الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما معنى قوله تعالى « يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله».. فيديو

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله – سبحانه وتعالى- يقول: « يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا»، ( سورة النساء: الآسة 108).  

وأوضح «جمعة»، عبر فيديو  تم بثه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى « فيسبوك»، أن الله – سبحانه وتعالى- يصف في هذه الآية  حالة من الحالات النفسية، التي يمر بها البشر، ويأمرهم بخلافها.

وأضاف أن  المولى – عز وجل-  يأمر المسلمين باعتبار أنهم يتبعون هذا القرآن الكريم، وأنهم يطلبون الهداية منه؛ بِأَلَّا يكونوا كذلك، وإن كان واحدًا منهم كذلك، فعليه أن يقاوم نفسه، وأن يدربها، وأن يربيها، على خلاف ما هو عليه.

ونوه أن الله – سبحانه وتعالى-  يتكلم في هذه الآية الكريمة عن طائفة المنافقين؛ لكن في الوقت نفسه، هو يتكلم إليك، يجب عليك أن تتصف بالصدق، والمصداقية، والشفافية؛ فهو يكره العكس منك ويحب خلافه.

وتابع أن الإثم ما حاك في القلب، وَخِفْتَ أن يطلع عليه الناس؛ فكل شيء تريد أن تخفيه راجع نفسك فيه.

وتساءل المفتي السابق: "ما الذي يجعلك تخجل؟، وما الذي يجعلك تدبر الأمر بليلٍ؟، وما الذي يجعلك غير قادر على أن تواجه الخلق؟".

وأجاب : "  لو كان الأمر مستقيمًا؛ لَمَا خفت، وَلَمَا ترددت، وَلَمَا أخفيت، ولكن الإنسان يخجل، والإنسان أيضًا يريد أن يدبر الأمر بليل.

وواصل عضو هيئة كبار العلماء أنه إذا أردت أن تُخْفِيَ الخير عن الناس، فهذا قد يُقْبَل؛ لَكِنَّ المصيبة أن يكون ما تدبره شَرًّا، فتجمع بين خِسَّتَيْن: خِسَّة الإخفاء، وَخِسَّة الشر.

ونبه أن الآية الكريمة تحذرنا من أمرين؛ وليس من أمر واحد، الأول: أَلَّا تتعود على الإخفاء، والثاني: أَلَّا تشتغل بالشر.


وفي سياق متصل، بين الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، معنى قوله - تعالى-: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ}، (سورة النساء: الآية 107).

وأفاد «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن قوله - تعالى-: «وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ» تعني: "لا تدافع عن أولئك الذين لم يحترموا الأمانة"، مشيرًا: الأمانة في كل شيء من العلاقة بينهم وبين الله، في العلاقة بينهم وبين أنفسهم، في العلاقة بينهم وبين الناس، في العلاقة بينهم وبين الكون".

وأبان عضو هيئة كبار العلماء إن من أَخَلَّ بالأمانة، كانت هذه الخيانة، والخيانة من شُعَبِ النفاق؛ لذا حذرنا النبي- صلى الله عليه وسلم- منها.

واستند إلى قوله – صلى الله عليه وسلم-: «أربع مَنْ كُنَّ فيهن، كان منافقًا خالصًا: إذا خاصم فجر، وإذا أؤتمن خان، وإذا حَدَّثَ كذب، وإذا عاهد غدر».

واستكمل المفتي السابق أن هذه الأربعة، هي من صفات المنافق؛ لكنه ليس منافقًا عقائديًّا، لكنه كأنه منافقٌ عمليّ.


وأضاف أن الله – سبحانه وتعالى-  يقول بعد ذلك: {... إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}، (سورة النساء: الآية 107)؛ فيضع بذلك قاعدة يبين فيها ما يحب ويكره.

واختتم أن (خَوَّان): صيغة مبالغة، يعني تتكرر منه الخيانة، حتى أصبحت صفة ملازمة له؛ "فهو لم يَخُنْ مرة، أو مرتين؛ على سبيل الخطأ،  أو على سبيل المعصية، ثم التوبة، والخطيئة؛ لكنه يتوب".