في الاول من يونيو عام 1992 أعلنت الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور سمير سرحان، عن مناظرة في معرض الكتاب بعنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، يناظر فيها الشيخ محمد الغزالي والمستشار محمد الهضيبي المتحدث باسم جماعة الإخوان، الكاتب والمفكر الدكتور فرج فودة، على أن تقام تلك المناظرة بعد أسبوع في استاد القاهرة الرياضي.
لم يكن بظن الدكتور سمير سرحان الذي دعا لتلك المناظرة أنها ستكون بداية النهاية للكاتب والمفكر فرج فودة، وأنها ستكون سبب في اغتياله على أيدي مجموعة ممن أطلقوا على أنفسهم "الجماعة الإسلامية"، ونتيجة لفتوى عمر عبدالرحمن مفتي تلك الجماعة.

لم يستسلم سائق سيارة الدكتور فرج فودة، حتى عمل على ملاحقة من أطلقواالنار عليه، حتى أسرع خلفهم بالسيارة، واستطاع أن يوقع بأحدهم وهو عبدالشافي رمضان، والذي أغمي عليه، وتسليمه للشرطة، في الوقت الذي كان الدكتور فرج فودة تجرى له داخل المستشفى محاولات إنقاذه على يد جراح القلب الدكتور حمدي السيد، لكن كل تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل بعد 6 ساعات داخل غرفة العمليات.

اغتيال فرج فودة، كان سببا في حزن كبير للدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة العامة للكتاب وقتها، لكونه هو من دعا لتلك المناظرة، وهو ما جعله يشعر بالندم الذنب الكبير لكونه وراء وخروج فكرة المناظرة التي أودت بحياة المفكر فرج فودة.

واعترف القاتل في تلك التحقيقات، ان أبو العلا عبد ربه أحد قيادات الجماعة الإسلامية، هو من زودهم بالسلاح والأدوات، وحدد لهم طريقة التنفيذ والموعد على أن يتم تنفيذ تلك العملية قبل عيد الأضحى بأيام قليلة نكاية في أهل فودة ولكي يطفئ فرحتهم بالعيد، وهو ما يفسر أن القتلة تلقوا تكليفا من قادة الجماعة الإسلامية بناء على فتوى عمر عبد الرحمن بتصفية فودة.