الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لإبعاد شبح الكارثة.. خياران لا ثالث لهما أمام أمريكا وإيران أحلاهما مُر

صدى البلد

أضرم محتجون إيرانيون النار في سيارات الشرطة في شيراز خلال مظاهرة ضد زيادة أسعار البنزين في 16 نوفمبر 2019، وتتوسع الاحتجاجات والمظاهرات في إيران حتى الان.

وعلى الرغم من الخطاب السلطوي الشديد للمتظاهرين، إلا أن المظاهرات من ناحية تطرح أيضًا التساؤلات حول الموقف الأمريكي الذي أكد دعمه للمظاهرات، وما طبيعة التحرك الذي قد تسير فيه أمريكا، وهل المظاهرات السبب الحقيقي لاهتمام واشنطن بطهران، وفق ما ذكرت منصة أوبن ديمكراسي.

رغم الخطاب الصارم المعادي لإيران الذي استخدمه الرئيس الامريكي دونالد ترامب في مناسبات عدة قبل وبعد انسحابه من جانب واحد من الصفقة النووية مع إيران في مايو 2018، يبدو أن الولايات المتحدة تفضل إبرام صفقة تفاوضية جديدة مع إيران بدلا من الخيار الأكثر تعقيدًا والمكلف بالسعي لتغيير النظام، والتي قد تكون المظاهرات المشتعلة حاليًا فرصة لأمريكا لممارسة ضغوط واسعة على إيران، إلا أنها خيار لايمكن التعويل عليه كثيرًا في ظل عدم وجود تنظيم للمتظاهرين، وعدم وجود أي وسائل بأيديهم لإجبار السلطات على الإستجابة لهم غير النزول في الشارع، وهو ما قد تواجهه السلطات بقمع وحشي وقتل الكثيرين.

ولهذا فرغم أهمية المظاهرات، إلا أن أمريكا ليس أمامها إلا سبيليين، إما الوصول لصيغة للتفاهم، أو تشديد العقوبات وتوجيه ضربة قوية للنظام.

وتظل آمال الولايات المتحدة في إجبار إيران على الذهاب لطاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولية محبطة، و تظل الحقيقة هي أنه رغم احتمالات أن تقوم المظاهرات بتحول في سير السياسية بطهران، إلا أن القمع الذي سبقت ومارسته إيران، قد يتوسع هذه المرة أيضًا ويقضي على الثورة الوليدة.

ويعد فشل الدول "4 + 1" (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) في تزويد إيران بالدعم الذي تحتاجه للتغلب على العقوبات الأمريكية، فإن هذا أجبر إيران على عكس بعض تعهداتها المتفق عليها بموجب خطة العمل المشتركة، إلى جانب تلميحات إلى أنها قد تنسحب كلية من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها في عام 1968.

أدى قرار استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو ، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، إلى استجابة جادة في شكل "بيان مشترك" من وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والممثل السامي للاتحاد الأوروبي، الذين حذروا إيران: من "إن تداعيات انتشار الأسلحة الخطيرة تتعارض مع الأحكام الواضحة الخاصة بـاتفاقية الشراكة".

وفي داخل المؤسسة الحاكمة في إيران، فقد عززت التهديدات من جانب الولايات المتحدة بسبب إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار و شن هجمات أخرى ضد منشآت النفط في السعودية الثقة بين المتشددين الإيرانيين الذين يعارضون أي نوع من التسوية حول القضية النووية. وصعودهم ، في هذا الوقت الذي تراجعت فيه مصداقية حكومة روحاني التي تفاوضت على الاتفاق في 2015، زاد من تعقيد الأمور ودفع إيران إلى اتباع مسار أكثر استفزازية.

ومع ذلك ، يشير الحساب البسيط إلى أنه على الرغم من أن إيران قد تكون قادرة على تحمل مختلف الضغوط الاقتصادية والسياسية في الأشهر التي تسبق الانتخابات الأمريكية ، فإن احتواء مثل هذه الضغوط على المدى الطويل ينطوي على مقامرة جادة قد لا يكون صانعو القرار الإيرانيون على استعداد للقيام بها.

ومن هنا ، وصلت كل من إيران والولايات المتحدة ، لأسباب منفصلة خاصة بهما ، إلى لحظة محورية حيث يمكنهم اختيار إما الوصول إلى شكل ما من أشكال التعامل بعقد "صفقة قابلة للتنفيذ"، أو زيادة تصعيد الأمور والوصول للخيار العسكري.