قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

المناظرة التى قتلت صاحبها.. قصة اغتيال فرج فودة على يد أمي بفتوى عمر عبدالرحمن

الدكتور فرج فودة
الدكتور فرج فودة

في الاول من يونيو عام 1992 أعلنت الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور سمير سرحان، عن مناظرة في معرض الكتاب بعنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، يناظر فيها الشيخ محمد الغزالي والمستشار محمد الهضيبي المتحدث باسم جماعة الإخوان، الكاتب والمفكر الدكتور فرج فودة، على أن تقام تلك المناظرة بعد أسبوع في استاد القاهرة الرياضي.

لم يكن بظن الدكتور سمير سرحان الذي دعا لتلك المناظرة أنها ستكون بداية النهاية للكاتب والمفكر فرج فودة، وأنها ستكون سبب في اغتياله على أيدي مجموعة ممن أطلقوا على أنفسهم "الجماعة الإسلامية"، ونتيجة لفتوى عمر عبدالرحمن مفتي تلك الجماعة.

تفاصيل اغتيال فودة كانت درامية ومثيرة ففي الساعة السادسة والنصف من مساء يوم 8 يونيو في العام 1992 وعند خروج الكاتب والمفكر "فرج فودة" من مكتبه برفقة ابنه بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة، كي يستقل سيارته عائدا لمنزله اعترضه كل من أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، حيث كانا يستقلان دراجة بخارية وأطلق عليه الرصاص الذي اخترق كبده و أمعاؤه بينما أصيب ابنه إصابات طفيفة.

لم يستسلم سائق سيارة الدكتور فرج فودة، حتى عمل على ملاحقة من أطلقواالنار عليه، حتى أسرع خلفهم بالسيارة، واستطاع أن يوقع بأحدهم وهو عبدالشافي رمضان، والذي أغمي عليه، وتسليمه للشرطة، في الوقت الذي كان الدكتور فرج فودة تجرى له داخل المستشفى محاولات إنقاذه على يد جراح القلب الدكتور حمدي السيد، لكن كل تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل بعد 6 ساعات داخل غرفة العمليات.

عملية اغتيال "فودة" جاءت بعد أيام معدودة من المناظرة التي أجريت بينه باعتبار داعيا للعلمانية ويطالب بفصل الدين عن الدولة، وبين الشيخ محمد الغزالي والمستشار محمد الهضيبي المتحدث باسم جماعة الإخوان والدكتور محمد عمارة المدافعين عن الدولة الدينية، و المطالبينبعدم الفصل بين الدين والدولة، والتي حضرها أكثر من 30 ألف شخص في استاد القاهرة الرياضي.

اغتيال فرج فودة، كان سببا في حزن كبير للدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة العامة للكتاب وقتها، لكونه هو من دعا لتلك المناظرة، وهو ما جعله يشعر بالندم الذنب الكبير لكونه وراء وخروج فكرة المناظرة التي أودت بحياة المفكر فرج فودة.

في تحقيقات النيابة اعترف عبد الشافي رمضان الذي أطلق النار من رشاش آلي على الدكتور فرج فودة، أنه قتل أنه قتله بناء على فتوى للدكتور عمر عبدالرحمن مفتي الجماعة الإسلامية، بوجوب قتل المرتد، وعندما سأله المحقق ولكنك قلت في التحقيقات إنك أمي لا تقرأ وتعمل ببيع السمك فكيف قرأت الفتوى فرد قائلا لم أقرأ ولكنهم قالوا لي.

واعترف القاتل في تلك التحقيقات، ان أبو العلا عبد ربه أحد قيادات الجماعة الإسلامية، هو من زودهم بالسلاح والأدوات، وحدد لهم طريقة التنفيذ والموعد على أن يتم تنفيذ تلك العملية قبل عيد الأضحى بأيام قليلة نكاية في أهل فودة ولكي يطفئ فرحتهم بالعيد، وهو ما يفسر أن القتلة تلقوا تكليفا من قادة الجماعة الإسلامية بناء على فتوى عمر عبد الرحمن بتصفية فودة.