رغم التطور الكبير الذي طرأ علي دعوات الزفاف والافراح والصيغ التي تكتب بها في وقتنا الحالي،تبقي دعوة عقد قران وفرح الملك فاروق والملكة ناريمان هي الأفضل والأجمل،ومحفوظة حاليًا في المتحف الاسلامي،وتعد من أبرز وأروع مقتنياته.
ولأنها تقريبًا الوحيدة الموجودة حاليًا من نوعها،لذلك أجري عليها د.عبد الحميد عبد السلام أبو عليوة مدير إدارة التدريب والنشر العلمي بالمُتحف دراسة كشف خلالها أسرارها وزخارفها،وهي مصنوعة من الورق والجلد والحرير،وتمت زخرفتها عن طريق التجليد و التذهيب،وطولها 35سم وعرضها 22سم.
وطبقًا للدراسة،يرجع تاريخ الدعوة إلي 1370هـ / 1951م،وهي تحفة فنية بها زخارف نباتية متشابكة، وأشكال هندسية، وزخارف كتابية غاية فى الدقة والإبداع، وذلك داخل غلاف من الجلد باللون الأخضر الداكن، وعلى أحد اوجه الغلاف فى الثلث الأخير من أعلى يوجد رسم للتاج الملكى منفذ باللون الذهبى.
وقال أبو عليو لصدي البلد:تكمن الزخرفة الأساسية فى هذه التحفة فى الورقتين الداخليتين،علمًا بأن كل ورقة منهما تتكون من وجه واحد، والصفحتان متشابهتان جملة وتفصيل من حيث الاسلوب الزخرفي، وقد زخرف كلًا من الوجهين بشكل مستطيل زينت أطرافه برسم إطار مستطيل منفذ باللون الذهبي والأسود والأبيض والأحمر والأزرق على التوالى من الداخل الى الخارج.
ويتصل بالإطار من الخارج أشكال مكررة تُشبه رسم الاسهم نفذت باللون الأزرق والأحمر وتتصل بالإطار المستطيل سالف الذكر، وشكل أخر لفرع نباتى مستقيم تنبثق منه جذور متصلة بالإطار المستطيل السابق وصفه، ويلى الإطار المستطيل الشكل ذو الألوان المتعددة أرضية من الزخارف والأفرع النباتية المتشابكة والمتداخلة مع بعضها البعض( أرابيسك) .
ويخرج من بعض هذه الفروع ثمرة الرومان والكثير من الأزهار والثمار وذلك كله باللون الذهبي على أرضية من اللون الأزرق، مع ملاحظة أنه يوجد ما بين الأفرع النباتية والأوراق رسم لشكل زهرة أحادية أو ثنائية أو ثلاثية أو رباعية البتلات وذلك باللون الأبيض ولعل أهميتها اظهار وتباين الزخارف النباتية.
يلى ذلك شكل مستطيل صغير من الداخل نفذ بداخله زخارف كتابية بالإضافة الى الزخارف النباتية ويتوج كل ذلك إطار مستطيل منفذ باللون الذهبي والابيض والأحمر الفاتح، ومحدد بلون أسود صغير جدًا وذلك لتميز وتوضيح هذه الخطوط.
وتابع:ويتصل بهذا الإطار من أعلى شكل نصف بخارية مفعمة من الداخل بالزخارف النباتية (أرابيسك)، والتى قوامها فروع نباتية متشابكة،و يخرج منها مجموعة من الأوراق والأزهار والثمار مثل ثمرة الرومان.
ويلاحظ أنه يوجد ما بين الأفرع النباتية والأوراق رسم لشكل زهرة احادية أو ثنائية أو ثلاثية أو رباعية البتلات، وذلك باللون الأبيض ولعل أهميتها اظهار وتباين الزخارف النباتية كما سبق وأن رأينا ذلك الأسلوب فى زخارف الارضية.
والشكل المستطيل مزين بزخارف كتابية بخط النسخ، وزخارف نباتية متشابهه تماما فى كلًا من صفحتي التحفة حيث أن قوام الزخرفة فيها عبارة عن زهرة متفتحة متعددة الأوراق يتصل بها بعض الأفرع النباتية التى توصلها ببعض الأزهار الأخرى،وكل مجموعة تتكون من زهرة مركزية يتصل بها أربعة أزهار، ونفذت هذه الزخارف باللون الأزرق والذهبى والأحمر على أرضية باللون الذهبى.
وقال أبو عليو في دراسته أن الكتابات التى وردت بهذه التحفة نُفذت بمداد أسود داخل أشكال هندسية،اما مستطيلة أو مستديرة أو بيضاوية أو غير منتظمة الشكل.
وفي الصفحة اليمني جاء نص ما بها من كتابات:
- قال الله تعالى فى كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
- وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا
- وقال جل شأنه
- وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
- لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
- وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ، صدق الله العظيم.
ونص الكتابات في الصفحة اليسرى:
- فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
- تذكار القران الملكى السعيد
- لحضرتى صاحبى الجلاله مليكى وادى النيل
- الملك فاروق – الملكة ناريمان (لوحة رقم 6)
- مرفوع الى المقام السامي
- من الوفى المخلص محمد إبراهيم مؤسس ومدير مدرسة تحسين الخطوط بالإسكندرية فى 30 رجب سنه 1370هـ 6 مايو سنة 1951م.