بديعة والإنجليز والأعمى.. قصة أقدم جسر على النيل تعود له الروح بعد 146 عاما

في عام 1872م أنشأت شركة أجنبية بقرار من الخديو إسماعيل ، كوبري يصل ما بين ميدان الدقي ومنطقة الجزيرة بالقرب من دار الأوبرا الحالية يبلغ طوله 145 مترًا وعرضه 19 مترًا ، وحمل الكوبري عددًا من الأسماء كان أولها "كوبري البحر الأعمى" وذلك لأن الفرع الغربي للنيل لم يكن موجودًا على الدوام، بل كان يمتلئ أثناء الفيضان ثم يجف مرة أخرى.

كوبري الإنجليز 

كغيره من الكباري والميادين المصرية التي أنشئت في القرنيين الماضيين ، لم يثبت إسم الكوبري ، نظرا للأحداث التاريخية التي شهدتها مصر أيام وبعد الإحتلال الإنجليزي ، حيث تم تشييد الكوبري الحالي عام 1914 وسُمي بكوبري الإنجليز وذلك لقرب ثكنات الجيش الإنجليزي منه.

كوبري بديعة

لم يحدث في تاريخ مصر القديم او الحديث ان اطلق اسم فنان علي واحد من اهم واكبر جسور قاهرة المعز، حيث قامت وزارة الأشغال في الأربعينيات من القرن الماضي بإطلاق اسم الفنانة الشاملة الراقصة والمطربة اللبنانية بديعة مصابني علي هذا الجسر نظرا لشهرتها الواسعة التي تحققت انذاك وتقديرا لمشوراها الحافل المضيء في عالم الفن ونظرا لقرب كازينو الراقصة "بديعة مصابني" منه والذي أنشأ مكانه الآن فندق "شيراتون".

الجلاء

استقر بعد ذلك إسم الكوبري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، ليصبح " كوبري الجلاء" ، وذلك إحتفالا بجلاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر.

الكوبري الذي تم تشييده في عهد الخديو إسماعيل، كان ممرا عاديا حتى 1914 ووضعت له فتحة من المنتصف لعبور المراكب والبواخر النيلية الكبيرة لتسهيل حركتها، ومن ثم إغلاقه مرة أخرى، وعلى ذلك الوضع تم تجربته قبل بدء أعمال التطوير منتصف نوفمبر عام 2017 بهدف التأكد من سلامة الأجزاء الميكانيكية له لتسهيل عبور البواخر السياحية الكبيرة، وكذلك إمكانية فتحه في حالات الطوارئ.

ويفتتح اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة غدا الأحد الكوبري بعد الانتهاء من تطويره بحضور المهندس هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي.

جدير بالذكر أن المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، اعلن بداية العام الماضي ، إطلاق أعمال تجديد وتطوير كوبري الجلاء وإعادته إلى حالته الأولى على غرار التجديدات التي تمت بكوبري قصر النيل بتكلفة 10 ملايين جنيه بدعم البنك الأهلي المصري.

وشملت أعمال التطوير أسوار الكوبري علي الجانبين والتخلص من الميل الظاهر الذي كان يثير خوف المواطنين، وإعادة طلاء وصيانة الأعمدة والأباليك وأعمال الإضاءة وصيانة جسم الكوبري من أسفل ورفع كفاءة الكوبري وتجديد الأرضيات والأرصفة مع عدم المساس بالجزء الميكانيكي الخاص بفتح الكوبري.

كما ستتم إضاءته بنفس كيفية الاضاءة المستخدمة في كوبري قصر النيل مع عدم المساس بالجزء الميكانيكي الخاص بفتح الكوبري.

وأصبح ممر الكوبري يُشكل رونقًا آخر بعد ترميمه، فبدلًا من هروب العشاق إلى "قصر النيل" خوفًا من سوره المائل أو أرضيته غير المتزنة، عادت إليه الروح مرة أخرى، ليزدحم بالمحبين أو من يتنزهون ليلًا ليكمل جمال شقيقه "قصر النيل".