الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية التقرب من الله.. علي جمعة يكشف عن 6 خطوات عملية تجعلك مطمئنا وتضمن لك الجنة

كيفية التقرب من الله
كيفية التقرب من الله

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن التصوف عبارة عن مرتبة الإحسان التي ذكرت في حديث سيدنا جبريل -عليه السلام-؛ لذلك قالوا: "إن طريقنا مقيد بالذكر والفكر".

وتساءل على جمعة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عمن يريد أن يسلك طريق الله، ماذا يفعل؟، مجيبًا: عليه بالذكر؛ فقد قال -تعالى-: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} ، وقال - سبحانه- أيضًا: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار}.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن بعد الذكر والفكر، تأتي: المناجاة و الدعاء، ومن ثم قلة المنام والطعام والأنام والكلام، مستندًا إلى أن النبي ﷺ أوصانا بالصمت (قلة الكلام)، وقال: «إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا، فاعلموا أنه يُلَقَّى الحكمة».

واستدل أيضًا بقوله - تعالى-: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }، وبقوله ﷺ: «اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك، أضمن لك الجنة».

وأضاف المفتي السابق أنه شأن الأنبياء الصمت؛ حتى إن ابن أبي الدنيا أَلَّفَ كتابًا ضخمًا، أورد فيه كل الأحاديث الواردة عن فضيلة الصمت.

وتابع أن قلة الطعام تأتي عندنا في صيام شهر رمضان، مبينًا أن رسول الله ﷺ ، كان يصوم الاثنين، والخميس، وكان يصوم ثلاثة من كل شهر، وكان يصوم أغلب المحرم، وأغلب شعبان، وكان يصوم التسعة الأوائل من ذي الحجة، وكان ﷺ يصوم كثيرا.

وواصل أنه عندمات نحصي ما ورد في السُّنَّة عن الصيام؛ نجد أكثر من ست شهور، يعني نصف الدهر مع رمضان، فيكون أزيد من نصف الدهر –سبع شهور-، مستشهدًاُ على فضل قلة الطعام بقول النبي ﷺ يقول : «حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان لابد فاعلًا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».

واستكمل أن قلة المنام واردة في قوله -تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}. {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.

ونوه أن التهجد يعني: أن تترك النوم ابتغاء العبادة لها ثواب كبير، فيما يقصد من قلة الأنام: الانكفاف عن الناس و العزلة الطيبة، التي تمكنك من التفكر والتدبر.

ونبه أن هناك من سيأتي ويقول : أنت تريد من الناس أن تعتزل؟، مبينًا: أن السادة الصوفية وجدوا حل لهذا الأمر فقالوا : "خلوتهم في جلوتهم".

وأفاد أنهم لم يقولوا : انعزل، واحبس نفسك في البيت، لا، بل جعلوا عمل الإنسان بيده، واكتسابه لرزقه من عمل يده، هو أساس التصوف.

وأبان " ولكن قالوا : تعتزل بقلبك، وتدربه على هذه العزلة، التي لا تغتاب فيها، ولا تَنِمْ، ولا تتكبر، ولا تدخل في مهاترات الناس، وأنت لست طرفًا فيها ، قلل من تبعاتك مع الخلق، وتفكر. هذه هى العزلة.

واختتم أن العزلة هنا عزلة شعورية، قلبية، روحية، الغرض منها الطمأنينة، وعدم مخالطة المعاصي و إتاحة مساحة أكثر للتفكر.

قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا رسول الله ﷺ وضع منهجًا واضحًا في التغيير فيقول: (ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول) [رواه مسلم وابن حبان] وهو أمر غاية في البساطة غاية في العمق، والبساطة والعمق سمتان تميزان أوامر الإسلام، فتخاطب العقل البشري على جميع المستويات بشكل يبهر العالم ويعين الجاهل ويتمكن الجميع من الفعل والعمل.

وأضاف علي جمعة، عبر صفحته على فيس بوك: لابد أن نغير نمط حياتنا ؛ برنامج يومنا، ونجعله أكثر جدية مما هو عليه، وأكثر حكمة، فنرتب الأولويات ونعلم أن ارتكاب أخف الضررين واجب، ودفع أشد المفسدتين واجب، فلابد أن نحافظ على أوقاتنا ونتقن أعمالنا ونستقيم على ما بدأناه ولا نحقر صغائر الأمور فنقع في كبارها، ونحاول أن نكون حكماء، فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، قال- تعالى-: (يُؤْتِى الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا.

وأكمل مفتى الجمهورية السابق: هذا قبل الفوت وقبل الموت، فمع المحبرة إلى المقبرة، ومعناها أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة، وأن تحصيله منهج حياة مستمر لا يقال: أن أحدًا قد أحاط به ،وكلمة قالها الإمام أحمد أو هي منسوبة إليه (العلم من المهد إلى اللحد) لها قيمتها اليوم وغدا، ومعناها ومبناها جميل، أما المعنى فإن الإنسان يطلب العلم؛ وينبغي له أن يطلبه من المهد إلى اللحد لا يكل ولا يمل، يتخذ كل الوسائل المشروعة سعيا وراء تحصيل العلم، كل علم، العلم اليقيني والعلم الظني ، العلم في نسيجه المتكامل، والعمل في صورة معلومات ،وفي هذا الشعار وضع الإنسان في مكانه الصحيح حيث أنه محتاج إلى غيره، وأن حياته قاصرة عن استيعاب المعلومات ،وأن الواجبات أكبر من الأوقات ،وأن فوق كل ذي علم عليم.

واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بقوله- تعالى- في سورة الرعد: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)، أما في سورة الأنفال فيقول- تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).