في الذكرى الخامسة لمبايعته ملكا.. ماذا قدم سلمان بن عبدالعزيز للسعودية؟

تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الأولى في العالم التي تحافظ على البيعة للحكام على شكلها الأول منذ آلاف السنين، وتعتبر بيعة السعوديين للملك سلمان حاكما خلفا لأخيه العاهل الراحل الملك عبدالله هي آخر بيعة شهدتها المملكة والأراضي الحجازية وتحل ذكراها حاليا وتم تجديدها في 3 ربيع الآخر، أمس السبت.

ولايته للعهد
قضى الملك سلمان أكثر من عامين ونصف العام في عهد أخيه الملك عبدالله وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء؛ عقب أمر ملكي بتعيينه في 18 يونيو 2012م.

وبقي الملك سلمان في منصبه وزيرًا للدفاع، وهو المنصب الذي عُيّن فيه في 5 نوفمبر 2011م، وقبل ذلك كان الملك سلمان أميرًا لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عامًا.

عهد الملك سلمان
قبل 5 سنوات وتحديدا في 3 من جمادى الاخرة 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م بايع السعوديون الملك سلمان خلفا لأخيه ومنذ ذلك التاريخ شهدت المملكة العديد من التحولات على جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها، وكانت أهمها أيضا التحولات السياسية في توازنات المنطقة منذ سنين مضت، وقد قامت المملكة بتقديم تعاون آخر مع دولة الإمارات بالوقوف للتصدي لتحويل دولة اليمن إلى مركزًا للميليشيات الإرهابية، كما أنها وقفت بقوة ضد كل الهجمات العسكرية التي نالتها.

اقرأ أيضا
إنجازات الملك سلمان
وتأتي في مقدمة إنجازات الملك سلمان منذ توليه الحكم في المملكة ما شهدته الدولة على مستوى السياسة الخارجية، حيث شجع الاستثمار الخارجي، واتخذ مواقف إيجابية تجاه تحقيق السلام الخارجي.

وفي عهده، شاركت السعودية بشكل كبير في تقديم الدعم والرعاية لدول الجوار، فضلا عن الدعم الدعم غير المحدود لقضايا المسلمين في المحافل الدولية، وأيضا إيلاء المملكة اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية ووضعها على رأس القضايا التي تدفع بها في المحافل الدولية، وأكَّدت الرياض في كل مناسبة عربية أو دولية وخاصة بالأمم المتحدة، على أن قضية فلسطين هي القضية الأولى للعرب، كما أعلن الملك سلمان تقديم 200 مليون دولار دعمًا لفلسطين.

 دبلوماسية أقوى
عززت المملكة علاقاتها مع دول الجوار، في الخليج والمحيط العربي ولا سيما مع مصر، إذ تعتبر العلاقات المصرية السعودية من أهم وأقوى العلاقات في المنطقة العربية والشرق الأوسط؛ نظرًا للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها الدولتان.

كما دعم الملك سلمان منذ توليه دبلوماسية المملكة لتكون فاعلة استنادا لمكانة الدولة السعودية وتشعب علاقاتها واستنادا لعددٍ غير مسبوق من الدول التي تتشارك مع الرياض في الرؤية والموقف.

ولعل أهم دليل على قوة دبلوماسية المملكة خلال الـ 5 سنوات منذ بيعة الملك سلمان: نفَّذ عددًا من الزيارات الخارجية، أبرزها إلى ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين والمالديف وسلطنة بروناي، فضلا عن الزيارات التي شهدت زخما كبيرا إلى مصر والأردن، والإمارات، وروسيا.

ومن أجل علاقات أقوى مع الدول المحيطة، نجح الملك سلمان، في إعلان تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، الذي يضم كلًا من الأردن ومصر والسودان وجيبوتي والصومال واليمن، إلى جانب السعودية.

اقتصاد قوى
كما نفذت السعودية في عهد سلمان "عددًا قياسيًا من الإصلاحات" في عامٍ واحد على حد تعبير مجموعة البنك الدولي التي صنفت السعودية من بين أفضل 20 بلدًا إصلاحيًا في العالم، والثانية من بين أفضل البلدان ذات الدخل المرتفع ودول مجموعة العشرين من حيث تنفيذ إصلاحات تحسين مناخ الأعمال.

كما شهدت المملكة في عهده خفض أسعار النفط.

الرياض مركز صُنع القرار
تحولت العاصمة السعودية في عهد الملك سلمان إلى مدينة رئيسية لصنع القرار ليس في المملكة فحسب بل أيضا على مستوى الخليج والمحيط العربي والإسلامي؛ ففي عهد الملك سلمان، احتضنت عددًا من القمم الدولية والعربية والإسلامية، كما شهدت زيارات على مستوى عالمي رفيع، أبرزها زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرياض، في أول زيارة رسمية خارجية له؛ منذ تسلّمه منصبه في يناير الماضي.

