الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعدسة المصورين الصحفيين.. أمم أفريقيا جد ولعب وفرحة وحزن

صور من أمم أفريقيا
صور من أمم أفريقيا 2019

اللقطة التي توثقها عدسة الكاميرا تؤرخ لـ ثانية واحدة من الزمان، ربما يتحول المشهد المتحرك إلى الثبات في وضع معين، لكن الصورة رغم ذلك تحكي تفاصيل أخرى من الجهد والكفاح والعرق والفرحة والحزن والأمر وغيرها من المشاعر التي تعيش في الذاكرة.

أمم أفريقيا 2019، كانت بطولة من نوع آخر أمام عدسات المصورين الصحفيين الذين برعوا في التقاط صور لانفعلات اللاعبين وتأثيرات الفوز والهزيمة أو الطموح وفقدان الأمل.. تعبيرات الوجوه قصت كثيرا من مشاعر الحسرة والانتصار، لتمضي البطولة في رحلتها بينما تبقى الصورة ليحيا معها التاريخ وتمنح القيمة للماضي.

في صراع الحصول على الصورة الأنسب بين عشرات المصورين حول العشب الأخضر، كان الجميع رابحا، بينما كان الرابح الأكبر من خلال هذا التحدي هو المشاهد الذي يتمتع بحرفية النقل والالتقاط، والصحافة التي عرفت من خلال البطولة جيلا صاعدا من المصورين الذين وضعوا قدما على طريق الريادة والتفوق.


ويقول أبانوب فكري المصور الصحفي بـ صدى البلد، إن البطولة كانت فرصة عظيمة لاكتساب مهارات جديدة، وتنافس شريف نحو التميز، وأعتقد أنها ستظل محفورة في أذهان جميع المصورين بكل تفاصيلها ومجرياتها.

وقال إن تلك الأحداث تزيد من قيمة التصوير الصحفي لأنها تعتمد عليه في أرشفة الحدث، كما أنها تكون سببا في اكتشاف مبدعين جدد، فالصورة لا تتحدث فقط عن بطلها وإنما تتحدث أيضا عن صاحبها برؤيته الثاقبة وزاويته الدقيقة وعدسته المبدعة.  


وكانت البطولة هي الحدث الأهم بالنسبة للمصور الصحفي المحترف بـ صدى البلد "علي الخشاب" الذي برع في التقاط مجموعة من الصور أهمها لحظة خروج مصر من البطولة وفرحة جماهير جنوب أفريقيا. 

يقول الخشاب إن أهمية الفرصة تكمن في تواجد هؤلاء اللاعبين العالميين على أرض مصر، ربما لن يتكرر الأمر في القريب، أو نلتقي بهم مجددا إلا بعد سنوات، لقد كان التفاعل معهم عظيما والتقاط صور تعبيراتهم المتباينة بين الحزن والفرحة لحظات لن تنسى بالنسبة إلينا. 

ويؤكد الخشاب أن حالة المنافسة المحمودة بين المصورين كانت في صالح الجميع، نظرا لما عاد علينا من الفائدة، أعتقد أن البطولة ستتواجد بشكل قوي في السيَر الذاتية لنا جميعا كمصورين.

الحالة التي كان عليها المصورون من النشاط والجهد، جذبت المصور المغربي عبد المجيد رزقو الذي اتخذ زاوية جديدة في التوثيق للحدث، فاستدار إلى الخلف قليلا ليلتقط بعدسته المصورات الصحفيات المنتشرات على تراك الملعب في ظاهرة بدت جديدة على الصحافة العربية، أن تجد هذا العدد من المصورات المهتمات بالرياضة والبارعات في فنون الإطار واللقطة. 

كتب رزقو في منشورته المغربية تحت عنوان صور ناعمة "كان الحضور النسوي في مجال التصوير الرياضي في ملاعب بطولة أفريقيا للأمم قويا ومثيرا للانتباه، وهنا مجموعة من الوجوه التي أتت للمشهد وكان لها وزنها".

عن ذلك تقول سماح زيدان المصورة الصحفية في روزا اليوسف، إن الصعوبات التي واجهتها كفتاة لم تكن أبدا عائقا أمام الطموح لتحقيق هذا النجاح في الوصول للمشاهدين من خلال اللقطة.

ثقل المعدات والتحرك بها من استاد لآخر كان أهم ما واجه سماح من صعوبات، بالإضافة إلى تعدد نقاط التفتيش وهو إجراء مميز أمنيا - بحسب ما وصفت المصورة - لكنه أرهقهم بسبب بعد المسافات بين نقاط التفتيش والمركز الإعلامي، والتي يقطعونها مشيا على الأقدام حاملين لمعدات التصوير.

تتحدث سماح "أنا بكون نفسي مافقدش طاقة كتير ولا أعمل مجهود كبير قبل بداية الماتش لأني بكون ماسكة الكاميرا في أيدي طول الساعة ونص بنقلها، وممكن يكون في مبارتين في نفس اليوم، بالتالي مجهود مضاعف مع مراعاة إننا بنروح قبل الماتش بـ 5 ساعات كتعليمات من الكاف لاستلام تصريح دخول المباراة، ونقضي وقت طويل في تصوير الجماهير". 


وتضيف "وقت أخذ الصور الجماعية قبل بداية المباريات بيكون محدد لينا مكان معين نقف فيه ولما بيستحوذ عليه الزملاء المصورون من الرجال بنكون إحنا أقصر منهم كتير فلازم نجري نلحق قبلهم مكان، بس الأزمة لو اتحركت من مكاني لتصوير مدربي الفرق المتنافسة ولاعبيها الاحتياطيين وأرجع لالتقاط الصور الجماعية للاعبين ملاقيش مكاني". 

عن اللحظات الأهم لـ سماح في البطولة، تحكي "أهم لحظات البطولة بالنسبالي بتكون في التفاعل مع الجماهير وتصويرهم خاصة وقت ماتشات دور المجموعات قبل خروج مصر من المنافسة، تليها لحظة التفاعل مع الجماهير المغربية والجزائرية والإطلاع على طقوس التشجيع الخاصة بالفرق الأفريقية مزيكتهم وصلاتهم طوال وقت المباراة، كان شيء جديد بالنسبالي طول الوقت بيخليني أفكر إزاي أغطي الحدث بشكل مختلف".


تتذكر سماح وقت خروج منتخب مصر من البطولة "مشاعر صعبة جدا وقت ما الحكم أطلق صافرته بانتهاء المباراة وخسارة المنتخب سرحت شوية ببص علي الجمهور وسكوته فجأة وببص على اللاعبين المصريين، ماكملتش ثواني وقررت أمسك الكاميرا وأوثق الحدث لكن مكنتش بكامل تركيزي". 

البطولة التي ستنتهي يوم الجمعة القادمة، ربما لم يكن للمنتخب المصري حظ فيها، لكن المصورين الصحفيين كانوا هم الأوفر حظا بفضل ما اكتسبوا من خبرات وما منحوه لأنفسهم من إنجاز على مستوى العمل أضفى لهم نجاحا لافتا وظهورا من نوع خاص.