الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسوم عبور على النعام والخنازير.. تعرف على تاريخ كوبري قصر النيل قبل 87 عاما

كوبري قصر النيل
كوبري قصر النيل

على الرغم من مرور الأعوام وتوالي أعمال البناء والتشييد، إلا أن كوبري قصر النيل ظل محتفظا بعراقته ومكانته التاريخية، فلم يكن قصر النيل مجرد شارع تم إنشاؤه على يد علي باشا مبارك، كبير مهندسي مصر، بتكليف من الخديوي إسماعيل، بل كان أكبر من ذلك، كان كوبري وشارع وتخطيط عمراني وثكنات للجيش المصري.


بخلاف المميزات السابقة كان كوبري الخديوي إسماعيل (قصر النيل)، مقصدا جديدا للتنزه والترفيه لدى المصريين عقب إنشاؤه، حيث تحول إليه المواطنين نتيجة حركة التعمير التي دشنها الخديوي إسماعيل بمنطقة غرب القاهرة، ما جعل الكوبري الخيار الأول لدى المصريين بدلا من شوارع شبرا التي كانت المصدر الأول للتنزه.


وتحل اليوم ذكرى افتتاح كوبري قصر النيل، الذي تم افتتاحه 6 يونيو عام 1933، على يد الملك فؤاد، الذي لم يغير اسم الكوبري بل أبقاه باسم الخديوي إسماعيل، اعترافا بفضل المنشئ الأول إلى أن تم تغييره إلى "قصر النيل" فيما بعد.


وترجع النشأة الأولى للكوبري عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل على يد شركة فيف ليل الفرنسية، ليكون أول كوبري يتم إنشاؤه للمرور على نهر النيل من منبعه إلى المصب، وتم افتتاحه في مطلع عام 1872.


استمر في الخدمة قرابة الستين عاما، ليتم هدمه وبناؤه من جديد في عهد الملك فؤاد، بهدف التطوير والتوسع، حيث تم طرحه في مناقصة مقاولة عام 1930، والتي رست على شركة دورمان لونج الإنجليزية بتكلفة قدرت حينها بـ 300 ألف جنيه، بعدها فتتحه الملك فؤاد عام 1933.


أصبح طول الكوبري الجديد 382 مترا وعرضه 20 مترا، كما تم تجميله بإعادة تركيب تماثيل الأسود الأربعة التي اشتهر بها على مدخله، اعترافا بفضل صاحبه الأول الخديوي إسماعيل، كما تم تطوير قواعد الكوبري، التي أسست من صناديق حديدية مملوءة يالخرسانة ودعامة مكسوة بالجرانيت، بدلا من أساسه القديم الذي بُني بالدبش العادي والحجر الجيري الصلب.


شهد الكوبري بعد تجديده فرض رسوم عبور على جميع أشكال المارة سواء كانوا بشرا أو حيوانات مع إعفاء الأطفال دون ست سنوات، ومن الطريف في الأمر أن الرسوم شملت فئات غريبة كالنعام الصغير والكبير، الكلاب، الخنزير، الحلوف، والضبع، حيث يسدد على كل منها عشرة فضة.   


حمل الكوبري أسماءً عديدة، بداية من اسم الخديوي اسماعيل ثم قصر النيل، بعدها كوبري التحرير، كما أطلقوا عليه اسم جمال عبدالناصر، لكن اسم قصر النيل ظل صامدا أمام محاولات تغييره.