الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: زهور من حدائق السعادة

صدى البلد

إن ما نشعر به من الضيق والتعب والضجر والألم في أوقات متفرقة من مراحل حياتنا، وفي بعض المواقف اليومية، هو قدر الله على كل بني آدم، منذ خلق آدم وحتى قيام الساعة وهذا ما كتبه علينا في معترك الحياة الدنيا (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4 سورة البلد ).. لكن هذا لا يعني اننا نُسَلِم أنفسنا ونعتقلها خلف قضبان هذا الواقع المؤلم الذي قُدر علينا في المعترك الدنيوي بصفة عامة، هذا التقوقع والانعزال والاستسلام تحت مظلة تلك الحالة اليائسة والبائسة لم يرده الله لنا ولا منا، بل حثنا على البحث عن السعادة سواء كانت سعادة روحية من خلال طمئنة القلوب باليقين وحسن الظن بالله وثباته في القلب، ثم الرضا والقناعة والصبر الجميل مع استشعار السعادة المادية من خلال التمتع بما رُزِقنا من نعم الحياة الدنيا ولو بالشيء القليل ومما أحله لنا من الطيبات كل حسب رزقه المكتوب .. عندما أمرنا أن نبتغي الدار الآخرة فيما أتانا من نعم مع عدم نسيان نصيبنا من هذه النعم الدنيوية في حياتنا الآنية الحالية.. فقال تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: ٧٧] 

ولأن الرضا سبب مباشر للسعادة في الدنيا فقال في الآية ١٣٠ من سورة طه : {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ}.لعلك ترضى .. وفي الآية ١٩٩ من سورة الأعراف أمرنا بالعفو والعرف والإعراض عن الجاهلين لكي نتقي شرورهم وسوء أخلاقهم وسوء تصرفاتهم وسفاهتهم وجهلهم : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} وكذلك عندما قال في وصف عباد الرحمن بأنهم "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا. سلاما " .. وفي سورة النحل أكد على وجود حياة طيبة في دنيانا ثم وجهنا إلى أسباب الفوز بها فقال : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ حياة طيبة [النحل: ٩٧]. وكذلك حدد لنا الطريق الذي لو اتبعناه فلا نضل ولا نشقى وهو اتباع هداه والتقرب إليه وعدم الإعراض عن ذكره فقال﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ (لا يضل ولا يشفي )[طه: ١٢٣ ، ١٢٤]. وعن فضل الذكر قال الله تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ تطمئن القلوب [الرعد: ٢٨]

وقال عن فضل التقوى وثمارها : {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } وأكد على ذلك عندما قال { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } من سورة الطلاق ..وعن السعادة من خلال التمتع بنعمه المادية، قال الله تعالى: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾ [النحل: ٥/٦] ..

خلاصة الكلام أن لا نستسلم القلق والتوتر واليأس والإحباط والحزن.. لان الحياة فيها سعادة وفيها رضا وفيها رحمة وفيها خير وفيها اطمئنان .. يكفي ان الحياة الدنيا هي الفرصة الوحيدة التي تؤهلك لحياة أسعد وأكبر وأعظم وابقى، من خلال البوابة الكبيرة التي نمر منها إلى الدار الآخرة والجسر الكبير الذي نعبر من فوقه إلى دار البقاء .. ونختم بآية فاصلة : {الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
جميعنا يعلم كيف تكون الاستقامة ..
اللهم أحينا حياة طيبة وأحسن خواتيم أعمالنا.
دمتم سالمين فرحين .