الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة المصرية اليونانية القبرصية تبعث برسائل تنمية مستدامة لشعوب بلادها

القمة الثلاثية المصرية
القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية

يأتي توقيت انعقاد القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية، والتي تعد السابعة، حاملة رسائل تنمية مستدامة لشعوب بلادها، حيث حافظت القمة على دورية انعقادها وقوة الدفع التي منحتها لها مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي انطلقت من القاهرة في عام ٢٠١٤، وأذنت بعقد القمة الثلاثية الأولى قبل خمس سنوات، وعلى مدى تلك السنوات تنامت لتشكل تحالفا استراتيجيا، يمثل مصالح دول شرق المتوسط ويدافع عنها.

مرحلة جديدة وهامة للعلاقات المصرية الاقليمية تحدد ملامحها القمة الثلاثية السابعة التى تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الرئيس القبرصي نيكوس اناستادياديس، ولأول مرة رئيس الوزراء اليونانى الجديد كيرياكوس ميتسوتاميس، حيث يعد موضوع الطاقة الملف الرئيس لمناقشات القمة في مجالات التعاون المشترك بين الدول الثلاث، والبحث في سبل تعميق أواصر التعاون في الإقتصاد، والاستزراع السمكي وقضايا الأمن في البحر المتوسط، والهجرة غير الشرعية ومواجهة الإرهاب، بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.

ما بين القمة الأولى التى استضافتها القاهرة فى عام ٢٠١٤، والقمة السابعة التى تشهدها القاهرة اليوم، تقع ست قمم ثلاثية، أكدت جميعها أهمية آلية التعاون الثلاثى والإشادة بما تعكسه دورية اجتماعاتها من قوة العلاقات بين الدول الثلاث، وحرصها على مواصلة تعزيز أطر التعاون القائمة وتوسيعها لتشمل مجالات جديدة، متناولة استعراض الموقف التنفيذى للمشروعات الجارى تنفيذها فى إطار الآلية.

وتمر العلاقات المصرية اليونانية القبرصية حاليا بمرحلة تقارب حيوى هام وغير مسبوق في كافة المجالات، وشهدت حراكا سياسيا استند على العلاقات التاريخية والجغرافية التي جمعت بين الدول الثلاث، ولعبت دورا مهما في تأسيسها وتطورها على مر التاريخ، بما يصب في صالح شعوب دولها.

قمة "القاهرة" تهدف إلى البناء على ما تحقق خلال القمم الست السابقة، وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها في إطار آلية التعاون الثلاثي، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم وحول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، بالإضافة إلى أنها تعد فرصة للقاء الأول بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء اليوناني.

قضايا التعاون الاقتصادي ستتصدر أجندة القمة الثلاثية، خاصة في مجال الطاقة بعد توقيع مصر وقبرص اتفاقية خط أنابيب بحري لإسالة الغاز القبرصي في المعامل المصرية، ومجالات الزراعة والاستزراع السمكي والبيئة، والتعاون في مجال الموانئ واللوجستيات، وتفعيل مشروع البواخر السياحية بين الدول الثلاث وتبادل المعلومات.

ومن المتوقع أن تتناول القمة التنسيق بين الدول الثلاث في مجال الأمن في البحر المتوسط ومكافحة الهجرة غير الشرعية ومواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى تبادل الرؤى حول الأزمات في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمتين السورية والليبية، إلى جانب بحث تعزيز العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار حرص مصر على التشاور المستمر والتنسيق تعزيزا لعلاقات الصداقة القوية القائمة بين مصر وقبرص واليونان، والتي باتت تمثل أساسا استراتيجيا هاما وراسخا في منطقة المتوسط، والأولوية المتقدمة التي توليها مصر للعلاقات الإستراتيجية مع كل من أثينا ونيقوسيا، وتطلعها إلى تعزيزها والارتقاء بها، لا سيما فيما يتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية وبما يتناسب مع طبيعة ومستوى التقارب السياسي بين الدول الثلاث.

التقدم المحرز في تنفيذ مشروعات التعاون الثلاثي المشترك؛ وعلى رأسها مشروع الربط الكهربائي بين القارتين الأفريقية والأوروبية عبر الدول الثلاث، ستكون مدرجة في النقاشات، إلى جانب مشروعات التعاون في مجال الطاقة في منطقة شرق المتوسط وما تمثله من أهمية إستراتيجية.

وكانت القمة الثلاثية الثانية قد عقدت في أبريل عام 2015 بقبرص، فيما استضافت اليونان في ديسمبر عام ٢٠١٥ القمة الثالثة، وعقدت الرابعة مرة أخرى في القاهرة في عام ٢٠١٦، ثم القمة الخامسة في قبرص في نوفمبر عام 2017، والسادسة عقدت في جزيرة كريت اليونانية في شهر أكتوبر الماضي (٢٠١٨).

القمة الأولى أسفرت عن إعلان القاهرة الذي ركز على محاور أربعة، تتمثل في الأمن والتنمية والاستقرار والمكانة، حيث كان بمثابة نواة إقامة تحالف بين مصر وقبرص واليونان، وجمع الأطراف الثلاثة قاسم مشترك في التوجهات أمكن على أساسه تدشين ركائز حقيقية قابلة للظهور في صورة سياسات عملية، برزت مؤشراتها الأولى في "إعلان القاهرة" فيما كان الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث في منطقة شرق البحر المتوسط من أبرز نتائج القمة الثلاثية الثانية، الأمر الذي أتاح اكتشاف احتياطيات الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية المصرية، والعمل على الارتقاء بمستوى العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع بين الدول الثلاث، والبناء على ما تحقق من نتائج إيجابية خلال القمتين الأولى والثانية.

وانعقدت في ديسمبر عام 2015 أعمال القمة الثلاثية الرابعة بأثينا بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص نيكوس أنستاسيادس ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية «المصرية – القبرصية – اليونانية» الخامسة التي عقدت بالعاصمة القبرصية نيقوسيا قبل نحو عام، مؤكدة نجاح آلية التعاون الثلاثي بين تلك الدول في التوصل إلى ترسيم الحدود البحرية، مما أتاح الفرصة لاكتشافات الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط. ، وتطابقت وجهات النظر بين الدول الثلاث حيال عدد من القضايا الدولية الراهنة، مثل (مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتوحيد جزيرة قبرص)، وتابعت القمّة السادسة مشروعات التعاون المشترك وآلياتها.