الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسئول غير مسئول


يتألق بعض مسئولي الحكومة في أداء خطبة إعلامية عصماء خلال مؤتمر صحفي، غير مبالين بأهمية الكلمة وأثرها على المواطن و كيف يستغلها المتربصون بالدولة ؛ حيث تجد المسئول أمام الصحفيين وكاميرات الإعلام المرئي نجم الصف الأول و قد أباح لنفسه الخروج عن النص - متناسيا كونه موظفا لدى الشعب وراعي مصالح المواطن - ليتحدث عن سوء سلوك المواطن وأسلوب المواطن غير اللائق في تلقي خدمات الدولة ثم (يهبد الإفيه) لا يتورع في أن يكون سلوك وأسلوب المواطن محل سخرية خلال الخطبة الإعلامية العصماء ليثير ابتسامة الحضور في مشهد تمثيلي رائع يخطف الأبصار والأذهان.

للأسف يصر بعض المسئولين على التعامل بفوقية غير مسئولة خلال استعراض (فضلهم وإحسانهم) على المواطن فيقول إن المواطن يحصل على خدمات من الحكومة ولا يشكر أبدا، بل يتطلع إلى المزيد من الارتقاء بهذه الخدمات دون حرج بل وهو متأنعر (المواطن).

و لم يعد غريبا أن نجد وزيرا لا يخجل خلال حديثه من السخرية من فقراء هذا الشعب مستغلا احتياجهم لخدمات وزارته فتارة يصرح بأن وزارته تتعامل مع المواطن بمنتهى الإحسان وتارة يرد على مطالب المواطن بأنه مواطن متأنعر وكأنه يجب على المواطن أن يقبل ما تقوم به وزارته من إحسان بمنتهى الشكر والرضا دون (أنعرة) طبعا.

و أخرى  يخرج على المواطن بتصريحات غير دقيقة ليعلن توقيتات غير مدروسة عن خدمات جديدة للمواطن وينتظر المواطن تنفيذ تلك الوعود دون جدوى حيث لا تقدم الخدمة ،  و يعاود  الوزير الخروج مرات أخرى وفي مؤتمرات صحفية علنية ليصدر تصريحات جديدة غير دقيقة لا يراها المواطن على أرض الواقع و مع التكرار مرات عديدة يفقد المواطن الثقة في الحكومة كلها ويضيع الوزير بهذا إيجابيات كثيرة تتحقق على أرض الواقع.

لست في حل أن ألوم مسئولا أو أطرح رؤية للحوار الإعلامي بين المسئول والمواطنين لينتهجه أي مسئول، ولكن أستطيع أن أقدم نصيحة للمسئول بأن يتعامل خلال الحوارات واللقاءات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية بإعتباره مقدم خدمة والمواطن عميل مهم لديه ، يجب التعامل معه وفقا لمعايير وقوانين الخدمة بأسلوب لائق وروية وصبر وخصوصا مع الشريحة التي تحتاج مساندة الدولة.

المواطن الصابر خلال مرحلة البناء ينتظر المزيد والمزيد نظير صبره ولديه آمال عريضة طرحتها الدولة عليه وتسعى لتحقيقها، فلا تقتلوا هذه الآمال بكلمات غير مسئولة ولا تجعلوه مادة للسخرية في مؤتمراتكم ولقاءاتكم الإعلامية، فإن أكبر رأس في الدولة لا يخجل في أن يقبل يد سيدة عجوز أو رأس طفل وطفلة، فلماذا (الأنعرة) يا معالي الوزير.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط