الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روائيون في ملتقى القاهرة الدولي للإبداع.. دراج: لا تختصر علاقة الرواية بالعلم.. مكي: توظيف السرد الشفاهي خصوصًا لمواكبة زمن العولمة.. يقطين: هذا الانتاج الفكري أكثر ارتباطًا بتكنولوجيا الطباعة

صدى البلد

روائيون في ملتقى القاهرة الدولي للإبداع
دراج:
لا تختصر علاقة الرواية بالعلم
مكي:
توظيف السرد الشفاهي خصوصًا لمواكبة زمن العولمة

رغم كل ما يطرأ في المنطقة العربية، إلا أنه مازالت الرواية متواجدة، ومازالت المسيرة متواصلة ومستمرة، وجاء ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي ليؤكد على القوى والطلاقة، فضلا حفاظه على تقاليد مصر التي كرستها منذ عصر النهضة، وخصص الملتقى لقاءات حول أسماء عربية روائية يميز أداء مصر الثقافي.

وجاءت الجلسة الأولى للملتقى لتناول العديد من الأبحاث والقضايا، منها: "مستقبل السرد"، و"الرواية من التجريب إلى الترقيم"، و"الرواية والعلم والمتخيل الروائي".

وقال الناقد والكاتب الفلسطيني فيصل دراج، إن منظور العلمي والتصور الروائي يتقاطع في مواقع مختلفة، أولها: السير من المعلوم إلى المجهول، فالعلم قوامه اكتشاف ظواهر غير معروفة الأسباب، والرواية مزيج من السرد والاستبصار وتوقع حدوث ما لا يبدو واضحًا للعيان.

وأضاف أن ثاني هذه المواقع يتمثل في تعددية العناصر الموزعة على الطرفين، فلا وجود لاختصاص علمي لا يتكىء على اختصاصات علمية أخرى، ما أقام بين الفيزياء والرياضيات علاقة ثابته، وكذلك حال الرواية التي تتوسل المعارف على موائد مختلفة تتضمن التاريخ وعلم الإجتماع وعلم النفس وعلم اللغة، وينزع العلم، كما الرواية إلى عالم أفضل ما جعل الأول يرتبط برواية الخيال العلمي المنفتحة على المسقبل، ووضع في الرواية فكرة المدينة الفاضلة، على الرغم من سياقات اجتماعية تنشر تفاؤل أحيانًا ، رواية الواقعية الإشتراكية، أو تلتبس بتشاؤم شديد، حال روايتي جورج أورويل"1984"، وألدوس هكسلي "العالم الجديد الطريف".

وتابع: "لا تختصر علاقة الرواية بالعلم إلى مواضيع جديدة يقترحها الثاني، كأن يكتب بعض الروائيين عن رحلات إلى الفضاء والمناطق المجهولة ورحلات داخل الجسد الإنساني، إنما تقوم في توليد متخيل طليق يرجع إلى الماضي ويتقدم مستقبلا، ويبني من العوالم ما يشاء، ما يجعل الزمن سائلًا بعيدًا عن الثبات والتدفق المستقيم، ويحرر الواقع من صورته المعطاة الثابتة ويحوله إلى واقع بصيغة الجمع حاشد بالإمكانيات".

قالت الروائية السودانية بثينة خضر مكي، إن تطور السرد الأدبي بشقيه المحكي والمكتوب يمثل مسارًا مهمًا في الآداب والفنون، ويردم فجوات في طريق التطور الأدبي في المستقبل من حيث النوعية والمتعة والتعليم.

وأضاف "مكي"، أن السرد الأدبي ينقسم إلى شفاهي ومكتوب، ويتم توظيف السرد الشفاهي خصوصًا من كبار السن عبر الحكايات الشعبية والقصص في المستقبل لتواكب زمن العولمة لتوطين الهوية الوطنية والقيم التربوية لدى الأطفال والشباب ويكون ذلك مهما في بلاد لا تزال تعاني من نقص في التعليم المدرسي في تعليم الناشئة وإعدادهم لمستقبل واعد.

وتساءلت ما مستقبل السرد الأدبي المكتوب من قصة ورواية ونصوص؟، وما الدور المنوط بالسرد إزاء التحديات الاجتماعية والسياسية في ظل النظام الإلكتروني في عصر السرعة والمعلومات.

وأكملت: كيف يكون تطور النص الأدبي لغويًا ومعرفيًا، مادوره في علاج مشكلات اللغة والتخاطب وإثراء الكيانات الإجتماعية العربية؟، لافتة إلى أنه من المؤكد أن السرد مكون مهم في تكوين شخصية الفرد، وهو مؤثر شديد الفاعلية منذ النشأة الأولى مثل الحكايات والقصص والمثال الشعبية المسرودة تشكل محورًا أساسيًا.

قال الدكتور والناقد المغربي الكبير سعيد يقطين، إن بروز وسيط جديد للتواصل يؤدي إلى بروز أشكال جديدة للإبداع والتقلي من السرد الشفاهي إلى الطباعي مرورًا بالكتابي، فظهرت أنواع سردية متعددة تراجع بعضها، واختفى بعضها الآخر نهائيًا، وظهرت أخريات في الصيرورة، وكانت الرواية النوع الأكثر ارتباطًا بتكنولوجيا الطباعة ففرضت نفسهًا إبداعًا وتلقيًا.

وأضاف "يقطين": "مع بروز الوسائط الجماهيرية "السينما والتلفزيون"، اتسع مدى تطورها فاستفادت من مختلف إنجازاتها، وصارت تغذيها بما تقدمه من أعمال عن طريق تحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية، أو أفلام سينمائية ومع ظهور الرقمنة استفادت الرواية من التكنولوجيا الجديدة، فظهرت أنواع جديدة من الرواية يتم إنتاجها وتلقيها بواسطة برمجيات تتلاءم مع الوسيط الرقمي الجديد".

وأوضح "يقطين": "مع هذه الصيرورة انتقلت الرواية من نص مكتوب على الورق وأحادي العلامة إلى نص مكتوب تتجاوز فيه علامات متعددة تتسع للصوت والصورة بمختلف أشكالها، متسائلًا: فهل نحن أمام رواية جديدة قوامها الرقمنة التي تجعلها مختلفة عن الرواية التي تشكلت متصلة بالطباعة؟ أم أمام نوع جديد لا علاقة له بالرواية بالمعنى التقليدي، نوع يجمع بين الرواية والمسرح والسينما والصورة، ولكن بطريقة جديدة تقطع مع كل هذه الإبداعات السردية والدرامية والصورية التي مورست قبل العصر الرقمي لأنها توظفها جميعًا بكيفية لا علاقة لها بما كان سائدًا".