الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غلاء الطاقة والمواد الخام يهدد مصانع الكتان فى شبراملس بالغربية.. والمحافظ يوجه بضرورة دعم الصناعة أسوة بمصانع الغزل والنسيج.. صور

صدى البلد

70 مصنعا للكتان تعاني من أزمات التراخيص وغلاء مصادر الطاقة والمواد الخام
مراحل الإنتاج والاستفادة من بذوره لتصنيع الزيوت وتصدير شعر الكتان للدول الأجنبية
محافظ الغربية يوجه وكيل القوى العاملة والأمن الصناعي بفحص وسائل الأمان داخل المصانع


تشهد مصانع إنتاج الكتان بقرية شبراملس التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية استمرارا لأزمات متوالية تهدد حياة وأرواح الآلاف من أبناء ومواطني تلك القرية الذين حرصوا على امتهان العمل داخل أكثر من 70 مصنعا فى صناعة الكتان ومنتجاته كإرث عن القدماء المصريين والاتجار فى تشوينه وبيعه مقابل الحصول على العملات الصعبة والأجنبية، وتحقيق مصادر دخل للاقتصاد المصري القومي طوال 40 سنة ماضية على الرغم من وجود معوقات رئيسية تهدد أمن واستقرار العمل داخل المصانع، وعلى رأسها نقص العمالة المدربة، وعدم صلاحية مواقع تصنيع الكتان بسبب غياب وسائل الأمن والأمان فى الأونة الأخيرة .

المفاجأة أن كافة عائلات وأسر القرية يعملون فى زراعة الكتان على مساحة أكثر من 2400 فدان من الأراضي الزراعية التى تطل على أحواض وترع نهر النيل الواصلة بين مراكز "السنطة – زفتى – المحلة – سمنود "، إلا أن أصحاب المصانع أصابهم حالة من الإحباط واليأس بسبب غزو المنتجات الصينية والتركية المصنعة من الكتان للأسواق الملابس المحلية، وعدم القدرة على تسويق بذور الكتان لبيعها بالأسواق المحلية والدولية.

وأكد "عبد الرحمن علي " أحد أصحاب مصانع الكتان بذات القرية أن المأساة الحقيقية التي يعاني منها المئات من العمال بالمصانع عديدة، مستشهدا بكون بذور الكتان الجيدة تحقق دخلا اقتصاديا من خلال تحويرها واستغلالها بموجب، واشتراط توافر معدات وآلات تعمل على تحويلها إلى خيوط يسها نسجها وتحويرها الى ملابس وأقمشة.

وأضاف صاحب المصنع، أن سعر تصدير الطن الواحد يصل إلى 1700 دولار وهوما يعادل أكثر من 23 ألف جنيه، مضيفا:" الحمد لله وده فخر من ربنا لنا أن ربنا وهب لقريتنا مكانة عظيمة من خلال الاستفادة من شعر الكتان وتحويله إلى أثواب من الأقمشة، ولكننا غير قادرين على تحمل نفقات وفواتير مصادر الطاقة من كهرباء وغاز ومياه وهو يهدد القيمة الفعلية من التصدير مبكرا للخارج دون الاستفادة منه فى صناعة الملابس والأقمشة المميزة ".

وأشار صاحب المصانع إلى أن زراعة وتصنيع بذور الكتان يتطلب جودة وصلاحية الأراضي الزراعية على مستوى محافظات الدلتا، وعلى رأسها كفر الشيخ والغربية والبحيرة والشرقية قبل البدء فى جمع وحصاد موسم الكتان قبل شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث موسم زراعة الكتان، ليتم متابعته ورعايته بشكل متقن حتى موسم الحصاد وتنفيذ "التمليخ " فى الفترة خلال شهور مارس وإبريل ومايو .

وأوضح حسن أسعد صاحب مصنع كتان بزفتى، أن عمال المصنع لا يزيد عددهم على 50 عاملا، ولكننا نعاني من نقص العمالة المدربة، والتى لجأ معظمها الى شراء مركبات التوك توك بدلا من العمل داخل المصنع وكسب قوته من خلال امتهان الصناعة الوطنية.

وبين "حسن " أن المأساة الحقيقية هو غياب دور الدولة ودعمها للصناعات الكتان بموجب الاعتماد على تسويق منتجات زيوت الكتان وشعره، فضلا عن استغلاله فى تصنيع الأقمشة دون الاعتماد على استيراد ملابس وقطع من أقمشة الكتان المستورده بأسعار باهظة دون الاعتماد على تسويق المنتجات المصرية محليا ودوليا.

وناشدت سوسن على ربة منزل بذات القرية عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزيري الصناعة والتجارة وقطاع الأعمال بأهيمة التدخل لدعم صناعة الكتان وتوفير المواد الخام ومصادر الطاقة بأسعار مناسبة، فضلا عن وضع آليات عاجلة لحماية المواطنين من أخطار اشتعال شون الكتان بشكل متكرر خلال فترة الصيف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة .

من جانبه أصدر اللواء المهندس هشام السعيد محافظ الغربية توجيهاته الى الدكتور خالد أبوبكر وكيل وزارة القوي العاملة بالضرورة تشكيل لجان من الأمن الصناعي والتراخيص لفحص ومعاينة كافة مصانع الكتان والتأكد من اتباعها وسائل الأمن والأمان ضد أى أخطار الحرائق لتلاشي أى وقائع تهدد أمن وحياة المواطنين تزامنا مع بدء حلول شهور الصيف لسنة 2019 م .

وشدد محافظ الغربية فى تعليماته على ضرورة التأكد من معايير السلامة المهنية للعاملين داخل المصانع، وتفعيل دور قوات الحماية المدنية فى مواجهة أى حرائق، محتملة بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى الفترة المقبلة.

ونبه المحافظ على ضرورة دعم صناعة الكتان الوطنية أسوة بأصحاب مصانع الغزل والنسيج كونها تدعم الاقتصاد الوطني المصري، فضلا عن تأهيل العمالة المدربة كي تصبح الصناعة قوية بأيادي الشرفاء من عمالها خلال السنوات القادمة.