أردوغان بلا ضمير.. يغرق تركيا في مواجهة كورونا بسبب شعبية المعارضة

وأشار الموقع الأمريكي إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، تحول نهج تركيا حيث يحاول أردوغان موازنة مكافحة تفشي فيروس كورونا مع كبح شعبية المنافسين السياسيين.

وتسببت هذه الاستراتيجية في حالة من الفوضى في بداية أبريل الحالي، بعدما أعلنت الحكومة، بالرغم من رفض شخصيات شهيرة من المعارضة، فرض حظر التجول في بعض أجزاء البلاد، يوم 11 من الشهر الحالي، والتي دخلت حيز التنفيذ بعد ساعتين فقط من إعلان حظر التجول.

ودفع الإعلان المفاجئ الآلاف من الأتراك إلى الشوارع، التي كانت فارغة في السابق إلى حد كبير بفضل القيود الجزئية ونصيحة التباعد الاجتماعي، لشراء الطعام في حالة من الذعر بينما كانت المتاجر لا تزال مفتوحة. وانتشرت لقطات من الشجارات خارج المخابز وتزاحم الناس في المتاجر المكتظة وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي آخر خطاب له، شجب أردوغان الانتقادات لاستجابة حكومته لتفشي فيروس كورونا حيث قال: «أتمنى أن تتخلص بلادنا ليس فقط من كورونا فيروس، بل من فيروسات السياسة والإعلام»، على حد تعبيره.

ولم يتم الإعلان عن تسجيل أول حالة بالفيروس إلا متأخرا في 11 مارس الماضي، وسجلت تركيا اليوم إلى 98674 حالة مؤكدة، بينما بلغ عدد الوفيات بمضاعفات الفيروس ذاته لنحو 2376، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة التركية.

وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري والمتحدث الرسمي فايق أوزتراك إن الحكومة التركية ليس لديها نية لمكافحة هذا الفيروس، مؤكدا أنهم يفتقرون لانعدام الرؤية والبصيرة تجاه الجائحة التي تمر بها البلاد.

واتهم أوزتراك الحكومة في تركيا بالتمييز بين البلديات، متحدثا لوسائل الإعلام قائلا: «ليس من العدل أو من الضمير أن تميز بين البلديات وبعضها البعض، وليس من العدل أن تحاول استبعاد البلديات التي تحاول مساعدة المواطنين في ظل هذه الأزمة، بل وتربط أيديهم وأذرعهم، ولكن الشعب لن ينسى بالتأكيد أولئك الذين أغلقوا الأبواب أمام تلك الخدمات، فالذئب قد يتجاوز الشتاء ولكن لا ينسى الصقيع الذي تعرض له».

لطالما كان الازدهار هو وعد أردوغان الأساسي للناخبين، ولا يزال أحد الركائز الأساسية لشعبيته، ولكنه يواجه أيضا تحديا ثانيا جديدا: معارضة قوية. ويبدو إكرم أمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول منافسا قويا للرئيس التركي نفسه.

ونقل الموقع عن إيفرين بالتا، أستاذة العلوم السياسية في جامعة أوزيجين بإسطنبول، إن نقص التنسيق نتيجة لحالة الاستقطاب السياسي الحاد، موضحة أن الحكومة ترى أن جهود الإغاثى تمثل فرصة لرؤساء البلديات من حزب الشعب المعارض لتعزيز شعبيتهم، ولذلك ترفض الحكومة التنسيق معهم".