تتعشى ولا تنام خفيف.. حكايات عن بخل الدمايطة بين الواقع والخيال

"تتعشى ولا تنام خفيف؟ تشرب شاي ولا مش كييف؟ " من أشهر الأمثال الشعبية التى تنسب للدمايطة، في إشارة الى اتهام الدمايطة بالبخل، وتهمة البخل لاتطول المنايفه فقط بل تطول الدمايطة على الرغم من أن المواطن الدمياطى معروف عنه انه "كريم في بيته" ولا يفضل أن يقوم بـ مضايفه أحد في الشارع ولكن اذا زرته في بيته فتجد من كرم الضيافة ما يدهشك.
وزعموا قديما أن أحد الدمايطة كان على فراش الموت في غرفته وبدأ بالسؤال عن أولاده الثلاثة، قائلًا بالعامية المصرية: "فين محمد؟" فأجاب ابنه باكيا: أنا هنا يا أبي، طب فين محمود؟ فأجاب محمود باكيا أيضا: أنا هنا يا أبي، وسأل: فين حسين؟ فأجاب الثالث مثل أخويه، وظنّ الأبناء أن أباهم سيوجه إليهم وصية، لكنه صرخ بهم: "انتوا هنا وسايبين نور الصالة والع (مضيء)"،
فهذه القصة معروفة عن الدمايطة و متناولة على الرغم من عدم وجود أصل أو أثر لها.
ومن القصص الأخرى التي رويت عن الدمايطة، ان أحدهم في الماضي جاءه ضيف أمسك بأحد أبنائه وقال خذ الضيف بتاعنا ووديه عن شجرة البلح يأكل منها ولما تحس انه شبع من اكل البلح هاته وتعالى في إيحاء منه بأنه إذا شبع فمش هيكون هناك حاجة لتناول وجبة طعام داخل المنزل وبهذا يكون وفر عشاء الضيف بمنزله.
وهناك أحد الشباب "رحمة الله" منذ عام انشأ قناة على اليوتيوب " وسمى نفسه "التابعى الدمياطى" وهى شخصية دمياطية كوميدية كان يتحدث فيها عن صفة البخل التي ارتبطت بـ الدمايطة ويتكلم بطريقة فيها سخرية من صفة البخل وكوميدية جذبت الآلاف من ابناء دمياط لمتابعته على قناته.
واعتبر الباحثون أن البخل صفة متوارثة عند أبناء دمياط منذ قديم الأزل، معربون عن قناعتهم بأن القرية التي أبت أن تطعم نبي الله موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر هي دمياط التي تقع عند ملتقى نهر النيل بالبحر المتوسط.
ورد آخرون بأن الأقوال التعميمية لاتصلح حيث ارتبطت صفة البخل بالشخصية الدمياطية، وهناك من يعتقد أن البخل والدمايطة وجهان لعملة واحدة.
يقول أحمد صبحى باحث تاريخي"، أن الدمايطة يستحوذون على نصيب الأسد من قاموس الأمثال الشعبية والنكات المصرية التي تبالغ في اتهامهم بالبخل،حيث بات معروفا عن الدمياطى صفة البخل، على الرغم من أن المواطن الدمياطى كريم جدا على أهل بيته وإذا جاءه ضيف أكرمه داخل بيته ولكن في المقابل اذا قابلته في الشارع ومنتظر منه أن يدعوك للجلوس على المقهى فانه سيقوم بالفعل ولكن لن يحاسب على ثمن المشروبات وسيكون رده بأن كل فرد يحاسب على ثمن المشروبات التي تناولها لنفسه فقط.
وأضاف، أن بخل الدمياطى يتمثل في عدم البذخ والحرص نوعا ما في كافة أمور حياته فالرجل الدمياطى عملي أكثر من اللازم ويقصد الحياة العملية ولم يهتم بالمناسبات الاجتماعية ولهذا وصف بالبخل سواء البخل المادي أو بخل المشاعر.
وتضيف سارة عبدالرحمن ، باحثة دمياطية، من الممكن أن يتمثل البخل في قلة إنفاق المال، والحرص الزائد في الضيافة فالدمياطى لايفضل ان يقوم باستضافة احد داخل منزله ويفضل ان يجلس مع زواره واصدقائه على المقاهي والأماكن العامة ليس بخلا وإنما حرص منه على "حرمة المنزل".
واشارت الى انها ترى ان الدمياطى ليس ببخيل ولكنه حريص وحذر في إنفاقه للمال وهناك فرق كبير بين كونه بخيل وكونه حريصا. فـ الدمايطة معروف عنهم اشتغالهم بالتجارة فأغلبهم ميسورون ماديا ولكنهم يقدرون تماما قيمة المال ولا ينفقونه إلا في مكانه الصحيح.