منذ كنا أطفالا ونحن نسمع في الاذاعة المدرسية والصحف والتليفزيون عن دولة اسرائيل مرفقة دائما بوصفها بالعدو الأبدي لمصر حتى أن أذهاننا قد تطوعت لهذا القول وبقي مألوفا لدينا دون محاولة تفكيكية لهذا الوصف يمكن ان يتضح لنا من خلالها أبعاد هذا الوصف وأسبابه أو بالأحرى أسباب بقائه مرددا حتى الان دون اكتراث للمتغيرات التي طرأت علي الساحة الاقليمية والدولية منذ صك هذا المصطلح مع حروب العام 1948 وصعود الاصوات المنادية به بقوة مع العدوان الثلاثي علي مصر في ظل حكم الرئيس عبدالناصر مرورا بحرب 67 و حرب 73 وصولا الي يومنا هذا .
في محاولة التفكيك هذه دعونا لا ننقض علي هذا التوصيف مرتبطا بدولة اسرائيل بالتحديد بل دعونا نفككه بالمطلق وبوجه عام ونتساءل هل في صراعات الدول وعلاقاتها المختلفة يوجد ما يسمى بالعدو الأبدي ؟!
واجابة عن السؤال ارى انه ليس هناك ما يسمي عدو أبدي منذ انقضى الخوض في مثل هذه التوصيفات مع نهاية الحروب الدينية ونشوء الدولة الحديثة فقد كان في الماضي الدولة الاسلامية مثلا في حرب مستمرة مع الدولة البيزنطية المسيحية اما وقد انقضت هذه الحقب وصرنا نعيش في دول المواطنة التي يكون ولاء المواطن فيها لوطنه بغض النظر عن ديانته فقد انقضي ما يمكن ان يطلق عليه عدو ابدي .
النقطة الاخرى وهي معروفة لدى كل القادة العسكريين في العالم ، الحرب ليست غاية في ذاتها بل الحرب هي أداة من أدوات حل النزاع حتى ان الرئيس السادات صرح في اكثر من مناسبة بان حرب اكتوبر كانت خطوة لتقوية الموقف المصري في تفاوضه علي استرداد الارض وهذه طبيعة كل الحروب في العصور الحديثة ان انتصارك هو ورقة ضغط اثناء التفاوض لكن مع انتهاء التفاوض وعودة سيناء كاملة لمصر بفضل حكمة الرئيس الراحل انور السادات وشجاعة جنودنا البواسل في المعركة أتساءل ما الداعي الي ترديد مقولة العدو الأبدي .