قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جون الغاز واجع أردوغان وتميم.. يبحثان عن موطئ قدم في البحر المتوسط.. ترسيم الحدود مع اليونان الضربة القادمة.. ووأد أطماعهما في ليبيا سيكون النهاية الحتمية لجنونهما.. ومصر تتصدى لتطلعات الخونة والجبناء

سفينة تركية في طريقها لليبيا بعد توقيفها من قبل اليونانيين
سفينة تركية في طريقها لليبيا بعد توقيفها من قبل اليونانيين

الرئيس السيسي:
* مصر تدعم الجيش الوطني الليبي.. ولن تتخلى عنه
* حريصون على التوصل إلى اتفاق مع اليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية

خبراء:
* أردوغان سيواجه تحالف منتجي الغاز في البحر المتوسط بتدخله في ليبيا
* وصول أول شحنة من الغاز الإسرائيلي إلى مصر الشهر المقبل أحبط مخططاته


طلبت تركيا هذا الأسبوع التفاوض مع إسرائيل لإنشاء خط أنابيب يمر عبر تركيا لنقل الغاز الى أوروبا، في نفس اليوم الذي تم فيه تشغيل مصنع إدكو بالقرب من مدينة دمياط لإسالة الغاز بكامل طاقته لأول مرة منذ عام 2011، في محاولة من أردوغان للحاق بركب غاز شرق المتوسط.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر حريصة على التوصل إلى اتفاق مع اليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية المشتركة، وأضاف: "كانت الأمور تسير بشكل جيد ولكن حدث تغيير في الحكومة اليونانية ونحرص على تفعيل الاتفاق مرة أخرى".

وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الاثنين عن ملف سد النهضة وعدد من القضايا الإقليمية خلال منتدى شباب العالم المنعقد بمدينة شرم الشيخ، وناقش الرئيس السيسي خلال لقائه مع عدد من الصحفيين والإعلاميين الأجانب ضمن فعاليات منتدى شباب العالم.

وأعطى وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أمس الاثنين الضوء الأخضر لبدء تصدير الغاز الطبيعي من حقلي ليفياثان وتمار الواقعين في إسرائيل إلى مصر، ما يمهد الطريق لوصول أول شحنة من الغاز الإسرائيلي إلى مصر الشهر المقبل، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست. ووصف شتاينتس الاتفاقية الموقعة مع مصر والبالغة قيمتها 19.5 مليار دولار بأنها "أهم مشروع للتعاون الاقتصادي بين البلدين منذ إبرامهما اتفاق السلام عام 1979".

وتنص الاتفاقية على التزام تل أبيب بتصدير 85.3 مليار متر مكعب إلى مصر خلال 15 عاما، بواقع 60 مليار متر مكعب من حقل ليفياثان، و25.3 مليار متر مكعب من حقل تمار.

وبعد نزاع دام 7 سنوات وافقت شركة كهرباء إسرائيل على تخفيض التعويض المقدم من شركات الغاز المصرية إلى 500 مليون دولار بدلا من 1.76 مليار دولار، والذي أقرته غرفة التجارة الدولية في 2015 نتيجة توقف تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل ما بين 2011 و2013، حسبما ذكر موقع جويش برس.

وستقوم الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) بسداد التعويض خلال 8 سنوات ونصف. كما ستقوم شركة كهرباء إسرائيل بالتنازل عن جميع الحقوق الناشئة عن الحكم. كانت مصر قد تقدمت بطعن على حكم غرفة التجارة الدولية، واشترطت تخفيض التعويض قبل المضي في اتفاق استيراد الغاز من إسرائيل. واقترحت مصر في يونيو الماضي تخفيض التعويض وموافقة "كهرباء إسرائيل" لاحقا.

دعم مصري للجيش الوطني الليبي
وفيما يتعلق بالنزاع القائم مع إثيوبيا حول سد النهضة، قال السيسي إن مصر لا تريد إنفاق مواردها على الحروب بل على التنمية والإعمار، في إشارة إلى تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أكتوبر الماضي بأن الخيار العسكري مطروح على الطاولة إذا حاولت مصر منع بلاده من استكمال إنشاء السد.

وجاءت تصريحات الرئيس قبل أيام قليلة من الجولة الجديدة من المفاوضات الفنية الخاصة بسد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، والمقرر أن تستضيفها العاصمة السودانية الخرطوم نهاية الأسبوع.

من ناحية أخرى، انتقد السيسي التدخل الخارجي في الأزمات التي تعاني منها المنطقة حاليا، قائلا إن "مشكلة المنطقة خلال العشر سنوات الأخيرة تتمثل في التدخل الخارجي في شؤون الدول"، ضاربا المثل بما حدث في ليبيا وسوريا. وقال إن "مصر تدعم الجيش الوطني الليبي، ولن تتخلى عنه".

الغاز الليبي
ويمثل الغاز الليبى 85% من ثروات ليبيا وهو منافس قوى لـــــقطر، لقربه من معامل الإسالة فى مصر وسهولة توصيله لأوروبا وبذلك لن تجد قطر مكانا لتصريف المنتج الرئيسي الذي يعتمد عيله اقتصاد الدوحة.

وتتقاسم قطر وإيران أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم الذي يطلق عليه "بارس الجنوبي- القُبة الشمالية" الذي يمتد في المياه الإقليمية لكلا الدولتين ولكن يبدو أنهما لن يجدا من يشتري الإنتاج خاصة في ظل قرب مصر من أوروبا.

