الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: المجري 8

صدى البلد

اتخاذ القرارات الصائبة في وقتها المناسب يساعد بشكل كبير في التقليل من احتمالية الوقوع بالمشاكل، كما أن الانشغال الدائم هو أحد أهم الطرق التي تساعد الفرد في التخلص من مشكلاته ، هذا إلى جانب الابتعاد عن مكان المشكلة ومسبباتها ؛ حيث أن هذا السلوك يساعد كثيرًا في تخطي الأزمات .

من أجل ذلك قرر نادر أن ينتهج هذا الأسلوب في تخطي أزمته فتوجه إلى أوروبا مرة أخرى ليبدأ فصلًا جديدًا في حياته بعيدًا عن الهوى والغرام لا يعبأ بامرأة ولا يكترث لأنثى . 

كل ما يشغله هو العمل والسهر والأصدقاء ؛ يقضي يومه بين هؤلاء الثلاثة . أصبحت حياته في الغربة محصورة بينهم بعد أن وجد فيهم ضالته المنشودة وجد السكينة والهدوء بعد حياة مليئة بالتقلبات ‘فعاش لنفسه تاركًا الحب لمن أراد الانتحار يعيش وكأنه بدون قلب أو أنه قد تخلَّص من قلبه نهائيًا واستبدله بقلب أخر صناعي !  قلب لا يحب ، لا يشعر ، لا يتألم ، فقط ينبض حتى يتسنى للجسد أن يبقى على قيد الحياة .

تمر الدقائق والساعات و الأيام سريعًا بل و السنوات وهو لا يبالي بشيء .. يجد راحته في تلك الحياة الجديدة . هي حياة نمطية بعيدة كل البعد عن التقلبات والصدمات خالية من المفاجآت. يبدو فيها وكأنه شخص أخر يعيش بفكر جديد وقلب أخر وأسلوب مغاير لما عُرف به من قبل . 
 
لكن نهج المستسلمين وفكر القانطين لا يمكن أن يستمر طويلًا مع شخصية حالمة حباها الله عقلًا آملًا متطلعًا وقلبًا يرتجي من الله الخير دائمًا .

فلا يمكن أن تستمر تلك الحياة النمطية مع نفس ترفض الهزيمة والانكسار؛ وغالبًا ما تتولد بينهما الصراعات وتدور الحروب الشرسة التي أسْعَرَها الاختلاف والتناقض فيحدث التغيير بعد أن تتمكن العزيمة من حسم المعركة، وإعادة بناء الفكر مرة أخرى ليستمد العقل طاقته في مقاومة السلبيات وتصحيح المسار .

تمامًا كما حدث لنادر حيث هبت رياح التغيير من جديد في صورة فتاة ؛ تلك الفتاة التي غيرت كل شيء وأعادت إليه الحنين مرة أخرى  لتدخل به عالم الحب من باب جديد؛ فغيرت كل شيء حين أعادته إلى الحياة عندما شعر بقيمتها ؛ أحب الحياة لأجلها . 

فقد نقض حبها كل العهود السابقة ‘ وأحرق المواثيق القديمة ليبدأ معها عهدًا جديدًا يملأه الأمل بعد أن أعلن التمرد وحطم قيود اليأس حين كتبت معه ميثاقًا جديدًا للحب ‘ فحولت وجهته نحو طريق كان قد اعتزلها من قبل .
بدأت رياح الحب تفتح أبوابًا كانت مغلقة ‘ تمحو نسائمه غبارًا قد تراكم فوق تلك الأبواب عادت قطرات الندى وحبات المطر تروي حدائق أزهار الهوى وتعيد للدنيا عبيرها المفقود . 

تلك الفتاة التي اقتحمت مملكة الصمت والجفاء الذي كان قد سكنها فهدمت أسوار الخمول العاطفي التي ظلت تحاصره مدة طويلة ؛ فأسرع يجر قيود العزلة ويلفظ الإحباط ليعود لسابق عهده ؛ حالمًا ومقاتلًا لا يعرف اليأس
و لا يروق له الاستسلام ؛ حتى مكنه الإصرار من دحر العجز والانكسار .

إنها شجن تلك الفتاة التي فضَّل نادر أن يحبها في صمت دون أن تعلم شيئًا عن مشاعره خوفًا وحرصًا عليها من المطبات الهوائية المتكررة في حياته تقيم شجن مع أسرتها بالخارج ‘ تعيش نفس الحالة التي يعيشها نادر ..
حين خرجت من قصة حب فاشلة بعدما اكتشفت سطحية الحبيب الأول الذي لا يعبأ إلا بالمظاهر التي تخفي وراءها شخصية مريضة متسلطة بعيدة عن الرجولة والأخلاق . شخصية متقلبة غير واضحة ، تجمع بين الشيء ونقيضه ؛ ما جعل شجن تتخذ قرار الرحيل عنه .

لتجمعها الصدفة بـ نـادر الصديق المقرب من أخيها حسام .