الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

150 سنة قناة السويس| قصة 5 مرات أغلقت فيها القناة في وجه الملاحة العالمية.. آخرها 8 سنوات

صورة توثق مرور السفن
صورة توثق مرور السفن بجنسيات مختلفة بعد اتفاقية قسطنطينية

عقب قرار الرئيس جمال عبدالناصر، والذي أعلنه من ميدان المنشية بالإسكندرية، في 26 يوليو 1956 بتأميم الشركة المصرية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية ينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، كانت القناة على وشك أزمة بعد مؤامرة انسحاب المرشدين الأجانب والتي كادت أن تتسبب في عطلة حركة الملاحة بالقناة لولا بسالة وحماس المصريين في الاعتماد على أنفسهم في تلك المهمة.

قناة السويس التي افتتحت في حفل مهيب شاهده العالم أجمع، قبل 150 عاما، وتحديدا في شهر نوفمبر من عام 1869، والتي استمرت حتى عام 1956 تحت التبعية الأجنبية دون أن يتحصل المصريون أصحاب الأرض والذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حفر تلك القناة على أي من مواردها حتى إعلان قرار التأميم، لم تكن أزمة انسحاب المرشدين الأجانب هى الأزمة الأولى في تاريخها.

فمنذ الانتهاء من حفر قناة السويس وافتتاحها رسميا أمام حركة الملاحة، وكذلك تنفيذ اتفاقية «القسطنطينية» عام 1888 بفتح القناة أمام حركة الملاحة لجميع الدول ودون تمييز، مرت بالكثير من الظروف الصعبة، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى غلق القناة أمام حركة الملاحة، وذلك في 5 مرات على مدار تاريخها كانت أطول مدة فيها، حينما أغلقت عقب عدوان يونيو 1967 لمدة 8 سنوات.

أول مرة خلال الثورة العرابية

المرة الأولى التي أغلقت فيها قناة السويس أمام حركة الملاحة وعبور السفن، كانت بعد افتتاح قناة السويس بـ 13 عام، وذلك في أعقاب الثورة العرابية في عام 1882، نتيجة الأحداث التي شهدتها البلاد والمقاومة العرابية لمنع الإحتلال الإنجليزي لمصر، حتى أنه وصلت للتهديد بردم مدخل قناة السويس لصد القوات البريطانية التي نفذت إلى مصر عبر بوابتها الشرقية، حتى توقفت حركة الملاحة في قناة السويس وقتها لمدة أسبوع كامل.

في الحرب العالمية الأولى

في كتاباته قال الكاتب والمستكشف الانجليزي «والتر رايلغه» والذي عاش في القرن السابع عشر قبل حفر قناة السويس مقولته الشهيرة: «من يحكم البحار يحكم التجارة، ومن يحكم التجارة العالمية يحكم ثروة العالم، وبناء على ذلك يحكم العالم بأسره» لذلك فقد كان لـ قناة السويس دور كبير في الحروب، حيث تم غلقها أول مرة بسبب الحروب في عام 1915 وفي الوقت الذي كانت فيه الحرب العالمية الأولى في أشدها، أغلقت قناة السويس في وجه حركة الملاحة لكن عملية غلقها كانت لمدة يوم واحد فقط في تلك المرة.


76 يوم في الحرب العالمية الثانية

أثناء الحرب العالمية الثانية والتي اندلعت ما بين عام 1939 - 1945 بين دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وبولندا ودول المحور ألمانيا وإيطاليا والنمسا وبلغاريا واليابان ورومانيا والمجر، والتي كانت من أخطر الحروب التي عرفتها البشرية وأكثرها دمارًا وقد شاركت فيها جيوش أكثر من 70 دولة وأكثر من 100 مليون جندي وكانت مصر كبقية دول المنطقة العربية مسرحًا للمعارك، أغلقت قناة السويس لمدة 76 يوما.

159 يوما بسبب العدوان الثلاثي

وعقب قرار تأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس جمال عبدالناصر من قلب ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية في 26 يوليو 1956 بتأميم القناة كشركة مساهمة مصرية، وهو القرار الذي لم ترضى عنه قوى الاحتلال التي كانت طامعة في ثروات مصر ناهبة لمواردها، مما كان سببا مباشرا للعدوان الثلاثي على مصر والذي شنته قوى الإحتلال (فرنسا وبريطانيا وإسرائيل) مما تسبب في تعطيل حركة الملاحة في قناة السويس وغلقها أمام حركة عبور السفن لمدة 159 يوما من 2 نوفمبر 1956 إلى 10 أبريل 1957.

8 سنوات تضرر فيها العالم أجمع

ولما كانت قناة السويس مطمعا لكل محتل منذ افتتاحها، تضررت القناة كثيرا عقب حرب يونيو 1967 وبعد الإحتلال الإسرائيلي لـ سيناء، وهو ما تسبب في توقف قناة السويس ومنع مرور السفن فيها لمدة 8 سنوات، بدأت من 5 يونيو 1967 إلى 4 يونيو 1975، وهي الفترة التي تكبد العالم فيها خسائر فادحة بسبب إغلاقها، مما اضطر السفن إلى اللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح والمرور حول إفريقيا والقارة العجوز، حتى افتتحها الرئيس أنور السادات في 5 يونيو 1975 بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثاني بين مصر وإسرائيل.