الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الحرم المكي يحذر من 3 علامات تحرمك من حب الله ورسوله.. فيديو

خطبة الجمعة من الحرم
خطبة الجمعة من الحرم المكي

قال الشيخ الدكتور سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الإنسان الموفق هو ذلكم الرضي القنوع الذي يراه الناس على حقيقته كما هو دون تزويق أو تكلف، عرف قدره قبل أن يعرفه الناس.

وأوضح « الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أن سمته البساطة والسماحة، فهو لا يتكلف مفقودًا ولا يبخل بموجود، يحب أن يراه الناس على صورته الحقيقية كما يحب هو أن يراهم كذلك، لا تجده بليدًا يتكلف الذكاء، ولا بخيلًا يتكلف الكرم، ولا فقيرًا يتكلف الغنى.

وتابع: وإنما يمد رجليه على قدر لحافه، ويأكل مما يليه؛ لأن التكلف تصنع وإظهار سلوك خلاف الحقيقة، ومن كان لا يغنيه ما يكفيه، فكل ما في الأرض لا يغنيه، قال ابن المنذر: علامة المتكلف ثلاث: أن ينازل من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم.

وأضاف: كلمة تكلف تشعر المستمع بداهة أنه الخروج عن المعتاد والمبالغة في تطلب ما يشق ويصعب وما ليس له أو ليس بإمكانه، وهذا خروج عن الأدب النبوي والوسط المرعي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير عباد الله وأكرمهم وأجودهم وأشجعهم، لم يكن متكلفًا قط، ولا متصنعًا قط، حتى في دعوته وتبليغ رسالة ربه لم يكن كذلك فكيف بعاداته وشمائله.

وأشار إلى أنه الذي قال له ربه: «قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ» الآية 86 من سورة ص، أي: المتصنعين المتحلين بما ليسوا من أهل وإن من أسمى ما بعث به بشيرًا ونذيرًا أن يبلغهم بأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فلم يكلفهم بما لا يطيقون، بل إنه رحمة مهداة ونعمة مسداة «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ» الآية 157 من سورة الأعراف.

واستطرد: والتكلف ما كان في شيء إلا شانه، ولا نزع من شيء إلا زانه، وقد أحسن من عاش كما هو دون تزويق أو تكلف؛ ليقينه بأنه لن يعيش هنيًا رضيًا إلا بحقيقته، وما التزويق والتكلف زيادة له في الجاه ولا طولًا في العمر، وإذا كان التكلف بريد الإسراف والفشل فإن ترك التكلف بريد القناعة والتواضع والفلاح، وإن تواضع المرء لربه ثم ثقته بنفسه يقودانه إلى ألا يلبس لبوسًا غير لبوسه ولا أن يتكلف مفقودًا أو يبخل بموجود، وهذا كله لا يعني أنه حث على تصنع البساطة والتواضع، كلا فإن ذلك تكلف ممقوت أيضًا، ذلك أن البساطة وعدم التكلف سبب في الاستقرار الاجتماعي وتجانسه وكسر سوطه الذي يجلد به الرضا والقناعة.