العلاقات المصرية المغربية:
علاقات عمرها 63 عاما بدأتمع استقلال المغرب
مصر أولدولة ساندت المغرب ضد الاحتلال
المغرب ساهمت في حرب 73 لمساندة مصر ضد إسرائيل
المصريون نشروا الإسلام في المغرب
العلاقات المصرية العربية ركيزة أساسية في السياسة الخارجية المصرية، فيما لا تألو مصر جهدا في تحسين وتعميق تلك العلاقات بكل الطرق الممكنة، خصوصا ما يتعلق بدعم الدول العربية على مختلف الأصعدة.
العلاقات المصرية المغربية إحدى أبرز نماذج العلاقات العربية العربية الأنجح على مدار التاريخ العربي، بدأت قبل 63 عاما بمساندة مصر للمغرب لتنال حريتها من الاحتلال الفرنسي، وبالمقابل كان للمغرب دور مشهود في مساندة مصر ضد الحملة الفرنسية، ومشاركتها في حرب 73 بقوات داعمة للجيش المصري ضد العدو الإسرائيلي.
زيارة ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، إلى القاهرة غدا الثلاثاء، ولقاؤه مع سامح شكري وزير الخارجية المصرية، أعادت تاريخ العلاقات المغربية المصرية إلى الأذهان، وفي إطار حرص الجانبين على استمرار قنوات التواصل والتشاور فى شأن تطورات قضايا المنطقة ودفع سبل التعاون الثنائي قدما.
البداية كانت مع الدعم المصري للدولة المغربية ضد الاحتلال الإسباني ثم المغربي، فكانت من أوائل الدول التى دعمت استقلال المغرب، واستقالت زعيم المقاومة وأحد مؤسسى المقاومة الشعبية للاحتلال في التاريخ العالمى المعاصر وهو عبدالكريم الخطابى، أمير المقاومة فى الريف بشمال المغرب والذى قاوم الاحتلال الإسبانى، ثم الفرنسى وبقي فى مصر لفترة.
ومن الناحية المغربية، فقد كان الشعب المغربي خير سند للمصريين في التصدي لحملة نابليون، وفى العصر الحديث دعمت المغرب بقوة مصر في حربها ضد العدو الاسرائيلى وشاركت بجنود حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.
العلاقات المصرية المغربية ضاربة في عمق التاريخ، منذ تم تأسيس الدولة المغربية؛ حيث ساهمت مصر في نقل الإسلام إلى المغرب في عهد العباسيين، فضلا عن أن الثقافة المصرية جزء أصيل من التكوين الروحى المغربى، والإرث المغربى الروحى ماثل فى مصر من التصوف، إلى العمارة، إلى الموسيقى، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
العلاقات شملت كافة الأصعدة، إذ كان المغرب شاهدا على التنمية التي أطقلتها مصر مع ثورة 23 يوليو؛ إذ شارك الملك محمد الخامس، ملك المغرب، فى وضع حجر أساس السد العالي مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
فقد ظل المغرب يؤثر فى مصر؛ بل إن القاهرة، بمعناها الواسع، شيّدها المغاربة، والمدينة لا تزال تحتفظ بأسماء قبائل مغربية حلت بها من قبيل الزويلة وكتامة والباطنية والبرقية وغيرها؛ من خلال شريان رئيسى استمر ناشطًا عبر قرون، وهو ركب الحج الذى كان يعبر البر المصرى ولم ينقطع إلا سنة 1969 مع ثورة الفاتح فى ليبيا. فالحجاج المغاربة كانوا لا يتوقفون ولا يستقرون إلا بمصر التى يصلونها بعد ثلاثة أشهر من سفرهم، فيرافقون كسوة الكعبة المشرّفة التى كانت تُصنع فى مصر إلى غاية 1961.
كما أن الأزهر باعتباره مركز العالم الإسلامى الآن، هو من تشييد المغاربة، وعمارته عبارة عن نسخة من مسجد القرويين فى فاس عاصمة المغرب العلمية، التى كان ينطلق منها ركب الحج إلى مكة، عبورًا من مصر، والزائر المغربى للأزهر يرى التشابه القوى بمسجد القرويين، خصوصًا فى الركن الفاطمي.