الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القضية ترامب وليست جورج فلويد





على مدى الأسبوع الماضي، أتابع باهتمام شديد الاحتجاجات "المخرّبة" التي تنتاب العديد من الولايات الأمريكية، وعشرات المدن اعتراضًا على مقتل جورج فلويد، الأمريكي ذو الأصول الأفريقية الذي قتل خنقًا على يد شرطي أبيض في ولاية مينيسوتا الأمريكية، وأتابع كذلك عملية الشحن الجماهيري، التي لم تهدأ من جانب قادة الحزب الديمقراطي وفي المقدمة منهم جو بايدن المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
 والحاصل أن هناك الكثير مما يمكن أن يقال، عن هذه الاحتجاجات والطريقة التي تدار بها والرد عليها من جانب الرئيس ترامب وقادة إدارته ومن جانب زعماء الحزب الديمقراطي المنافس لترامب وجورج بوش الابن، الذي أنهى فترة "نعاس طويلة" منذ غادر منصبه في 2009 وحتى اليوم، وأيقظوه على وجود احتجاجات حاشدة في العديد من الولايات الأمريكية وطلبوا منه كلمة فخرج قائلا، إن ما حدث لجورج فلويد مأساة، وينبغي إنهاء مآسي العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم دعا الجميع والمقصود الرئيس ترامب إلى إبداء مزيد من التعاطف مع المحتجين!!
بالطببع جورج بوش الابن، لا يتذكر أطفال العراق ولا يتذكر دولة العراق التي سحقها تحت مزاعم وجود أسلحة نووية وأسقط بغداد في 2003، ولا يذكر حينها أن المظاهرات اجتاحت العالم كله ليس فقط من أجل التعاطف مع الشعب العراقي، ولكن لإيقاف المجزرة بحقه وإسقاط دولة العراق، لكن هذا ليس موضوعنا الآن.
القضية مع غيره ومنهم، جو بايدن، المفترض أنه ربما يكون الرئيس القادم لأمريكا خلال الانتخابات القادمة، انه لم يهتز لقيام "عصابات مسلحة" بمعنى الكلمة بنهب المتاجر والمحال في نيويورك وفيلادلفيا ومينيسوتا وواشنطن، والكل رأى ذلك علنا، ثم خرج ليقول إنه سيعمل على مداوة جراح العنصرية وإنه غير راض على الطريقة التي تتعامل بها قوات الشرطة مع المتظاهرين!!
 ولا اعلم كيف يمكن التعامل مع عصابات تقوم بنهب المحال وحرق مراكز وسيارات الشرطة، وأي تعاطف يمكن أن يكون مع هؤلاء؟؟ ثم الادهى من ذلك .. ما هى القضية؟ التي تحرق أمريكا وتنهب ولاياتها بهذا الشكل الإجرامي بسببها؟
أنا واحد من الناس استنكر تماما، وأرفض جريمة الشرطي الأحمق القاتل، الذي قضى على جورج فلويد خنقا تحت ركبته، لكن العقل يقول إنه تم القبض عليه وتوقيف من كانوا معه من الضباط الذين كانوا مشاركين أو متفرجين خلال الأزمة، ثم جاء اتصال الرئس ترامب بأسرته ووعد بأن تتخذ العدالة مجراها، ويحاكم هذا الشرطي القاتل؟ لماذا إذن حرق أمريكا؟؟ وما السعادة في ذلك داخل وخارج أمريكا؟
 ثم أي عنصرية يتحدث عنها الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما تجاه "السود" في أمريكا، لقد كان "أسودا" وحكم أمريكا لأول مرة في تاريخها نحو 8 سنوات، وكان حكمه وبالا على الدول العربية ويكفيه عارا أن حكمه الأسود شهد مهازل ما سمى بالربيع العربي، وتفككت دولا عربية قوية تحت مزاعم وأكاذيب إخوانية إرهابية واحتجاجات ركبها الرعاع والدهماء.
أي عنصرية يستنكرها أوباما في قضية فردية، وهو الأسود الذي كان رئيسا لأمريكا، ثم يقول في مقال وفي تصريحات   إن وفاة جورج فلويد، الرجل الأسود الذي قضى خلال توقيفه في مينيابوليس، يجب ألا يعتبر "أمرا عاديا" 
ولا يمكن أن يكون "عاديا" والاحتجاجات بشأنه ليست كافية؟؟!
الحاصل أن كلا من جو بايدن وأوباما وقادة الحزب الديمقراطي الأمريكي، رأوا في احتجاجات "فلويد" فرصة للنيل من ترامب وحكمه وتصفية الحسابات معه، فترامب يتصرف كقائد ورجل دولة ولا يعقل أن يكون عطوفا على عصابات تحرق المحال والمؤسسات وتنهب "آبل وغوتشي" ثم يقف ليقول لهؤلاء " برافوا" ما صنعتم في نهب أموال الناس والممتلكات العامة وحرقها.
الأدهى أن موقف أوباما وقبله بايدن، لم تتخذه أسرة القتيل فلويد نفسه، فقد خرج شقيقه تيرانس فلويد، ليقول إن الاحتجاجات لن تعيد أخيه للحياة ويكفينا تحقيق العدالة.
قضية حرق أمريكا ونهب ولاياتها معلقة في رقبة حركة أنتيفا اليسارية العنيفة، التي ركبت الموجة ودفعت أنصارها للتخريب والحرق والعنف، وفي رقبة من يغذون هذا العنف على لا شىء؟
فما المطلوب من ترامب يفعله لكي يوقف هذه العنصرية؟ إن الدستور الأمريكي العظيم، وهو أعظم دساتير الأرض، كفل للسود حق الوصول إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فأي حقوق بعد ذلك مُهانة أو مفتقدة؟!
أزمة ترامب وهناك كثير من الخلافات معه، وله ما له وعليه ما عليه مثل أي زعيم آخر، أنه عرّى حكم أوباما وخصوصا في تعاونه مع ايران، يكفي أوباما عارا أنه في عهده حققت طهران امبراطورية حقيقية على حساب الشيطان الأكبر أمريكا كما تسميها؟! وتوسعت تحت عينيه في سوريا واليمن والعراق ولبنان، دون أن يهتز له جفن ومعها بالطبع ميليشياتها. يكفي أوباما فشلا أنه اكتفى "بالفرجة" إن صح الوصف على فوضى ما سمى بالربيع العربي وتفكيك الدول العربية ودفعها للفوضى والخراب دون أن يتحرك لوضع حد أو لقول رأي حاسم فيما يتم..
 أوباما آخر من يحق له الكلام باسم السود في أمريكا، لأنه أخذ حقه كاملا، ولا نعتقد أنه بعد رئاسة أمريكا له حق آخر أو للسود الذين يتكلم باسمهم ويدعي وجود عنصرية وكلهم مواطنين أمريكان، أما بايدن فالأمريكيون وحدهم القادرين على القول الفصل في إدعاءات وأكاذيب هذا العجوز ورؤاه القاصرة الانتخابية الفجّة.
أما ترامب، فعليه أن يواجه فاتورة الحساب الثقيلة من كورونا لفلويد لأصدقاء الصين وإيران داخل واشنطن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط