صيام يوم الاثنين .. فضله ودرجاته وسبب حرص النبي عليه

فضل صيام يوم الإثنين
روى أحمد والترمذي، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس فأحبّ أن يعرض عملي وأنا صائم "، وروى مسلم عن أبي قتادة، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سئل عن صوم الإثنين فقال:" فيه ولدت، وفيه أنزل عليَّ ".

نذرت أن تصوم الاثنين والخميس ولم تستطع
إذا نذرت المرأة أن تصوم لله يومي الاثنين والخميس طوال حياتها، لكن زوجها منعها لتعبها الشديد؛ فعليها كفارة يمين، لأن الإنسان إذا لم يقدر على الوفاء بالنذر؛ تجب عليه الكفارة.

وما دام الزوج يرفض أن تصوم زوجته لتعبها الشديد، فعلى المرأة أن تطيع زوجها، فلا تصوم وعليها كفارة يمين؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَا يُطِيقُهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» (السنن الكبرى للبيهقي).

صيام يوم الإثنين إذا وافق يوم الشك
صيام يوم الاثنين والخميس لا يختص برجب أو شعبان، بل هو مندوب في أشهر السنة، و لا حرج على من اعتاد صيامهما في سائر السنة أن يصومهما في آخر شعبان، حتى ولو وافق أحدهما يوم الشك، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه" متفق عليه.

النبي احتفل بمولده بصيام يوم الاثنين
الاحتفال بذكرى مولده صلي الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب له صلي الله عليه وسلم، ومحبَّة النبي صلي الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان.

والرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أول من احتفل بمولده، فكان «يصَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، فلما سئل عن السبب فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ»، والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحتفل بمولد النبي موسى -عليه السلام-.

الصوم لا ينتهي بانقضاء شهر رمضان
مواسم الخير لا تنقطع، والصوم لا ينتهي بانقضاء شهر رمضان المبارك، ولهذا حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صيام ست أيام من شوال -الستة البيض-، وبين عظيم فضلها ، وأن الصائم لها يستكمل بها صوم الدهر.

درجات الصوم
للصوم ثلاث درجات وهما صوم العوام، وصوم الخواص، وصوم خواص الخواص.

وصوم العوام: فهو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج، مع إرسال الجوارح في الزلات، وإهمال القلب في الغفلات، وصاحب هذا الصوم ليس له من صومه إلا الجوع، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وصوم الخواص: فهو إمساك الجوارح كلها عن الفضول، وهو كل ما يشغل العبد عن الوصول، وحاصله: حفظ الجوارح الظاهرة والباطنة عن الاشتغال بما لا يعني، وأما صوم خواص الخواص: فهو حفظ القلب عن الالتفات لغير الرب.