الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. مدينة دراو في أسوان روايات متنوعة عن سبب التسمية

صدى البلد

يستكمل اليوم "صدى البلد" سلسلة حلقات "لكل إسم حكاية" عقب تنفيذه فى ثوب وكيان جديد، حيث نلقى الضوء على إحدى المدن التاريخية بمحافظة أسوان عاصمة الشباب الأفريقى وهى مدينة دراو .

وترجع تسمية دراو بهذا الاسم إلى أن شباب قبائل الأنصار كانوا يشبون فى مقدمة الرأس أى فى دورة الرأس فتم تسميتهم بأهل الدورة، ثم حرفت الكلمة إلى أهل دراو حتى صارت تحمل هذا الإسم ، ومدينة دراو فى محافظة أسوان بها أضرحة عامر وعمران ، ويحتفل بهما سنويًا يوم الخامس والسادس والسابع عشر من شهر شعبان من كل سنة ومدينة دراو يتواجد بها أولاد عمران بكثرة وبها قبيلة من أولاد عامر ، وفى قرية المنصورية التى هى جزيرة بالنيل ومواجهة ، ويرتبط أبناء عامر وعمران بنسب مشترك مع أولاد العمومة داخل السودان ويطلق عليهم العوامرة .

كما يرى البعض أن تسمية دراو بهذا الإسم يرجع إلى روايتين الأولى أن رجلا كان يسكن البلدة يدعى " آو" وكان يأتي إليه الرحالة والمسافرون ليقيموا عنده وإذا سألهم أحد أين تنزلون فى ترحالكم وسفركم؟ يقولون ننزل فى" دار آو " ودار بمعنى بيت أى فى بيت آو، ثم تداولت بعد ذلك كلمة دراو إلى يومنا هذا. 

والرواية الثانية أن معنى كلمة " آو " فى اللغة الهيروغليفية تعنى التمساح، حيث كانت تكثر التماسيح فى الجزيرة المقابلة للبلدة فى نهر النيل، وأضيفت كلمة " دار" إلى كلمة " آو " بما معناه " بيت التمساح" .

ومع نزوح القبائل العربية ومع الفتح الاسلامى لمصر ، وشمال أفريقيا توجهت قبائل عرب الأنصار المنتسبة إلى قبيلة الخزرج إلى جنوب صعيد مصر بعد أن أستقر بعض منها بمنطقة الشرقية شمال شرق مصر بزيارة تميم الدار وأبنائه تمام وعوف وغالى ، وبعد ذلك إستقرت جموع القبائل عرب الأنصار بموقع دراو وتفرقت فيما بعد بمناطق عديدة على وادى النيل بمصر والسودان وتولوا الإمارات على هذه المناطق تحت إمارة تمام وأبنائه عمران ونصر الدين ونجم الدين .

وكانت دراو عبر العصور السابقة مركز التجارة الرئيسية للدخول والخروج من مصر وأفريقيا وخصوصًا مع السودان ، لأنها كانت أكبر مركز تجارى لتجارة الإبل فى منطقة أفريقيا والشرق الأوسط ، ويوجد بها سوق الثلاثاء من كل أسبوع المعروف أقليميًا وعربيًا لبيع وشراء الإبل بكافة أنواعه .

ودراو يوجد بها أكثر من عشرين قبيلة من أولاد الشيخ عامر ، وقبيلة من أولاد الشيخ عمران ومدينة ادفو والتى تبعد ستون كيلو متر عن دراو بها أولاد عمران ، وأولاد عامر يعيشون بجانبهم فى كلح الجبل والصعايدة وإدفو ، ويجمع مركز ومدينة دراو الآن خليط متنوع من قبائل كثيرة ( الجعافرة والأدارسة والعليقات والعباسيين والزرية الزبير بن العوام وأنصار المدينة وأوس وخزرج وقبائل الكنوز النوبية ) .

ويتميز مركز دراو بزراعة قصب السكر والبلح والقمح والخضروات والفواكه ، وهو من أهم المراكز لتجارة الإبل فى مصر، حيث يوجد سوق الإبل الشهير والذي يأتيه التجار من جميع أنحاء الجمهورية ، وذلك لأن دراو هى المحطة الأولى فى استقبال الإبل القادمة إلى مصر من السودان والصومال قبل أن يتم توقيع الكشف الطبى المحجرى عليها فى " الكورنتينة " ومن أشهر المعالم فى مدينة دراو، مسجد وضريح الشيخ عامر الأنصاري، والذي يقام له احتفال سنوى كبير فى الخامس عشر من شهر شعبان. 

ومن أهم أعلام " دراو " على مر التاريخ اللواء محمد صالح حرب باشا، الذى تولى قيادة القوات المسلحة فى الفترة من ١٩٣٩ حتى ١٩٤٠، والدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب الحالى، والسيد الشريف إدريس مصطفى الإدريسى، رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة بالعالم الإسلامى. 

ويشهد مركز دراو حاليًا إقامة أكبر وأضخم مشروع فى العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فى قرية بنبان التى تتبع المركز غرب النيل.