الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد واقعة المطرية.. هل يجوز قتل الكلاب الضالة؟ الإفتاء ترد

بعد قتل كلب المطرية
بعد قتل كلب المطرية ..هل يجوز قتل الكلاب الضالة ؟

كثرت التساؤلات حول حكم قتل الحيوانات، وذلك بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أمس، الاثنين، مقطع فيديو وصورا لمجموعة شباب وهم يعذبون كلبا ويقطعونه بالساطور حتى الموت بالمطرية.

ونستعرض في السطور التالية عددا من التساؤلات، والإجابات عنها بإيجاز من خلاصة أقوال الفقهاء والعلماء..

فى البداية.. متى يجوز شرعا قتل الكلب؟
يجوز قتل الكلاب إذا كانت عاقرة فقط، أى إذا أحدث ضررا بالناس، وما عدا ذلك لا يجوز، فقد يمتلك الناس كلابا من أجل الحراسة أو الترفيه أو ما إلى ذلك، وقد تسبب عداوة مع الأشخاص إذا قمنا بقتلها وهى في حوزتهم.

الرفق بالحيوان
ينبغي الحذر في التعامل مع الحيوان، وذلك نوع من أنواع استرداد الإنسانية.

وينبغي الابتعاد كل البُعد عن قتل الحيوانات، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأذن إلا بقتل الكلب العقور، وليس معنى ذلك ترك القطط تؤذي الناس، ولكن ينبغي الأخذ بكل أسباب الحفاظ على حياة الحيوان والابتعاد عن كل أذى للحيوان.

ويجوز قتل الحيوانات المؤذية التى تضر بالإنسان ضررا شديدا ولا يمكن دفع الضرر، فيجوز قتلها من باب الضرورة، يقول سبحانه وتعالى "فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ"، إلا أنه علينا أن نأخذ جميع الوسائل التى يمكننا تفادى الضرر بها، بأن نأخذها لمكان بعيد أو نتصل بالجهات المختصة، فإذا لم يكن هناك أى وسيلة والضرر موجود ومحقق فالضرر يزال بقتلها.

كيفية التعامل مع الكلب المؤذي؟
لا يجوز لأي شخص أن يقتل كل حيوان يؤذيه، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ»، كما أخبرنا عن رجل دخل الجنة في كلب، وامرأة دخلت النار في هرة حبستها، وإنما نحاول منع أذى الحيوان بكل الوسائل، بمنعه من الدخول أو الاتصال بجمعيات الرفق بالحيوان.

حكم قتل القطط؟
القطط والحيوانات كائن حي له الحق في الحياة، ولا ينبغي المساس به إلا إذا كان هناك ضرر مؤكد ولا يزول إلا بقتله، ومن الأحرى حبسه.

والشريعة الإسلامية أقرت بضرورة الرفق بالحيوان حتى مع الكلب، كما جاء في الحث على الإحسان الشامل للحيوان وسواه كقوله تعالى: «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ» وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وأصحاب السنن: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».

كما تلقت دار الإفتاء سؤالا يقول صاحبه: "هل يجوز قتل الكلاب التي تهلك الحرث؟".

وأجابت الدار خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، أنه لا يجوز قتل الحيوانات الضالَّة إلَّا ما تحقق ضرره منها؛ كأن تهدِّد أمن المجتمع وسلامة المواطنين، بشرط أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لكفِّ أذاها وضررها، مع مراعاة الإحسان في قتلها.

هل يجوز قتل الكلاب والحيوانات الضالة بالسم؟
لا يجوز قتل الحيوانات الضالَّة إلَّا ما تحقق ضرره منها؛ كأن تهدِّد أمن المجتمع وسلامة المواطنين، بشرط أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لكفِّ أذاها وضررها.

وقالت دار الإفتاء، إنه لا يجوز قتل الحيوانات الضالَّة إلَّا ما تحقق ضرره منها، مع مراعاة الإحسان في قتلها؛ فلا تُقتَل بطريقة فيها تعذيب لها، ومع الأخذ في الاعتبار أن الأَولى هو اللجوء إلى جمعها في أماكن مخصصة استنقاذًا لها مِن عذاب الجوع حتى تستريح بالموت أو الاقتناء.

اقرأ أيضاً 

حكم قتل الكلاب الضالة
حسم الأزهر الشريف، الجدل في حكم قتل الكلاب الضالة، مؤكدًا أنه لا يجوز قتل الكلاب أو غيرها من الحيوانات الضالَّة إلَّا إذا تحقَّق ضررها.

وأضاف الأزهر في إجابته عن سؤال: «ما حكم قتل الكلاب الضّالة؟»، أن الشريعة تنظر إلى الحيوان نظرة واقعيَّة؛ ترتكز على أهمِّيَّته في الحياة، ونفعه للإنسان، ونصّ القرآنُ الكريم على تكريم الحيوان، وبيان مكانته ونفعه للإنسان.

واستدل بقول الله تعالى: «وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ*وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ» النحل: (5: 7).

وتابع: "ولذلك فالأصل هو الإحسان للحيوانات، ومِن ثمَّ فلا يجوز قتل الكلاب أو غيرها من الحيوانات الضالَّة إلَّا إذا تحقَّق ضررها؛ كأن تهدِّد أمن المجتمع وسلامة المواطنين، بشرط أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لكفِّ أذاها وضررها، مع مراعاة الإحسان في قتلها؛ فلا تُقتَل بطريقة فيها تعذيب لها، ومع الأخذ في الاعتبار أن الأَولى هو اللجوء إلى جمعها في أماكن مخصصة استنقاذًا لها مِن عذاب الجوع حتى تستريح بالموت أو الاقتناء".

حكم قتل القطط والكلاب المتوحشة بالسم
قال الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه ينبغي الحذر في التعامل مع الحيوان، حيث إنه نوع من أنواع استرداد الإنسانية.

وأضاف عبد السميع، فى إجابته عن سؤال «ما حكم قتل القطط والكلاب المؤذية بالسم؟»، أنه ليس مضطرًا لسمهم، وإنما يمكنه الاتصال بإحدى جمعيات الرفق بالحيوان.

وأشار إلى أنه ينبغي الابتعاد كل البُعد عن قتل الحيوانات، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأذن إلا بقتل الكلب العقور، منوهًا إلى أنه ليس معنى ذلك ترك القطط تؤذي الناس، ولكن ينبغي الأخذ بكل أسباب الحفاظ على حياة الحيوان والابتعاد عن كل أذى للحيوان.

وتابع: "فلا يجوز لأي شخص أن يقتل كل حيوان يؤذيه، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ»".

عقوبة عدم الرفق بالحيوان
وغلظ الإسلام عقوبة عدم الرفق بالحيوان لتصل إلى الحرمان من دخول الجنة، كما في صحيح مسلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».