الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.أميرة رضا تكتب: الفجوة التكنولوجية بين المجتمع والنظام الجديد للتربية والتعليم

صدى البلد



كله تمام … كلمة اعتدنا سماعها حتى صارت جوفاء وعانينا منها كثيرًا حتى أصبحت تفهم بالمعنى المضاد، تجلى هذا الفهم والتشويش في النظام التربوي الجديد.



بين عشية وضحاها تم تفصيل نظام تعليمي جديد زعموا أنه تطوير للنظام القديم يهدف إلى النهوض بالمنظومة التعليمية ككل، وأنه يبدأ من حيث انتهى الآخرون وبمجرد البدء تعالت الأصوات المسايرة للركب بأن كله تمام.



كيف ذلك والمعلمين يجهلون النظام الجديد والكثير منهم بعيد كل البعد عن التكنولوجيا التي تم تطبيقها دون تمهيد أو إعداد كافي أو تأهيل بالقدر المعقول.



كيف ذلك وأولياء الأمور في وادي والمنظومة التعليمية الجديدة في وادي آخر، إلى جانب الطالب نفسه الذي وجد نفسه موضوعًا مجبرًا للتجريب في ظروف وبيئة غير مناسبة وغير مهيأ لها، لكن ذلك ليس بمهم فكله تمام.



صارت الفجوة التي كان من السهل واليسير تفادي حدوثها تتسع أكثر فأكثر بين النظام التعليمي الجديد وبين المعلمين وأولياء الأمور والطلاب، فقد كان من الممكن تفادي وزارة التربية والتعليم لحدوث هذه الفجوة باستخدامها للآليات التابعه لها وتسخيرها للأدوات والقنوات المساعدة لها بأن تنمي جذور ثقافة التكنولوجيا لدى المعلمين من خلال الأكاديمية المهنية للمعلم.


وكذلك تدعيم الثقة بين أولياء الأمور وبين التكنولوجيا المستخدمة في النظام الجديد عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ووالمكاتب التابعة للوزارة على مستوى الجمهورية والحوار المجتمعي البناء ، أما بالنسبة للطالب المجبور على أمره فإنه لا يعلم عن تكنولوجيا النظام التعليمي الجديد سوى أنه سوف يحصل على (تابلت) كيف يتعامل معه وما محتواه وكيف يتم تحديثه أو مجاراته فالطالب والكثير من المعلمين لا يعلمون عن ذلك شيئًا .. وفيما يهمنا ذلك "فكله تمام".


كيف حدث كل ذلك من دون تنسيق بين الوزارات المعنية في هذا المشروع القومي الذي دعمته من البداية القيادة السياسية وأعطت له الأولوية فكيف لم يتم التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والإعلام لكي يتم بث الثقافة التكنولوجية المطلوب تدعيمها حتى يفهمها ويستوعبها ولي الأمر والطالب ، كيف لم يتم عمل دورات تدريبية وورش عمل للمعلمين لشرح وتوضيح النقاط الغامضة والمشوشة لديهم بالنسبة للنظام التكنولوجي المستحدث.

كيف يتم تعميم نظام تعليمي تكنولوجي من دون عمل الحصر اللازم للبنية التحتية للمدارس والتأكد من توافر الإمكانات التي تدعم تطبيق النظام التكنولوجي المستحدث ، كان يمكن تلاشي حدوث هذا كله عن طريق قليل من الجهد وقليل من النفقات اللذان كان من المفترض توجيههما نحو توعية فئة محددة هي المستهدفة بتطبيق واستيعاب النظام التكنولوجي المستحدث.

-