأم تستطيع أن تأخذ نفقة من ابنها.