وبالتأكيد ستكون ليبيا سبب نهاية ولاية أردوغان فتركيا الآن متورطة على أكثر من ساحة خاصة الجبهة السورية. وربما من مصلحة الجميع أن يتم دفع أردوغان لطرابلس كي يلقن درس لن ينساه. طريق الإمداد من الدول المجاورة لليبيا سهل على البر لكن طريق الإمداد من تركيا صعب ويستلزم عبور إجواء ومياه اليونان.

خطوات مصرية لإنشاء محور طاقة جديد

وتسعى مصر لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي ليصل إلى 8 مليارات قدم مكعبة يوميا خلال العام المالي المقبل 2021/2020، حسبما صرح مصدر بوزارة البترول. وتنتج البلاد حاليا 7 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميا بفائض 1.3 مليار عن حاجة البلاد، وهو ما يجري تصديره بالكامل إلى الأردن من مصنع الإسالة بإدكو عبر خط الغاز المصري الأردني.

ومصر فى نفس الوقت أصدرت قانون تجارة الغاز الطبيعى لتسهيل مهمة تحويل البلاد إلى مركز رئيسى للطاقة (تسهيلات موجودة.. قرب من أوروبا.. وضع سياسى مستقر) وبالتالى أصبح من الأسهل تجميع الغاز كله من مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وليبيا فى مصانع الإسالة فى مصر وإرسالها إلى أوروبا.

اقرأ أيضا:

كما أن مصر تمتلك مصانع للإسالة منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك وكانت تعانى من نقص الغاز وتوقف مصنعي الإسالة بالكامل،
وأعلنت مصر في 2015 عن اكتشاف حقل ظهر، وباحتياطى يبلغ 820 مليار متر مكعب وبتركيز من الكبريت قليل وهو ما يعتبر حلم حقيقى ومع الوعد بالاحتياطيات الكبرى الأكثر كان لابد من ترسيم الحدود مع اليونان وقبرص لجذب الشركات الأجنبية للبحث فى مناطق المياه الاقتصادية لمصر.

والغاز المصري بالنسبة لأوروبا يعتبر أرخص وأقرب من الغاز القطرى والأذرى وسيحقق مكاسب لمصر اقتصادية من إسالة غاز الدول الأخرى، وأيضا من نقل الغاز عبر الأنابيب + أجر الإسالة+ أجر التصدير من موانئ دمياط وإدكو، إضافة إلى توافر الغاز داخل مصر طول الوقت وتحقيق مكاسب جيوسياسية بالشراكة مع أوروبا والدول المصدرة للغاز في المنطقة.

القصة والجون والغل القطري التركي
ظهرت مشكلة اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، حيث كانت روسيا تستخدم الغاز سياسيا في الضغط على الدول المستوردة، وتم التفكير فى إنشاء خط نابوكو بين أذربيجان وأوروبا عبر تركيا لمواجهة خط "ساوث ستريم" الروسي وفى نفس تم الوقت التفكير في إنشاء الخط الإيرانى- أيضا- عبر العراق وسوريا لنقل الغاز الى أوروبا التى تعتمد فى 40 % على الغاز الروسي، ولأن الصداقة الروسية السورية مستمرة منذ عقود رفضت سوريا أن يمر هذا الخط على أراضيها وبالتالي دفع النظام والشعب السوري الثمن وبتمويل قطري للعناصر الإرهابية ودور تركي في السماح لهذه العناصر بالمرور عبر أراضيها لسوريا.

وكانت شركة "shell" قد أعلنت في عام 2004 عن اكتشافات هائلة ستغير من الخريطة الاقتصادية للشرق الأوسط، إلا أنها انسحبت بشكل مفاجئ في 2010 بحجة عمق المياه رغم امتلاكها لتقنيات الحفر في الأعماق السحيقة.

في ذات العام بدأت تتوسع رقعة الاكتشافات حين قامت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بالبحث في المنطقة، وأكدت أن المثلث البحري بين فلسطين وسوريا وقبرص قد يحوي على 3.45 "ترليون متر مكعب" من الغاز الطبيعي، وأن سوريا تتمتع بالحصة الأكبر من هذا الاحتياطي.

وفى منتصف العقد الأول من الألفية الثانية أعلن سامح فهمي، وزير البترول وقتها عن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز فى مصر. وتم إنشاء مصنعين لإسالة الغاز كل منهما يعمل بتكنولوجيا مختلفة. وفى عام 2010 أعلنت إسرائيل عن اكتشاف حقل ليفاثيان وباحتياطى بلغ 520 مليار متر مكعب وبدأت فى استخراجه بجانب حقل تمارا.

وتعود قصة الاكتشافات إلى نهاية الألفية الثانية، حين أعلنت "British Gas" عن كشفها لحقل غاز قبالة سواحل غزة باحتياطي 1.4 "ترليون قدم مكعب"، وانسحبت منه فيما بعد، بسبب مضايقات الاحتلال الاسرائيلي. شكّل ذلك الكشف شرارة البداية في حوض المتوسط.

إرهاصات تركية
ونشرت القوات التركية طائرات مسيرة مسلحة في الجزء المحتل من قبرص في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في شرق المتوسط حول أعمال التنقيب عن النفط والغاز، وهو ما يأتي أيضا عقب الإعلان عن توقيع اتفاقية بين تركيا وليبيا لترسيم الحدود البحرية بينهما.

ويخطط إردوغان أيضا لنشر قوات تركية في ليبيا، وهو ما يراه خبراء بأنه يعد محاولة لمواجهة تحالف منتجي الغاز في البحر المتوسط والذي يضم قبرص واليونان ومصر والأردن وفلسطين وإسرائيل وإيطاليا، والذي يهدف إلى تكوين منتدى غاز شرق المتوسط وتنظيم حقوق استكشاف الغاز الطبيعي بالمنطقة.