الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.مجدي بدران يكتب: الثوم كبسولة المناعة

صدى البلد


الثوم مثار اهتمام العلماء ، لدرجة أن هناك حوالى 6018 بحثا منشورا عنه حتى كتابة المقال ، منها 171 بحثا فى عام 2019 . ينتمى الثوم لعائلة الأبصال و هي عائلة تضم البصل أيضا .



الثوم من أغذية الفراعنة ، و المصريون هم أول من زرع الثوم و فطن لفوائده ، و لقد وجد منقوشا على جدران معابد الفراعنة ، وكان يعطى لبناة الأهرام لمنحهم القوة والنشاط . في العصور الوسطى كان الثوم يستخدم للوقاية من الطاعون، و يرتديه الناس مثل القلائد ! .ورد ذكر الثوم في القرآن الكريم حين طالب به اليهود ، قال تعالى : وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ... ( سورة البقرة ، آية 61 ) .



الثوم قليل جدا فى الدهون و الصوديوم ،و مصدر جيد للكالسيوم و الفوسفور و السيلينيوم ،و مصدر جيد جدا لفيتامين سى و فيتامين ب6 و المنجنيز . يحتوى الثوم على ثمانية فيتامينات هى فيتامين أ و فيتامين ب 1 وفيتامين ب 2 و فيتامين ب 3 و فيتامين ب 5 و فيتامين ب 6 و فيتامين ب 9 و فيتامين سى . تبلغ نسبة الكربوهيدرات فى الثوم 33 % والسكريات 1% و الألياف الغذائية 2 % و البروتينات 6.39 %. معادن الثوم هى الحديد و الماغنيسيوم و الفوسفور و البوتاسيوم و الزنك و المنجنيز و السيلينيوم .



أستخدم الثوم كمطهر لمنع الغرغرينا خلال الحرب العالمية الأولى و الحرب العالمية الثانية . تتعدد الفوائد الصحية للثوم فتشمل رفع المناعة فهو منشط للبكتيريا الصديقة التى ترفع المناعة وتقى من الحساسية ، و به 22 مادة كبريتية عطرية تخلص الجسم من السموم ، وسلة من المواد الرافعة للمناعة المخاطية ، مما يعنى حماية أفضل للجهاز الهضمى والجهاز التنفسى .



الثوم من أفضل الأغذية الصحية ، إذ يفيد فى الوقاية من أمراض القلب و مكافحة ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين ، و الوقاية من تكلس الأوعية الدموية و ارتفاع الكوليسترول في الدم و خفض تراكم الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية ، ويقى من مرض ألزيهايمر . الثوم به 18 حمض أمينى تفيد فى عمليات تخليق البروتينات داخل الجسم . مثل حمض السيستين وهو حمض أميني يحتوي على الكبريت ، و يدخل فى تكوين البروتينات والانزيمات خاصة مضادة الأكسدة الجلوتاثيون . الجلوتاثيون مايسترو مضادات الأكسدة الذى تحتاجة كل خلية فى الجسم ، وهو هام للمناعة و التخلص من السموم و مضاد للتوتر . الثوم صديق الجهاز التنفسى إذ يكافح نزلات البرد و يهدئ الكحة و يطرد البلغم ، إذ به صابونينات تذيب البلغم و تخرج السموم أيضا .



تناول الثوم يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم ، و يمكن أن يقلل من آثار بعض مضاعفات مرض السكر ، و ينشط الدورة الدموية ، و مستخلصات الثوم والثوم فعالة في تقليل مقاومة الأنسولين.



الثوم يعالج الفطريات خاصة فطريات الكانديدا ، وهى أكثر انواع الفطريات انتشارًا في مرضي نقص المناعة ، و توجد في الطبقات السطحية للأغشية المخاطية كبطانة الفم والمريء والأمعاء والقناة التناسلية ، وتنمو في المناطق الرطبة المظلمة مثل الفوط والملابس الرطبة . تنتهز الكانديدا فرص نقص المناعة خاصة مع الإصابة بالتوتر أو الايدز أو السرطان وسوء التغذية وتناول المضادات الحيوية ، فتتكاثر وتنتج سمومًا تهدم الجدار المعوي ، فتتسلل إلي الدم ومنه إلي كافة أنحاء الجسم حتى المخ. تعمل سموم الكاندريدا علي الشعور الدائم بالتعب و فقدان الشهية وانتفاخ البطن والحساسية ، و انتشار بقع بيضاء متقشرة علي الجلد ، وتسبب التهابات بالأظافر و تسمم الدم والتهابات بمناطق مختلفة من الجسم كالجهاز العصبي والمفاصل والتهابات تنفسية . يستخدم الثوم بنجاح في علاج الفطريات صعبة العلاج فى مرضى الايدز .



يفيد الثوم فى الوقاية من 14 نوعا من أمراض السرطان مثل سرطانات الفم والبلعوم و الحنجرة والمريء و المعدة. الثوم به 19 من مضادات الأكسدة التى تقى الأنسجة من التدمير بفعل الشوارد الحرة و تحافظ على سلامة الأوعية الدموية و تقلل من إحتمالات حدوث الجلطات داخلها . هناك 16 مادة تحتوى على الكبريت مضادة للأكسدة فى الثوم مثل الأليين و الأليسين و الأليكسين ، و ثلاثة عناصر مضادة للأكسدة هى المنجنيز والسيلينيوم و فيتامين سى .



يحتوى الثوم الطازج على مادة الأليسين الذى يعمل كمضاد حيوى طبيعى ، إضافة لكونه مضاد للفطريات و مضاد للفيروسات و طارد للبلغم و مانع للتجلط و يقى من السرطانات . مادة الأليسين تختفى بعد 6 ساعات من الحفظ فى الماء و ساعه من الحفظ فى الزيت . يقلل التسخين من تركيز مادة الأليسين ، لذا يفضل الثوم النيئ مع الإقلال من التسخين . يفضل الثوم الطازج أو المحفوظ فى الثلاجة عند درجة حرارة 6 مئوية .



للإستفاده بالثوم كمضاد للميكروبات يحتاج الشخص البالغ إلى حوالى 200مجم أليسين ،أى مايعادل عشرة فصوص كبيرة من الثوم يوميًا ! حيث أن الفص يحتوى من 5 الى 20مجم . للحصول على أفضل كمية من الأليسين إنتظر خمس دقائق إلى عشرة دقائق قبل تناول الثوم أو طهيه بعد تقشيره و قبل إضافته لوسط حمضى كالليمون مع عدم التسخين لدرجات حرارة عالية ، لإتاحة الفرصة لعمل إنزيمات تكوين الأليسين .