الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مثقفون: نجيب محفوظ يمثل مرحلة فارقة في تاريخ الرواية المصرية والعربية

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة حول حياة وأعمال الأديب العالمي الراحل نجيب محفوط ، شارك فيها عدد من المثقفين والكتاب، من بينهم الدكتور سعيد شوقي أستاذ الأدب النقدي بجامعة المنوفية، والدكتور نجيب عثمان أيوب أستاذ الأدب بجامعة حلوان.

وأكد الدكتور سعيد شوقي إن الحديث عن نجيب محفوظ يعني أننا بصدد الحديث عن مائة عام من الحياة، وخمسين عاما من الإبداع، تناول خلالها محفوظ عبر رواياته الحارة المصرية القديمة بكل تفاصيلها ، مضيفا أن محفوظ لم يكن كاتبا عاديا، بل كان حالة إبداعية خاصة.

وتناول شوقي سبب تسمية نجيب محفوظ بهذا الاسم، حيث كانت والدة الأديب العالمي تعانى من صعوبة شديدة أثناء الوضع، حتى اضطروا للاستعانة بطبيب، وهو أمر لم يكن محببا فى تلك الأثناء خاصة في المناطق الشعبية، فجاء الدكتور نجيب محفوظ طبيب النساء والولادة الشهير، وأنقذ والدة الأديب، فأطلقوا اسمه على المولود الجديد، وقال: "وكأن من يحمل اسم نجيب محفوظ ينبغي أن يكون صاحب شأن عظيم سواء في الطب أو الأدب، خاصة أن كلاهما نال تكريمات وأوسمة عديدة في مجاليهما".

وتابع شوقي أن والدة نجيب محفوظ لعبت دورا كبيرا في غرس روح الوطنية في نفسه، حيث عاش محفوظ سنوات عمره السبع الأولى في حي الجمالية والذي يطلق عليه "متحف العصور"، وشاهد ثورة 1919 من نافذة منزله، وكانت والدته تصطحبه إلى المتحف المصري بشكل دائم، كما كانت تصطحبه لزيارة الأضرحة والمساجد ، فنشأ مشبعا بهذه الروح الوطنية والدينية، والتي انعكست في كتاباته وأعماله الأدبية.

وأشار شوقي إلى أن النجاح الكبير الذي حققه الأديب الراحل نجيب محفوظ من خلال الرائعة الأدبية الثلاثية "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية" دفع الناقد لويس عوض لكتابة مقالة بعنوان: "نجيب محفوظ.. أين كنت؟" سجل خلالها حفاوته بأدبه، ليتوارى بعدها "محفوظ" عن الأنظار ، ويدخل في حالة صمت وتوقف عن الكتابة، وحينها حدثت ثورة يوليو 1952، فرؤيته للتغيير الذى كان ينادي به خلال كتاباته قد وقع بالفعل، واستمرت حالة العزلة 5 أعوام، حتى قرر العودة برواية "أولاد حارتنا" تلك الرواية الملحمية والمثيرة للجدل.

من جانبه، قال الدكتور نجيب أيوب إن الحديث عن نجيب محفوظ بمثابة حديث عن حالة فنية وأدبية متفردة ، فهو مرحلة فارقة في تاريخ الرواية المصرية والعربية، وأنه أسس للرواية العربية بشكل صريح، ونفى الاتهامات الموجهة للعرب بأنهم يفتقدون للرؤية الروائية والنقدية، فجاء محفوظ ليرد عمليا على هذه الاتهامات.

واختتم أيوب حديثه بأن نجيب محفوظ كان بمثابة شرارة عاصفة لبزوغ عدد كبير من الكتاب والمبدعين والروائيين ، حيث منح الكتاب والمثقفين الثقة في أنفسهم بعد حصوله على جائزة نوبل ، مشددا على ضرورة الانتهاء من متحف نجيب محفوظ في أسرع وقت ممكن.

-