وعُقدت خلال زيارة ترامب الرياض ثلاث قمم، هي القمة السعودية- الأمريكية، القمة الأمريكية- الخليجية، والقمة الأمريكية- العربية والإسلامية، شارك فيها زعماء وقادة 55 من الدول العربية والإسلامية.

سلمان ملك العزم
اعتمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، استراتيجية العزم بين السعودية والإمارات؛ بهدف خلق نموذج استثنائي للتكامل والتعاون بين البلدين، وأمر الملك سلمان ببدء عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين باليمن عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في اليمن.

مجموعة العشرين
وخلال فترة حكم الملك سلمان، شاركت السعودية في قمة العشرين بدول الأرجنتين، ألمانيا، تركيا، الصين، واليابان، وتسلمت المملكة رئاسة القمة في 1 ديسمبر 2019، وسوف تعقد في 21-22 نوفمبر 2020 في مدينة الرياض في السعودية، وستكون هذه أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها السعودية. وثاني قمة لمجموعة العشرين تستضيفها منطقة الشرق الأوسط.

وصرح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن المملكة تلتزم خلال رئاستها للمجموعة بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا وتعزيز التوافق العالمي، والتعاون مع شركاء المجموعة للتصدي لتحديات المستقبل.

إدارة الملك عبدالعزيز
كما وثق الملك سلمان لتاريخ المملكة الحديث حيث افتتح المؤتمر العالمي حول التاريخ الخاص بالملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بجانب الاتفاق على إنشاء مشاريع جامعية جديدة ومنشآت تعليمية خاصة في المدينة الجامعية بالرياض؛ بتكلفة تتعدى حاجز 3 مليارات ريال.

لقد لمس السعوديون تحسنًا كبيرًا، خلال فترة حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.

توسعة الحرمين
وكانت تلك المهمة على رأس عددٍ من المشاريع القومية السعودية منذ 2015، وأهمها خمسة مشروعات خاصة بتوسعة المسجد الحرام في مرحلته الثالثة، ومشاريع توسعة الحرم النبوي الشريف، ودرب السنة.

مشروع دار الهجرة
يُعد تدشين العمل في مشروع دار الهجرة، من أكبر المشروعات السكنية والفندقية والتجارية في المملكة العربية السعودية.

ويتضمن المشروع 20 برجًا إداريًا، و80 برجًا سكنيًا، وما يفوق 80 فندقًا لتوفير 40000 غرفة للحجاج، علاوة على مكاتب حكومية، وإدارية، وتجارية قادرة على استيعاب 31000 موظف، ومستشفى يضم 400 سرير، ومحطة ترانزيت ضخمة.

مدن صناعية
أسس الملك سلمان مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، بجانب تطوير وتنمية قطاع البتروكيماويات في مدينة رأس الخير الصناعية.

كما تم إنشاء مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة، الذي يستوعب 8 ملايين مسافر في العام الواحد، ومن المقرر أن يستوعب المطار في مرحلته الثانية 18 مليون مسافر، ومرحلته الثالثة والأخيرة 40 مليون مسافر.

العلاج على نفقة الدولة
أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، قرارًا بعلاج السعوديين ممن يتعالجون في الولايات المتحدة الأمريكية من أمراض مزمنة على نفقة الدولة.

كما شهدت السنوات الماضية، افتتاح مشروع حي البجيري في منطقة الدرعية بشمال مدينة الرياض، الهادف لتطوير حي البجيري، الذي كان مقر سكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والذي يشمل عدة عناصر، من أبرزها المؤسسة الثقافية للشيخ محمد بن عبدالوهاب.

معرض الفهد روح القيادة
تم افتتاح معرض الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي أُطلق عليه اسم «الفهد روح القيادة»، ويتضمن مقتنيات الملك فهد، ويستعرض مسيرته وإنجازاته، والأوسمة التي حاز عليها، ويتضمن توثيقًا لذلك بالصور والأفلام الوثائقية.

كما تم افتتاح المؤتمر العالمي الثاني حول تاريخ الملك عبدالعزيز المؤسس؛ حيث تم إقرار تخصيص ثلاثة مليارات ريال من قيمة الميزانية العامة للدولة للمشاريع الجامعية التنموية.

وشهدت المملكة أيضًا، إنشاء متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام؛ بالتعاون مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت الألمانية؛ بهدف إبراز إنجازات علماء المسلمين في العصر الذهبي للإسلام الممتد من القرن الثاني إلى القرن الحادي عشر هجريًا، إذ يستعرض إنجازات هؤلاء العلماء، ومدى تأثيرها على التقدم العلمي في العصر الحديث.

