قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

راحا ضحية الطائرة الإثيوبية.. دعاء وعبد الحميد.. شابان خطفهما الموت في أول رحلة علمية.. ذووهما يطالبون باستلام جثمانيهما.. والحزن يخيم على البحيرة والوادي الجديد

ضحية الطائرة المنكوبة
ضحية الطائرة المنكوبة

الموت بييجي في لحظة.. الرسالة الأخيرة لشهيدة العلم دعاء ضحية الطائرة الاثيوبية المنكوبة
"عبد الحميد مجلي" شهيد الطائرة المنكوبة.. قصة شاب ذهب بحثا عن العلم فعاد جثة هامدة
أهل ضحيتي الطائرة المنكوبة يطالبون بتسلم الجثمانين

لم يتخيل أهل "دعاء عبد السلام" و" عبد الحميد مجلي " أن تكون رحلتهما العلمية الأولى هي طريقهما إلى الآخرة علي متن الطائرة الاثيوبية المنكوبة والتي لم تحلق بركابها في الجو أكثر من 6 دقائق، حيث أنها أقلعت من المطار في صباح الاحد الماضي، في تمام الساعة 8:38، وتحطمت في تمام الساعة 8:44، بالقرب من بلدة بيشوفتو التي تقع على 62 كيلو مترا من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

بطموح الشباب والباحثين، سافر الباحثان "دعاء عاطف"، والتي تعمل باحثا مساعدا بمركز بحوث الصحراء شعبة الإنتاج الحيواني وخريجة كلية الزراعة دفعة 2013، والتي كانت في طريقها لحضور دورة تدريبية في نيروبي، والآخر الدكتور "عبدالحميد فراج" الباحث المساعد في مركز بحوث الصحراء شعبة الإنتاج الحيواني، إلا أن رحلتهما العملية الأولى لم تكتمل.

"عبد الحميد مجلي" ابن البحيرة تعلق أمله بالسفر للبحث العلمي فعاد جثة هامدة:

عبد الحميد مجلي ابن الـ 27 عاما وابن قرية الابقعين بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة الذى سعى من أجل العلم بعد تخرجه في كلية الزراعة ليلقى حتفه على متن الطائرة المنكوبة، حيث كان ضمن الباحثين الذين سافروا فى بعثة علمية لمدة 4 أيام بدأت 11 مارس تتعلق بدورة تدريبية دولية بتكليف من الاتحاد الأفريقى وعندما أقلعت الرحلة رقم 302 المتجهة من إثيوبيا إلى نيروبى انفجرت الطائرة.

وحالة من الصدمة، انتابت أهل الضحية وكذلك أهل قريته حيث تحولت القرية إلى سرادق عزاء كبير منتظرين وصول جثمانه لدفنها بمقابر الأسرة، حيث تواصل خال المفقود مع السفارة المصرية في إثيوبيا فأخبروه بوجود الباحث ضمن المفقودين وطلبت الخطوط الجوية الإثيوبية من الأسرة سفر أحد أقاربه من الدرجة الأولى لعمل تحاليل "dna" للتعرف على الجثة وإنهاء إجراءات استلامها.

"سبحان من اشتري منا ما يملك، ومدحنا على انفاقنا ما وهب، ثم باهي بنا ملائكته، وادخر لنا أروع المفاجآت في جنته، التوبة قرار، إذا صدر في الحال وصل إلى رب يبسط يده ليتوب مسيء الليل والنهار، لينسف ذنوبا كأمثال الجبال، إن دموع المظلومين هي في أعينهم دموع، ولكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالم"، بهذه الكلمات ختم عبدالحميد فراج محمد حياته ببوست علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قبل ساعات من إعلان خبر وفاته بين ضحايا الطائرة الإثيوبية.

ووسط دموع وصبر طالب فراج محمد مجلي 65 سنة فلاح والد الباحث، السفارة المصرية بالحصول على جثة نجله لدفنها وسط مدافن العائلة بقرية الأبقعين، مؤكدا أنه احتسب ابنه عند الله من الشهداء.

وأكد "والد الباحث المفقود" فى تصريحات لـ "صدى البلد" أن نجله أكبر أبنائه الثلاثة منهم محمد فى الفرقة الأولى بكلية طب الإسكندرية والأخير فى الصف الأول الثانوى ونجله المفقود من مواليد 1992 ومتزوج ولديه طفل "عمر" يبلغ من العمر عامين ونصف "وزوجته حامل فى شهورها الأخيرة مشيرا إلى أن نجله حفظ القرآن الكريم وكان يدخر مبلغا من راتبه شهريا لتوزيعه على غير القادرين من أهالى قريته.

وأكد إبراهيم الشحات ابن عم الباحث، أن خال المفقود وأحد أقاربه سوف يذهبون غدا لشركة الطيران الإثيوبية بالقاهرة للتنسيق مع المسئولين وعمل إجراءات السفر لدولة إثيوبيا للتواصل مع السفارة المصرية لإجراء تحاليل" dna" للتعرف على جثة المفقود.

