شيرين حمدي تكتب: قلب سليم

مريم جمال تكرس حياتها لرعاية الكلاب المشردة ..
تحت ذلك الخبر الذي عرض على إحدى القنوات الفضائية وفى فيديو لمدة دقيقتين... توقفت لأشاهد مريم التى تحاول أن تساعد كل حيوان (كلب) مشرد فى الشوارع ، تقف بسيارتها لتأخذ كل كلب ضال أو مشرد "وتتبناه إنسانيا".. تحتويها وتقوم بحضانتها ورعايتها..

فهى منذ طفولتها تربت على الرفق بالحيوان ومنذ سنوات ومع انتشار موجة العنف قررت أن لا تكتفى_ بمجرد العطف_ عليهم بل تكون سندا لهم ..لتنقذ أكثر من أربعمائة كلب مشرد.. فمن تدريس اللغة الفرنسية إلى التفرغ الدائم لحماية الكلاب التى لا حول ولا قوة لها.

وعلى العكس تماما خبر آخر يصاحب الخبر السابق وفى نفس التوقيت يثير ضجة فى مواقع التواصل الاجتماعى: أب يلقى بأولاده على السلم عندا فى زوجته .. وكأن الأمومة اندثرت والابوة ماتت .. فإلى أين نحن؟
فمع اول مشادة ترمى الام والاب أولادهما دون طعام وشراب فى حالة ومشهد غير آدمي ..

لا أبالغ حين أكتب مرارا وتكرارا منادية بالإنسانية فالكثير بالفعل يفتقرون لها ..
وليس هذا المشهد فحسب.. فكثيرا ما نسمع عن خلافات كان الضحايا الأبناء والذين لا ذنب ولا حول لهم فى كل هذا .. وحقيقة لا أعرف هل الخطأ يقع على الاختيار الخاطئ أم الظروف الاجتماعية والمحيطة ..لا أستطيع أن أشير بأصابع الاتهام الى بؤرة الخلافات ولكن .. ندعو كل من هو مقبل على الزواج أن يخلق وقتا وفترة زمنية كافية لدراسة الشخص الآخر فالحب وحده لا يكفى. 

وقبل السلام العاطفى لابد من السلام النفسي والتوافق الفكري والاجتماعى .. (وأن يكون هناك طرف لين) متسامح عطوف ..طرف يثمن التضحية .. طرف له قلب سليم .. وكأننا نناشد بالبحث عن الرحماء فى زمن قلت فيه الرحمة.