ولم تتوقف الإنجازات الداخلية للملك سلمان عند ذلك، فقد سجَّل بمشروع «قطار الحرمين» إنجازًا كبيرًا في دولة مترامية الأطراف، خاصة ما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، ما أسهم في تقليل مسافة الرحلة للحجاج والمعتمرين بشكل كبير.

المرأة السعودية
كما نالت المرأة في المملكة العربية السعودية، العديد من الحقوق التي كانت تفتقدها من قبل حيث سمحت السلطات السعودية لأول مرة للنساء بالمشاركة في الحياة السياسية، إضافة إلى منحهن الحق في استصدار رخصة لقيادة السيارات، بجانب التواجد في الحياة من خلال العديد من من فرص العمل التي أتيحت لها، كما حظيت أيضا بنيل الخدمات دون شرط موافقة ولي الأمر، وكذا منحت حق المشاركة في مبايعة الملك سلمان.

رؤية المملكة 2030
كما أطلقت المملكة العربية السعودية برنامج التحوّل الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، التي تستهدف تحقيق أهداف محددة للغاية تشهدها كل دول العالم، وصفها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأنها خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمة طموحة.

وقال ولي العهد عن رؤية المملكة 2030، إنها تعبِّر عن أهداف وآمال على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة للسعودية، وترسم تطلعاتها نحو مرحلة تنموية جديدة؛ غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم، وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر.

إنجازات تعليمية
في مجال التعليم، شهدت الفترة السابقة من عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، إصدار أمر ملكي بضم المبتعثين بالخارج على نفقتهم الخاصة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للبعثات الخارجية.

كما أطلق خادم الحرمين الشريفين، العديد من المبادرات النوعية لتطوير التعليم الجامعي، وإطلاق برنامج «وظيفتك وبعثتك» للابتعاث لأهم الجامعات بالدول المتقدمة، وتوفير وظائف للمبتعثين بعد عودتهم.

وتم تطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات والمنشآت التعليمية؛ بزيادة مساحتها وقدرتها الاستيعابية، وتلبية متطلبات العملية التعليمية بها لتحسين أدائها العام.

وشهد التعليم نقلة كبيرة باستثمار التقنية في تطوير التعليم، وذلك من خلال طرق مختلفة، منها نشر تطبيقات التعلم الإلكتروني، والتعلم عن بُعد.

أهم قراراته
- دمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة باسم وزارة التعليم.
- السماح بقيادة النساء للسيارات للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
- أمر بفتح دور السينما في جميع مدن المملكة.
- أمر بتطبيق ضريبة القيمة المضافة 5% على جميع المشروبات والمطاعم والأسواق وتذاكر الطيران المحلية وشراء العقارات والسيارات.
- دمج وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية في وزارة واحدة باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
- إلغاء العديد من الهيئات والمجالس مثل المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للإعلام والمجلس الأعلى للأمن الوطني.
- شن عملية عسكرية كبيرة ضد جماعة الحوثيين باسم عاصفة الحزم ومن ثم تبعتها عملية إعادة الأمل.
- قام بتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وليًا لولي العهد ويكون بهذا أول من وضع أفراد الجيل الثالث على طريق العرش.
- قام بقبول استقالة ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز من منصبه في حادثة هي الأولِى من نوعها منذ تنازل الأمير محمد بن عبد العزيز عن منصب ولي العهد في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز.
- قام بقبول استقالة الأمير سعود الفيصل من منصبه كوزير للخارجية لظروفه الصحية بعد أن امضى في المنصب قُرابة 40 عامًا.
تأسيس المجلس الأعلى لأرامكو السعودية.
- مشاركة النساء السعوديات لأول مرة في تاريخ الدولة في العملية الانتخابية عن طريق مشاركتهن في انتخابات المجالس البلدية.
- انشاء مجمع باسم مجمع الملك سلمان لطباعة الحديث الشريف.
- استضافة مؤتمر للمعارضة السورية بالرياض.
- تنفيذ حكم الإعدام في 47 شخصا أبرزهم فارس آل شويل منظر القاعدة ورجل الدين الشيعي نمر النمر.
- قام بقطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران وأبلغت الخارجية السعودية البعثة الدبلوماسية الإيرانية المتواجدة على أراضيها ضرورة مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
- اتخذت عدة دول عربية قرارات مشابهة حيث استدعت كل من قطر والكويت سفراءها بينما خفضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي وقطعت السودان وجيبوتي والبحرين العلاقات.