من جانبه أوضح الدكتور صبري خالد أحد أصدقاء الشهيد، أنه كان مجتهدا في دراسته منذ الصغر وحصلنا على شهادة الثانوية العامة معا ودخلت أنا كلية العلوم وحصل الشهيد على بكالوريوس زراعة قسم الإنتاج الحيوانى والنباتى من جامعة دمنهور، وكان من أوائل الدفعة ولكن لم يشأ الحظ أن يعين معيدا بالكلية، مشيرا إلى أنه كان يتمنى السفر خارج مصر لاستكمال دراسته في هذا المجال مشيدا بروح وأخلاقيات الشهيد خاصة وأنه كان بار بوالديه وأخواته ويتسم بالخلق الحسن.

وأضاف أن خبر وفاته كان بمثابة صدمة كبرى كلنا حزنا عليه لأنه كان إنسانا محترما".. لافتا إلى أن صديق عمره كان سعيدا جدا عندما علم بالسفر إلى إثيوبيا ومكنش عارف إن السفرية دى نهايته.

" دعاء عاطف " سافرت وراء حلمها وعلم اهلها بالوفاة من وسائل الإعلام

"روحوا قولوا للي بتحبوهم دلوقتي إنكم بتحبوهم‬، روح قولها إنك ماتقدرش تستغنى عنها وانسى إنكم زعلانين سوا، روحي قولي لصاحبتك قد إيه إنتي بتحبيها ووحشاكي سواء كان بينكوا مشاكل أو لا، روحوا قابلوا حد مشفتهوش من مدة طويلة بلاش تقوليله فكك خلينا واتس اب أو بكرا، احضن أمك وقلها أنا آسف على كل لحظة عدت مزعلك فيها، روحوا صالحوا بعض مهما كان اللي حصل بينكوا، أنا أكتر واحدة كانت ضد موضوع المسامحة دي، الموت بييجي في لحظة، ماتقولش لالا موت إيه بس لسه بدري، ماتقولش لا أكيد مش هيموت بكرا يعني هبقي أقوله بكرا"، هذا آخر ما دونته الدكتورة دعاء عاطف عبد السلام، ابنة الوادي الجديد، ضحية الطائرة الإثيوبية المنكوبة".

وجهها لم تكن يفارقه الابتسامة وكل من رآها وكان يشهد لها بالتميز، فكانت إحدى الباحثات المتميزات بمركز بحوث الصحراء بمحافظة الوادى الجديد، بعد أن حصلت على الماجستير منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، لترشحها وزارة الزراعة بعدها للدورة المنعقدة في دولة كينيا لمدة خمسة أيام ضمن مجموعة من العاملين بمراكز البحوث الصحراء على مستوى الجمهورية.

تعتبر دعاء هي الابنة الوسطى لأسرة مكونة من خمسة أفراد تعيش بحي الزهور بمدينة الخارجة، ويقول زياد جابر، ابن خالة الضحية، إن دعاء حضرت حفل زفافه الأسبوع الماضي، وكان يبدو عليها علامات الفرح الشديد وكانت تنظر لجميع أفراد الأسرة وصديقاتها أثناء حفل الزفاف وتهنئهم بحرارة وكأنها كانت تعلم أنها لن تراهم بعد هذه المرة.

وأضاف أنها أصرت أن يلتقطون صورا جماعية على هامش حفل الزفاف وسط جو يسوده الفرح والبهجة وكأنها كانت تعلم أنها لحظة الوداع التي ودعت فيها جميع أفراد عائلتها، لافتا إلى أن خبر سقوط الطائرة وقع على مسامع الأسرة كالصاعقة، وتابع: "في البداية كنا نعلم أن هناك طائرة سقطت في إحدى الدول الأفريقية، وشاهدنا ذلك في الأخبار والقنوات، ولكن لم نكن نتوقع أن هذه الطائرة بها دعاء، إلا عندما تواصل معنا أحد الأشخاص، وقال لنا: هي دعاء في الطيارة اللى وقعت؟ لنبدأ بعد ذلك رحلة البحث عنها غير مصدقين بما سمعنا".

وتابع: "رغم تأكدنا من سقوط الطائرة، إلا أننا كنا نتوقع منها اتصالا في أي وقت، خاصة أن سفرها كان سيستغرق ساعات طويلة، ولا توجد شبكات اتصالات في الطيران، وبعد ذلك تواصلنا مع وزارتي الزراعة والخارجية وشركة الطيران وتأكدنا من الخبر من رقم وخط سير الطائرة ومطابقتهما بما ذكر في وسائل الإعلام، وعلمنا أن دعاء كانت على متن الطائرة المنكوبة".

وكانت الخطوط الجوية الإثيوبية أعلنت تحطم طائرة تابعة لها كانت في طريقها من العاصمة الإثيوبية أديس بابا إلى العاصمة الكينية نيروبي، وعلى متنها 157 راكبًا من ضمنهم طاقم الطائرة، جميعهم لقوا مصرعهم.

وتأكد وقوع الحادث في الساعة 8:44 صباحًا بالتوقيت المحلي لإثيوبيا، حيث تحطمت الطائرة قرب بلدة "بيشوفتو" التي تقع على بعد نحو 62 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من أديس أبابا، بحسب المتحدث باسم الخطوط الجوية الإثيوبية.

وكان من بين ركاب الطائرة 10 أشخاص من 4 جنسيات عربية مختلفة، وكان يوجد فيها 6 مصريين ومغربيين وسوداني ويمني، بالإضافة إلى 7 من بريطانيا و7 من أمريكا.