أطلقت اليوم الأحد دولة سلطنة عمان طابعا بريديا جديدا يحمل شعار «القدس عاصمة فلسطين»، في أحدث رد عربي وخليجي على مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي اقترحها من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تعترف بـذات المدينة المقدسة عاصمة للكيان المحتل.
ووفقا لما أعلنه بريد عمان اليوم على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، من إطلاق طابعا تذكاريا جديدا يحمل شعار «القدس عاصمة فلسطين»؛ دعما من مسقط لـ القضية الفلسطينية التي يوليها القادة العرب محط الاهتمام الأول.
ويأتي الإجراء الرمزي من سلطنة عمان تأكيدا لدعمها والعالم العربي لـ قضية فلسطين على رأس الأولويات وأولى ملفات الاهتمام المشترك، والتعاون مع اللجنة العربية الدائمة للبريد التي أسستها جامعة الدول العربية عام 1954.
ويحمل طابع بريد عمان صورة مسجد قبة الصخرة الشهير للدلالة على أرض القدس.
ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء العمانية، اليوم، عبر موقعها فإن خطوة إطلاق طابع البريد «القدس عاصمة فلسطين» إنما يأتي «إجلالا وتقديرا لإحدى المدن الأكثر قدسية في العالم العربي والإسلامي».
ويأتي موقف عمان بعد الموقف الكويتي الذي أثار جدلا منذ أمس وهو ما أعلنه رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، في رد صريح على خطة السلام الأمريكية، حيث قام بتمزيق وإلقاء أوراق الخطة الأمريكية للسلام في سلة النفايات؛ قائلا «إن تلك الخطة مكانها مزبلة التاريخ».
ورصدت وسائل الإعلام الكويتية الغانم ممسكا بمجلد الخطة الأمريكية للسلام أثناء خطابه بافتتاح المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي المقام في عمان، قائلا: «باسم الشعوب العربية أقول هذه الخطة الأمريكية للسلام» قائلا إن مكانها مزبلة التاريخ وألقى بها بسلة المهملات.
وأضاف الغانم أن تلك الخطة ولدت ميتة ولن تنفعها ألف إداره، لافتا إلى أن الخطة مرفوضة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وحتى أوروبا غير متحمسة بل إن هناك داخل أمريكا من هو ضدها.
وقال الغانم، خلال الاجتماع الطارئ للاتحاد البرلماني العربي؛ لدعم القضية الفلسطينية: "نحن نعرض على المحتلين حزمًا مالية، أضعاف ما عرضته صفقة القرن على الفلسطينيين؛ ليعودوا من حيث أتوا.
ولا يختلف الموقف العربي من الخطة الأمريكية عن موقفي الكويت وعمان الداعمين للقضية الفلسطينية، فخلال أعمال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية والذي انطلق في جدة؛ لبحث موقف المنظمة في ضوء ما تشهده القضية الفلسطينية والقدس الشريف، عقب إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام في 28 يناير الماضي، شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته، على أن قضية فلسطين تتصدر سلم أولويات المنظمة، مضيفا" ونؤكد تمسكنا بالحلول المستندة للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.. مشيرا إلى دعم المنظمة أي جهود دولية لحل القضية الفلسطينية، وصولا إلى سلام شامل".
وقال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن الشعب الفلسطيني قدم تنازلات كبيرة من أجل أن يحيا بسلام، مطالبا دول منظمة التعاون الإسلامي، برفض "خطة السلام الأمريكية" بشكل قاطع وعدم قبول فرض أجندة الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، وعدم التعاطي مع هذه الصفقة بأي شكل من الأشكال.
ودعا المالكي، الأمة الإسلامية إلى اتخاذ تدابير جادة وفعالة لحماية متطلبات تحقيق السلام العادل وضمان مساءلة الاحتلال عن جرائمه من خلال مسار جاد ومسئول.
وقال "إن الخطة الأمريكية مجرد محاولة من مجموعة من الأيديولوجيين الذين يسعون لإضفاء الشرعية على جرائم الحرب وقبول استبدال نصوص القانون الدولي بالتفسير الضيق لبعض النصوص الدينية التي تخدم الاستعمار الصهيوني لأرضنا، إنها فرصة لإشعال الصراعات وزرع بذور الفوضى في العالم".
وشدد على أن إقرار أو دعم هذه الخطة أمر متهور سيؤدي إلى تطبيع العدوان كقاعدة جديدة للحكم في السياسة الدولية وسيقوض كل المؤسسات الدولية ذات الصلة.
وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير خارجية الإمارات، صورة من الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بجدة، على صفحته بموقع تويتر، وعلق قائلا" نجدد دعم الإمارات التاريخي والمستمر للقضية الفلسطينية وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ودعا وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، إلى التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، دعم الإمارات التاريخي والمستمر للقضية الفلسطينية وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.