الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ومن الحكم ما قتل.. ما سر الموت المفاجئ لزعماء كوريا الشمالية؟

كيم جونج اون زعيم
كيم جونج اون زعيم كوريا الشمالية

لا يبالغ الأمريكيون باعتبار صحة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أمنا قوميا. إذ أن التغيير المفاجئ في قيادة تلك الدولة الديكتاتورية التي رسم ملامحها الغامضة زعماء ماتوا بشكل "مفاجئ"، يمكن أن يؤدي في النهاية إلى عواقب خطيرة سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة.

اجتمعت تقارير أمريكية حول صحة الزعيم الكوري كيم جونج أون، على أن حالته الصحية "حرجة" عقب خضوعه لعملية جراحية في القلب. 

وذكرت قنوات مثل "ان بي سي" انه دخل في غيبوبة على خلفية العملية، بينما تشير تقارير أخرى أنه توفي دماغيا، في وقت بدأت تدرس فيه واشنطن احتمالات الوفاة.

ورغم النفي الإعلامي من جانب الصحافة الآسيوية في دول مثل الصين وكوريا الجنوبية، والتأكيد على أن كيم يتلقى علاجه بشكل طبيعي عقب جراحة خاصة بالقلب والأوعية الدموية مطلع الشهر الجاري. تدور في الأذهان سيناريوهات أخرى، تستند على وفاة والد الزعيم الكوري، وجده، بأمراض مماثلة عقب سكتة مفاجئة أو نوبة قلبية، بعد سيل من الشائعات عن رحيلهم، بغض النظر عن دقة التقارير عن صحة "أون".

ودائما ما كانت صحة زعماء الدولة الشيوعية باهتمام عالمي ولا يسلموا من الشائعات، ففي 2011، توفي كيم جونج إيل والد والد الزعيم الكوري بنوبة قلبية حيث كان مسافرا للعمل حسبما قيل وقتها، لكن قبل وفاته شاع نبأ مرضه ورحيله أكثر من مرة، مثلما ادعت تقارير في 2008 أنه استبدل بشخص آخر، وتقارير أمريكي عن إصابته بسكتة دماغية، وسيلا من التضارب المعلوماتي مثلما يحدث حاليا بشأن صحة ابنه. إلا إنه في النهاية توفي بشكل مفاجئ تاركا حالة من الحزن العام، حيث تأخر إعلان الوفاة لأكثر من 50 ساعة، وسط قلق دولي وقتها من المستقبل المنتظر للدولة الديكتاتورية.

أما الزعيم المؤسس للدولة الكورية كيم إيل سونج  توفي في 1994، إثر انهياره ودخوله في نوبة قلبية مفاجئة، وبعد تكتم الحكومة على خبر وفاته لأكثر من 32 ساعة،  أعلن الحداد على الصعيد الوطني، حيث كانت الجنازة مهيبة بحضور مئات الآلاف، حيث لم تكن الوفاة المفاجئة للزعيم الأبدي للبلاد أمرا اعتياديا، كما وضع رفاته في ضريح بقصر العاصمة.

وتربط التقارير بين وفاة الزعيمين، والأنباء عن تدهور صحة كيم حاليا خاصة وأنه مدخن بشراهة، فضلا عن بدانته التي تؤثر على صحته بشكل أو بآخر، حيث يعاني من مشاكل في القلب والأوعية الدموية منذ أشهر، ورغم ذلك فإنه كان مواصلا لعمله حتى مطلع الشهر الجاري، وسط سيل من الشائعات حول تكتم على الحقيقة.

وتعاني العائلة من أمراض قلبية اما بسبب السمنة أو غيره من الإهمال الصحي أو حتى الإفراط في العمل، فيما يرجع آخرون سبب مرضهم للضغوط التي دائما ما تواجه الزعيم الذي يحكم تلك الدولة، أو بالأحرى العائلة التي تحكم البلاد منذ تشكيلها بعد الحرب العالمية الثانية، فمن المسلم به تقريبًا أن الزعيم القادم سيأتي من داخل الأسرة الحاكمة، وهو ما يدفع المحللون للتأكيد على أن بيونج يانج لن تتغير كليا حال وفاة الزعيم كيم بشكل مفاجئ.

وعقب تلك التقارير، تركز الاهتمام خاصة الأمريكي حول من سيخلف كيم حال وفاته المفاجئة مثل الآخرين، حيث لا يمكن توقع تصرف المسؤولين في الدولة الكورية مهما كان الأمر، فبينما تشير توقعات البعض إلى أن الدولة لن تخرج عن الهيكل الذكوري أو الأبوي الذي يرسمه الزعماء الكوريون لأنفسهم، تركز تقارير أخرى على الشقيقة الصغرى للزعيم الكوري، والتي صعدت مؤخرا هرم السلطة في البلاد، لتنتزع مكانتها في الحزب الحاكم.

وأعاد الزعيم الكوري في الحادي عشر من أبريل الجاري، تعيين شقيقته الصغرى  كيم يو جونج كعضو مناوب في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الحاكم في تعديل وزاري لكبار المسؤولين، وهو كان آخر ظهور علني لكيم نشرت له صور رسمية، بعدها اختفى القائد البالغ 36 عاما ولم يحضر  العيد الوطني للاحتفال بالذكرى السنوية لجده مؤسس الدولة كيم ايل سونج، ما زاد التكهنات حول حالته الصحية.