الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. سليم عبد الرحمن يكتب: شباب الجامعات ومحاربة الأفكار الإرهابية

د. سليم عبد الرحمن
د. سليم عبد الرحمن

سبق وعرضنا لرؤيتنا التي تهدف إلى حل الاشكالات الموجودة بين مستويي التعليم الأساسي والجامعي كمحاولة لتحقيق التوافق والتواؤم فيما بينهما، واليوم نحاول طرح مبادرتنا لتحقيق التكامل بين الإعلام بكافة صوره وأشكاله المؤثرة في رأي المواطن، وبين التعليم الجامعي المتمثل في الركن الأساسي فيه وهو المعلم الجامعي الناقل للمعلومة والمشكل للبنية المعرفية للطالب الجامعي.

ولابد وأنك قد لاحظت التشابه الواضح بين الدور الذي يقوم به كلًا من الاعلام والمعلم الجامعي المتمثل في نقل المعلومة وتشكيل المعرفة وتدعيم القيم، ضف إلى ذلك التشابه الذي يجمع بين الإعلام والمعلم الجامعي وهو نفاذ كلاهما إلى داخل الأسرة المصرية ودخولهما بسهولة إلى كافة البيوت المصرية.

فالمعلم الجامعي هو فرد ذو مكانة مرموقة بالمجتمع يتمتع بقدر كبير من المصداقية المرتكزة على ما لديه من علم وما يغلف سلوكه من خلق رفيع ما يعطي له القوة الكافية المحققة للتأثير والقادرة على تشكيل الوعي وتوجيه الفكر وبث وتغذية جذور الثقافة ولا سيما ثقافة التسامح والمواطنة والفكر المعتدل المستنير.

وعلى الجانب الآخر نجد الإعلام وما له من قوة مؤثرة بالغة الخطورة والأهمية في جموع المواطنين داخل وخارج المجتمع وذلك لما يتمتع به من قنوات ووسائل عابرة لحدود المكان والزمان وما يحويه من ألوان وصور وأدوات متنوعة يستخدمها لبث الأفكار وتدعيم القيم وغرث جذور الثقافة كذلك.

وعليه فإن المبادرة الحالية تتمثل في إضافة قوة إلى قوة أي إضافة ما للمعلم الجامعي من مصداقية وعلم وأسلوب راقي إلى ما للإعلام من انتشار وأدوات وقنوات اتصال متنوعة ، ما يجعلنا نتساأل عما يمكن أن يحث إذا ما تم التكامل بين الإعلام والأستاذ الجامعي خاصة فيما يخص الانتماء ونبذ التطرف؟

عندما يتأثر التعليم بالأحداث الخارجية ، يجب أن تدعم تلك الأحداث استخدام الاعلام لكافة أدواته بشكل يتناغم مع المنظومة التعليمية نفسها فلا يجوز ان يستعرض الأستاذ الجامعي لطلابه قضية ما ولتكن الإرهاب على أنه لتجفيف منابع الإرهاب يجب العمل على العديد من المحاور منها الثقافية والتعليمية والإعلامية والأمنية والمجتمعية والدينية مستندًا في ذلك على ما لديه من علم ومعرفة وخبرة أكاديمية.

ثم يأتي إعلامي أو ضيف بأحد البرامج يصيح بخطأ ذلك وأن الإرهاب لا يواجه بغير القوة، فما يكون من هذا الموقف إلا إحداث التشويش والتخبط لدى المواطن أيً كان مستواه الفكري أو المعرفي حيث أن الأستاذ الجامعي والإعلامي يتمتعان بقدر كبير من المصداقية.

كذلك لا يمكن أن يتلقى الطالب الجامعي من أستاذه ويستقي منه قيم الوطنية والانتماء للوطن بناءً على التفاني في صالح الوطن والتضحية والدفاع عنه وعن ما يحويه من تراث وأرض وأهل وأن الوطن لكل من يخلص له ويقوم على صونه ورفعته، ثم يأتي مقال أو عمل درامي يبث روح الكراهية بين أبناء الوطن ويدعم الفكر القائم على التفرقة بينهم أو تبني آراء تنادي بتكفير هذا وتخوين ذاك والعمل على عرضها بالوسائل الإعلامية المختلفة، والأمثلة في ذلك أكثر من أن يتم عرضها في مقال.

ومن الملاحظ أن في الوقت الراهن كمسايرة للأحداث يعد التحدث في بعض القضايا وتناول بعض الموضوعات المتمثلة في الحرية والديموقراطية والتطرف والإرهاب هو من الأشياء الطبيعية التي تدور حولها الحلقات والمقالات الإعلامية وكذلك من الموضوعات التي يتطرق إليها المعلم الجامعي ، ولعل من أهم من يقوم بذلك في الجامعات المصرية هم أساتذة العلوم الإنسانية لما يمس المجتمع من هذه القضايا وما يحياه المواطنون من أحداث يكون أستاذ العلوم الانسانية هو الأقدر على الإلمام بها والأكثر معرفة بما لهذه الاحداث من جوانب قد يجهلها الكثير.

لذا فإن من المفروض بل ومن اللازم أن يتم تناول هذه الموضوعات في الأدوات المختلفة من أدوات الإعلام مثل المقالات والبرامج والحلقات التلفزيونية والإذاعية وما إلى ذلك يكون من خلال أساتذة الجامعة المرموقين والمعتبرين الذين يتمتعون بقد عالي من المصداقية لدى الجمهور والمتمتعين بقدر كبير من المعرفة والخبرة بالموضوعات المثارة في الوقت المعاصر، أو يتم استضافة بعض الإعلاميين والصحفيين المعتبرين والذين يتمتعون أيضًا بقدر كبير من المصداقية لدى جموع الشعب ببعض الفعاليات والندوات الجامعية.

وبشكل مختصر فإن المبادرة الحالية تنادي بالتكامل بين كلًا من المعلم الجامعي ووسائل الإعلام والتضافر بين ما يبذله كلا الطرفين من مجهودات هادفه مطعمة بالمزيد من الإخلاص لهذا الوطن باغية وجه الله وعاملة على انتاج المواطن الصالح المستنير الداعم لتنمية البلاد والمحافظ على وحدة وتماسك العباد.

حفظ الله الوطن .. حفظ الله مصر