الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمل دنقل.. ذكرى لا تموت.. كبار قريته يعرفونه بأنه أصغر من اعتلى المنابر وابن الطريقة البرهامية وشبابها يعرفونه من خلال الإعلام

أمل دنقل أثناء مرضه
أمل دنقل أثناء مرضه ومعه والدته وزوجته عبلة الروينى

رغم التطوير البسيط الذى لحق بمقبرة الشاعر الراحل أمل دنقل، إلا أن طريق المقبرة التى تضم رفات واحدة من أعظم شعراء مصر فى العصر الحديث، مازال بلا لافتة أو بوابة واضحة تدل على مقبرة الراحل ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال أحد من أفراد أسرته أو واحدًا من القلائل الذين يزورون مقبرته بين الحين والآخر لقراءة الفاتحة

ست وثلاثون عامًا مضت على رحيل شاعر الرفض العربى، إلا أن ذكراه وسيرته مازالت باقية تتربع فى عقول وقلوب الكثير من محبى الشاعر الراحل سواء من أبناء بلدته" قرية القلعة التابعة لمركز قفط"، التى يتذكره كبارها بأنه كان أصغر خطيب بالقرية اعتلى منابر المساجد، ويتذكره آخرون بأنه ابن الطريقة البرهامية " طريقة صوفية منتشرة بصعيد مصر " ، أما الشباب فلا يعرفون عنه سوى أنه الشاعر الثائر الذى ترددت أشعاره خلال ثورة 25 يناير أو ما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة من قصائد ونثريات خالدة.

مقبرة الشاعر الراحل ليست وحدها التى تعانى من التجاهل بعد كل هذه السنوات، لكن منزله الذى شهد 17 عامًا من حياة أمل دنقل قبل أن يغادره إلى القاهرة، مازال قائمًا يترنح بفعل الظروف الجوية، ويبدوا أنه سوف ينهار قبل أن ينفذ المسولين وعودهم بتحويله إلى متحف يضم متعلقات و أشعار الراحل، كما رددوا ذلك فى الكثير من المؤتمرات والفعاليات الثقافية.

المبنى الوحيد الذى يحمل اسم الشاعر الراحل فى محافظة قنا بأكملها، "بيت ثقافة أمل دنقل" لم يكن أفضل حالًا من مقبرته أو منزله، فهو عبارة عن مبنى فى دور أرضى بمنطقة شعبية بمدينة قفط، لم يحظى بأى تطوير منذ وجوده فى عمارة قديمة.

البرلمانى الأسبق أنس دنقل" شقيق الشاعر الراحل" عاد بذاكرته أكثر من 3 عقود متذكرًا يوم السبت 21من مايو 1983 والموافق 8 شعبان 1403 ه الذى فقد فيه شقيقه الأكبر وشاعر الأمة العربية الثائر أمل دنقل ، كشف خلالها النقاب عن أسرار وحكايات ومواقف إنسانية ومغامرات عاطفية حفل بها تاريخ الشاعر الراحل أمل دنقل ، لم تكن أقل أهمية من قصائده وكلماته الثورية الباقية حتى يومنا هذا، يتغنى بها الثوار ويتناولها النقاد والأدباء فى جلساتهم الأدبية، وعلى رأسها قصة الحب التى جمعت بين شقيقه الراحل وبنت المنصورة.

قال دنقل، " الحب فى حياة أمل دنقل كان قويًا جارفًا لكن أهم قصة فى حياة أمل دنقل هى قصة حب ذات العيون الخضر وهى بدأت فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى، حيث كنا نسكن فى مدينة قنا وكانت أيامها مدينة قنا تمتلىء بالموظفين من أهالى الشمال وكثير من المدرسين اليساريين الذين أبعدتهم السلطة ونفتهم الى صعيد مصر، حيث الموظفين والمدرسين المثقفين أبناء الشمال وقصص الحب التى تدور بين أبناء الصعيد وبنات الشمال، وذات العيون كانت جارتنا و والدها مدرس موسيقى بمدرسة المعلمين الموسيقيين أيامها كانت صبية ملائكية ملامحها طفولية شبهها أمل فى قصيدة " العينان الخضراوان " بالعذراء المسبلة بالأجفان بالسيدة مريم، لكن قصتهم لم تكتمل لأسباب كثيرة.

وعن أصدقاء أمل دنقل بقريته قال شقيقه ، لم يرتبط أمل بعلاقات صداقة كثيرة مع أهالى القرية، فقد غادر القرية بعد إنهاء المرحلة الثانوية مباشرة إلى القاهرة وكانت زيارته قليلة بسبب ارتباطه بالقاهرة ، لكن أتذكر علاقته بالدكتور الراحل محمد سلامه آدم عميد آداب بنى سويف ، واللواء رفعت دنقل ، ثم كانت فترة مرضه التى جعلته يلازم معهد الأورام طيلة 3 سنوات حتى وفاته فى21 مايو 1983.

قال الدكتور محمد أبوالفضل بدران-نائب رئيس جامعة جنوب الوادى، جمعتنى عدة لقاءات بالشاعر الراحل، فقد زرته بالغرفة 8 بمعهد الأورام، عندما ذهبت إليه أعرض عليه بعض قصائدى، فقام بخطه الجميل بتصويب بعض الكلمات، وتحدث معى عن تجربته الشعرية، وأتمنى من الدولة إفساح الطريق لتدريس شعر أمل دنقل بالمدارس، كما أتمنى أن يتم البدء فى إنشاء بيت ثقافة أمل دنقل الجديد الذى تم تخصيص مساحة 1000 متر له بمدخل مدينة قفط، لكى نراه مبنًا شامخًا.

أمل دنقل هو شاعر مصرى قومي عربي ، ولد في أسرة صعيدية بقرية القلعة التابعة لمركز قفط جنوب مدينة قنا عام 1940 وتوفى فى 21 مايو 1983 الموافق 9 من شعبان 1403هـ عن 43 سنة، وتزوج دنقل من الصحفية عبلة الروينى، صدر له 6 مجموعات شعرية هي" البكاء بين يدي زرقاء اليمامة – بيروت 1969 ، تعليق على ما حدث - بيروت 1971، مقتل القمر– بيروت 1974، العهد الآتى– بيروت 1975، أقوال جديدة عن حرب بسوس– القاهرة 1983، أوراق الغرفة 8 – القاهرة 1983، و انتهت حياة أمل دنقل بعد معاناة شديدة عاشاها لمدة 3 سنوات مع مرض السرطان، لكن قصائده مازالت باقية يتغنى بها أبناء العروبة حتى الآن ، ينشدها كافة المظلومين المتطلعين للعدل والحرية.