الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السير مجدي يعقوب .. أمير القلوب ورسول الإنسانية .. بروفايل

السير مجدي يعقوب
السير مجدي يعقوب

أمير القلوب، صانع السعادة، سفير مصر في العالم، ألقاب استحقها جراح القلب المصري العالمي، السير مجدي يعقوب، الذي وهب حياته لمساعدة الفقراء وغير القادرين، مما جعل منه رسول الإنسانية، وفخر لبلده ومهنته، مفهوم النجاح بالنسبة له؛ هو خدمة الآخرين وفقط دون مقابل.

لا يضاهي براعة الدكتور مجدي يعقوب في مضمار جراحة القلب سوى نبله وسموه الأخلاقي، فالجمع الصعب والنادر بين الامتياز العلمي والمهني والشخصية الكاريزمية والتواضع ودماثة الخلق هو أمر لا يختلف عليه اثنان ممن عرفوه عن قرب، وهو مما لا يستطيع الإنسان تصنعه إن لم يكن جزءًا أصيلًا من تكوينه.

  • حياته ونشأته
ولد الجراح العالمي في السادس عشر من نوفمبر عام 1935 بمحافظة الشرقية، ورث المهنة وحبها عن والده الدكتور حبيب يعقوب الجراح بوزارة الصحة، والذي تنقل للعمل بين معظم محافظات مصر، وأُطلق أسمه على أحد شوارع حي العجوزة بالقاهرة.

  • أسباب التوجه لتخصص القلب
ولعل الحزن كان وراء قراره التخصص في جراحة القلب والصدر بالتحديد، إذ أصاب أسرته حزن عميق إثر رحيل عمته الصغرى أوجيني، التي توفيت شابة تبلغ من العمر 21 عامًا بسبب إصابتها بضيق في صمام القلب.

  • دراسته الجامعية
درس الدكتور مجدي يعقوب بكلية طب قصر العيني، وتخرج منها عام 1957 بترتيب الخامس على دفعته، وعمل نائبا للجراحة بقصر العينى، وبعد سنوات خمس وبالتحديد عام 1962 سافر إلى بريطانيا لاستكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه والتخصص في جراحات القلب والصدر.

بدأ الدكتور مجدي يعقوب حياته العملية باحثًا في جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1969، ثم رئيسًا لقسم جراحة القلب عام 1972، ثم أستاذًا لجراحة القلب بمستشفى برومتون في لندن عام 1986، وفي بريطانيا، حصل الدكتور مجدي يعقوب على الزمالة الملكية من ثلاث جامعات “كلية الجراحين البريطانيين بلندن - كلية الجراحين بأدنبره - كلية الجراحين الملكية بجلاسكو” وتولى عدة مناصب أكاديمية قبل أن ينطلق ليبدأ حياته العملية كطبيب ممارس. 

  • أطول مريض نقل قلب أوروبي
في عام 1980، بدأ الدكتور مجدي يعقوب مشواره مع عمليات زراعة القلب، حيث قام بنقل قلب للمريض دريك موريس والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو 2005.

  • 25 ألف عملية لخدمة الإنسانية
سجّل الدكتور مجدي يعقوب عددًا هائلًا من الجراحات، تقترب من 25 ألف عملية، منها 2500 عملية زراعة قلب، وخلال مشوار عمله الطويل ترك بصمته في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بإجرائه 100 عملية قلب في عام واحد فقط، وكان سببا في دخول البريطاني دريك موريس الموسوعة كأطول شخص يعيش بقلب منقول حتى توفى.

وتحتل إنجازات الدكتور مجدي يعقوب مكانة رفيعة في صدارة الإنجازات الطبية التي أنقذت الكثيرين من مرضى حالات القلب الخطيرة، ومنها نجاحه مع فريق طبي بريطاني بتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، عن طريق استخراج الخلايا الجذعية من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب.

ويُعد الدكتور مجدي يعقوب مؤسس جراحة زراعة القلب في بريطانيا، كما أسس جمعية Chain of Hope الخيرية لرعاية الأطفال في دول العالم الثالث، وساهم في إنقاذ أرواح العديد من الأطفال في العالم ممن ولدوا بعيب خلقي في الأوعية الدموية الكبرى.

على كثرة ما ناله من جوائز، يرى الدكتور مجدي يعقوب أن أفضل جوائزه هي رؤية المرضى وقد استردوا صحتهم، والوصول لاكتشاف جديد قد ينقذ حياة الآلاف من المرضى، وبالنسبة له لا شيء يضاهي رؤية طفل تمكن من الحياة بصحة بعد أن كان معرضًا للوفاة بسبب مرضه.

  • دوره الوطني في مساندة مصر
أثبت الدكتور مجدي يعقوب في أكثر من موقف انتماءه الأصيل والعميق لمصر، وقد توّج مواقفه الوطنية في سبتمبر 2013 بالانضمام للجنة الخمسين المكلفة بصياغة دستور للبلاد عقب ثورة 30 يونيو بقرار من رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور، كما تم اختياره عضوًا بالمجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية.

  • مركز أسوان لجراحة القلب
أسس الدكتور مجدي يعقوب في أسوان مركزًا لجراحات القلب لعلاج الحالات الحرجة لغير القادرين، كما شرع في إنشاء مركز آخر - ملحق به - لدراسات وأبحاث أمراض القلب، وذلك لتكوين كوادر مدربة ومؤهلة من الأطباء هذا إلى جانب الاهتمام بالبحث العلمي لوضع مصر على الخريطة العالمية في مجال علاج أمراض القلب وجراحات القلب المفتوح.

  • الجوائز والأوسمة
حصل على العشرات من الجوائز والأوسمة والتكريم طيلة مسيرته في الحياة، مثل جائزة كلية الأطباء الملكية البريطانية عام 1988 ، وجائزة راي سي فيش من معهد تكساس للقلب تقديرًا للإنجاز العلمي ف يمجال أمراض القلب والأوعية الدموية عام 1998 ، وجائزة الإنجاز المتميز مدى الحياة تقديرًا لإسهاماته الطبية، منحها له وزير الدولة البريطاني للصحة عام 1999، وجائزة كوفمان، حصل عليها خلال قمة مؤسسة كليفلاند كلينيك حول السكتة القلبية عام 2001.

كما حصل على جائزة أبقراط الذهبية العالمية للتميز في مجال جراحة القلب، حصل عليها في موسكو عام 2003، وجائزة منظمة الصحة العالمية للخدمات الإنسانية، وجائزة الإنجاز مدى الحياة من الجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة عام 2004، والميدالية الذهبية للجمعية الأوروبية لطب القلب عام 2006، وجائزة فخر بريطانيا للإنجاز مدى الحياة عام 2007، والمواطنة الفخرية لمدينة برجامو الإيطالية عام 2007.

وحصل أمير القلوب السير مجدي يعقوب على وسام الاستحقاق من الأكاديمية الدولية لعلوم القلب والأوعية الدموية 2007، وقلادة النيل العظمى للعلوم والإنسانية من مصر عام 2011، ووسام العظام للجمعية الأمريكية للقلب عام 2012، وميدالية ليستر تقديرًا لإسهاماته في علم الجراحة عام 2015، كما منحته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية لقب "سير" عام 1992 تبعًا لتقليده رتبة "فارس"، وقلدته وسام الاستحقاق عام 2014.