الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التاريخ الشفهي.. هل يسد فراغا في ذاكرة العرب؟

التاريخ الشفهي..
التاريخ الشفهي.. هل يسد فراغا في ذاكرة العرب؟

التاريخ الشفهي أو التاريخ المروي، عبارة عن تسجيلات ذكريات أناس مهمة، وقصص حياتهم، في محاولة لرصد الآراء والأحداث المهمة وصلات العائلات في المجتمعات المختلفة. قديما، كان المؤرخون يلجأون لروايات كبار السن في رصد الأحداث وجمع المعلومات لتوثيق الذاكرة المكانية والأحداث التاريخية، وهو ما يتكرر حديثا في جمع التراث الشعبي وحكايات كبار السن عن الأحداث المختلفة.

يقول الدكتور مسعود إدريس القائم بأعمال مدير مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين ان من مميزات التاريخ الشفوي أنه يمدنا بمعلومات جديدة عن ماضي جميع المناطق، وهي معلومات قد لا تكون متوافرة في التاريخ المدون، خصوصًا أن تاريخ الأسر (العائلات) تكون غائبة تمامًا، وتسجيلها قد يسد فراغًا مهما في فهم الماضي.

وأضاف خلال ندوة نظمها المقهى الثقافي في أيام الشارقة التراثية التي تستمر حتى 20 أبريل الجاري، أن التاريخ الشفهي يتيح لنا أن ننظر إلى الأحداث نظرة عصرية أكثر، ما تتيح لنا المصادر المكتوبة، كما يتيح لنا فرصة التمعن في قضايا اجتماعية غالبًا ما تكون غير معروفة.

وأشار إلى أن التاريخ الشفهي يعد النوع الوحيد من أنواع التاريخ الذي يمكن عن طريقه مواجهة صناع التاريخ وجهًا لوجه، فغالبًا ما تتعارض روايات التاريخ الشفهي مع روايات التاريخ المكتوب.

وقال الدكتور صالح محمد زكي اللهيبي رئيس قسم البحوث والدراسات بمركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية في الشارقة إن التاريخ الشفهي يستطيع أن يسد الفجوة بين الأجيال، ويعطي لكبار السن معنى وقيمة عندما يرون تجاربهم ذات قيمة، ومطلوبة، ولم يعودوا يشعرون بأنهم يعيشون على هامش المجتمع.

ولفت الى أن الحاجة ماسة لإجراء عدد من المقابلات الشفهية والتي تشمل كل الموضوعات، وإذا لم يتم هذا العمل فنحن في خطر حقيقي من فقدان بنك معلومات يحوي ذكريات شخصية. ولا بد أن تخضع تلك التسجيلات للانتقائية والتحليل الشخصي، بعد أن نغوص في أعماق الناس ومعرفة دقائق ذكرياتهم لتتيح لنا تلمس الماضي، فكل مقابلة تاريخية شفهية تعقد حلقة واحدة من مجموعة حلقات معقدة، وعندما يتم جمع تلك الحلقات يصبح بالإمكان الحصول على نظرة أكبر وضوحًا لماضينا.

وأكد أن إجراء المقابلات لرواية الشفهية قد بدأت مبكرة ولكنها ازدادت بين الحربين العالميتين، إِذْ أصبحت المقابلات أكثر قبولًا والتي اعتمدت على شهادات شفهية لإبراز حالة الفقر المتفشية بسبب حالة البطالة غير المعهودة.