في ظل هذه الفترة الحرجة من عمر الوطن نحتاج فيها إلى إعلام حرب يواجه كل ما يحاك ضد هذا الوطن من مؤامرات بالداخل والخارج نحتاج إلىإعلام متخصص وواعي وفاهم وراشد يدعم مسيرة تنميتنا التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي ويعمل من أجلها ليل نهار.
نحتاج إلى إعلام يعرف كيف يواجه أبواق الجماعة الإرهابية التي تنشر الشائعات كل يوم لتشكيكنا في كل ما هو جميل وكل ما يتم من إنجازات حقيقية لم تشهدها مصر علي مر عقود عديدة مضت، نحتاج إلي إعلام يقدم رسالة مهنية يتنج عنها نشر الحقائق الغائبة والتي للأسف يتعمد البعض تغييبها لتغييب العقول.
ولكي نصل إلىهذه المنظومة الإعلامية علينا أنت نتصدي أولًا ، لمؤامرات الداخل قبل الخارج لإصلاح البيت داخليًا حتي نستطيع مواجهة الأخطار الخارجية وهذا ما نبهت إليه في مقالي السابق عن فوضي الإعلام والذي تعرضت فيه لعدد من النماذج المتدنية التي بليت بها مهنة الإعلام من الدخلاء علي المهنة الذين حملوا لقب " إعلامي " بحفنة نقود مكنتهم من شراء وقت الهواء بالفضائيات وطلوا علينا من خلال هذه البرامج المباعة بمحتوي متدني لا يليق بالمشاهد المصري العظيم وأصبحوا مفروضين فرضًا علي الساحة الإعلامية بأموالهم " اللقيطة المصدر " وطوعوا هذه البرامج لعدد من أنصاف المتعلمين ومدعي الثقافة ومتسلقي السياسة والجهلاء ومنحوا كل من هب ودب لقب روائي أو أديب أو خبير أو مستشار وما هم بخبراء ولا أدباء ولا روائيين أو مستشارينبل هم من محترفي إنتحال الصفة وللأسف يعلوا صوت هؤلاء يومًا بعد يوم دون رادع أو مانع غير مواجهتنا لهم .
بعد نشر مقالي السابق حدثني عدد من الزملاء عن ما جاء بالمقال من حقائق أبي البعض مواجهتها والبعض الأخر نصحني بالكف عن الكتابة في هذا الموضوع حتي لا أتعرض للإساءة من جانب هؤلاء وما أكثرهم وخاصة أنهم لا يتورعون في إلصاق أي صفة غير حقيقية بأي أحد ولكن وجدت أن أستمر في مواجهة هذه الآفات مهما حدث .
المقال أصاب هؤلاء الدخلاء في مقتل حيث تلقوه بنوع من الرهبة والخيفة لأنه كشف جانب من ألاعيبهم وإبتزازهم الذي يكررونه كل يوم ومع كل من يتصدي لهذه الظاهرة التي ستنتهي لا محال.
أحد أصدقائي وهو " رئيس إحدي القنوات الفضائية " وجه لي لومًا بعد نشر المقال السابق ، والحقيقة أري أن لومه مقبول لأنه خاص ببعض من تمت إستضافتهم معي في برنامجي " خط أحمر " إتهمني أن بعض هؤلاء المغمورين ومنتحلي الصفة الذين يطلقون علي أنفسهم خبراء أو أدباء أو مثقفين كان بعضهم ضيوفًا في برنامجي وأنهم ليسوا بخبراء أو أدباء.
صديقي رئيس القناة الفضائية إتهمني أيضًا بتقديم هؤلاء للجمهور بهذه الصفات حتي أصبح بعضهم أمر واقع وإنتقل من منصة الجلوس علي القهاوي إلي منصات شاشات التلفاز وأنهم أصبحوا يطلوا علينا علي شاشات أخري بعد ظهورهم معي وينشرون سمومهم وقاذوراتهم للمشاهد وبعضهم يروج لقصص وروايات منسوب تأليفها لهم وما هي بتأليفهم إنما هي مسروقة من بعض المواقع علي " جوجل " وهذا مثبت " بالدليل "حسب قول " صديقي " ، وأنهم قاموا بتغيير بعض نصوصها وطبعت علي أنها من تأليفهم.
كل هذا ليس مهما الأن فالمهنة تفرز وتطهر نفسها بنفسها ولكن المسألة مسالة وقت ، ولكن الأهم أنني أعتذر عن تقديم مثل هؤلاء المغمورين للجمهور حتي وإن كان عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وحتي لو لم أكن أعلم بخلفياتهم المزورة فأنني أعتذر عن تقديم هؤلاء من مجانين الشهرة ومدعي الثقافة والعلوم وأعد بآلا يتكرر ذلك مستقبلًا في أي برنامج أقدمه .
ترددت كثيرًا في كتابة الحلقة الثانية من هذا المقال ولكنني قررت أن أستمر في فضح كل هؤلاء حتي نطهر المنابر الإعلامية منهم وحتي نرعي الأمانة التي بين أيدينا بأن نقدم إعلام محترم بمحتوي مهني وبضيوف متخصصة ودارسة ومحايدة وأن نستمر داعمين لهذا الوطن في مسيرة تقدمه وتنميته محاربين كل الآفات التي تعكر هذه المسيرة من خلال مواجة كل أنواع الإرهاب سواء المسلح أو الفكري كاشفين كل هؤلاء المتسلقين ونضعهم في القالب الذي يتناسب مع مؤهلاتهم الفكرية والتعليمية ومع خبراتهم المتدنية حتي نوقفهم عند حدودهم .
وجهت في مقالي السابق نداء إلي المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام وإلي نقابة الإعلاميين للتصدي لهذه الظاهرة وعلمت أن المجلس الموقر خاطب الفضائيات الخاصة بتحري إختيار الضيوف وأن يكونوا من المؤهلين لمخاطبة الجمهور وهذا يحسب للمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام بأنه يحاول جاهدًا الحفاظ علي تلك الرسالة الهامة .
ولكن مازلت أوجه حديثي إلي كل الزملاء رؤساء الفضائيات ومديري البرامج ورؤساء تحريرها أن يحسنوا إختيار من يقدموا هذه البرامج وكذلك إختيار ضيوفها حتي نرتقي بما تقدمه مهنة الإعلام ولا نتورط في خداع المشاهد بأشخاص غير مؤهلين .