الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متحف للتراث المعماري.. باحث يكشف جانبا من تاريخ الإسماعيلية وبورسعيد ..صور

صدى البلد

على مر العصور كانت مصر قبلة لكثير من الجنسيات خاصة الأوروبيين، حيث وجدوا فيها قديما ما لم يجدوه في بلادهم، وإلا ما كانوا استقروا فيها وعاشوا وبنوا بيوتا ومنشآت كثيرة، ومن أبرز المناطق التي شهدت ذلك مدن القناة وخاصة بورسعيد والإسماعيلية.

كانت هذه المنشآت بالكثرة التي جعلتها موضعا لدراسات الباحثين، ومنهم الباحث أحمد رجب يوسف، الذي أعد رسالة علمية متميزة بعنوان"منشآت الجاليات الأجنبية بمدينتى الإسماعيلية و بورسعيد فى عصر الأسرة العلوية (1220-1372هـ/1805-1952م) دراسة آثارية معمارية فنية".

وضمت لجنة المناقشة والحكم كل من د.جمال عبد الرحيم استاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة ود.تفيدة محمد عبد الجواد أستاذ بقسم الآثار بالكلية،ود.غادة احمد رشدى أستاذ بقسم الآثار بالكلية،ود.فوزى السيد المصرى استاذ التاريخ الحديث و المعاصر،ومنحت الباحث درجة الدكتوراة بإمتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

وكشف الباحث في رسالته إستقرار أعداد كبيرة من الجاليات الأوربية فى مصر خلال عصر أسرة محمد على، و على وجه الخصوص مدينتى الإسماعيلية و بورسعيد منذ نشأتهما مع البدء فى مشروع حفر قناة السويس ، و سيطرة تلك الجاليات بشكل واضح على ثروة البلاد، و محاولاتهم تطبيق الطرز المعمارية الخاصة بهم.

وكل هذا أدى إلى حدوث ثورة و تغيرات جوهرية فى مجال العمارة و الفنون فى مصر ، و كان لمدينتى الإسماعيلية و بورسعيد نصيب من هذه الثورة المعمارية، حتى إصطبغت عمائر المدينتين بالطابع الاوربى،وأصبح كلاّ منهما بمثابة متحف معمارى مفتوح يشتمل على عمائر ذات طرز معمارية مختلفة سواء الأوربية الوافدة أو المحلية.

وكشف الباحث كثيرا من الحقائق التاريخية المثيرة عن تلك المنشآت،وذلك في ذكره للأسباب التي دفعته لإختيار موضوع دراسته،حيث لم تلق منشآت الجاليات الأجنبية بالمدينتين إهتماماّ من قبل الباحثين خلال فترة الدراسة، بل كانت مجرد دراسات تاريخية ، اما بالنسبة لدراسة تلك المنشآت من الناحية المعمارية الآثارية فجاءت معظمها منصبة على العمائر الدينية فقط (الكنائس – المعابد).

كذلك هناك تنوع في منشآت الجاليات الأجنبية بالمدينتين موضع الدراسة،ما بين سكنية و قنصليات و ترفيهية و تجارية و جنائزية، كذلك تنوع الطرز المعمارية لها،وإحتواء تلك المنشآت على مجموعة كبيرة و متنوعة من التحف الفنية الرائعة و التى لم تدرس من قبل،والمثير أن أغلب تلك المنشآت لم تطرأ عليها تجديدات وظلت محتفظة بكافة عناصرها المعمارية و الزخرفية.

وخلال البحث والدراسة كشف الباحث قلة المصادر و المراجع التى تناولت تلك المنشآت خلال فترة الدراسة، أو إقتصارها على إشارات تاريخية فقط،كما تطلب موضوع البحث دراسة ميدانية و رفع معمارى و تصوير تلك المنشآت بالمدينتين.
وهو ما شكل صعوبة و مشقة أثناء التصوير و دخول الكثير من تلك المنشآت، نظراّ لان أغلبها إما ملكية خاصة، او تتبع جهات حكومية، لذا تطلب الامر محاولات عديدة للحصول على موافقات،ولم يتمكن من دخول و تصوير بعض المنشآت المهمة و منها في بورسعيد مبنى المحكمة المختلطة والبوستة الفرنسية ومدرسة الرهبات الفرنسيسكان،والكثير من المنشآت السكنية في الإسماعيلية او بورسعيد.

وكشف الباحث أنه واجهته قلة وجود لوحات تأسيسية على الكثير من تلك المنشآت توضح تاريخ إنشائها و اسم المالك أو المعمارى الذى قام بوضع التصميم لها، لذا قام الباحث بمحاولات عديدة و شاقة لمحاولة التوصل إلى وثائق سواء بدار المحفوظات او دار الوثائق القومية و مديريات المساحة و غيرها.