قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

غلمان السلطان.. إخوان ومرتزقة وأحفاد أتراك خانوا ليبيا من أجل ذهب أردوغان

رئيس حكومة الوفاق غايز السراج ووزير داخليته فتحي باشأغا
رئيس حكومة الوفاق غايز السراج ووزير داخليته فتحي باشأغا

ما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليجد الفرصة ولا الجرأة لتدخله السافر سياسيًا وعسكريًا في ليبيا لولا توفير بعض عملائه المرتزقة الغطاء السياسي لهذا التدخل.

وبحسب قناة "العربية"، لعب أردوغان بورقة "ليبيا تركية الأصل" لتبرير تدخله وتسويغ مسألة الاحتلال التركي لليبيا ونهب ثرواتها، كما استخدم في ذلك الليبيين من أصول تركية واختار التعاون والتحالف مع الشخصيات المؤثرة في تنظيم الإخوان.

وكان أردوغان ادّعى في تصريحات سابقة أن هناك "مليون تركي يعيشون في ليبيا يستحقون دعمه والتدخل لحمايتهم"، غير أن هذا الرقم تبيّن أنه مبالغ فيه، حيث يعيش الآلاف فقط من الليبيين من أصول تركية في عدّة مدن ليبية (يطلق عليهم الكراغلة)، وهم من نسل الأتراك الذين استقروا في ليبيا على مدار ثلاثة قرون بعد الاحتلال العثماني عام 1551، لكنهم يتركزون بشكل خاص في مدينة مصراتة، حيث يمثلون نسبة كبيرة من سكان المدينة.


ومن بين هؤلاء الليبيين الأتراك الذين استعان بهم أردوغان لتنفيذ مهمته في ليبيا، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الذي عمل على تكريس التدخل التركي في ليبيا وشرعنه بعد توقيعه شهر نوفمبر من العام الماضي على اتفاقيتين مثيرتين للجدل مع أردوغان في تركيا، واحدة تنص على ترسيم الحدود البحرية وتتيح لأنقرة الاستفادة من مناطق غنية بالغاز بشرق المتوسط، وأخرى على تعزيز التعاون العسكري حصلت بمقتضاها قوات الوفاق على أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة وذخائر ودعم من ضباط أتراك ومقاتلين مرتزقة من سوريا موالين لتركيا.

وينتمي السراج إلى إحدى عائلات طرابلس العريقة ذات الأصول التركية، وكشف كتاب "ذكريات وخواطر" الذي ألفه والده مصطفى فوزي السراج، والصادر عن مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية في عام 2005، أن نسبه يرجع إلى جدّ تركي عمل ضابطا في الجيش التركي، من مواليد مدينة تركية تقع شمال مدينة أزمير، وقدم إلى ليبيا مع القوات العثمانية عام 1840، حيث تزوج من سيدة ليبية واستقر في العاصمة طرابلس.

ومن الأسماء الليبية الأخرى التي تهيمن على المشهد السياسي والعسكري الموالية للنظام التركي، الإرهابي صلاح بادي الذي يقود كتيبة "لواء الصمود"، أهم الميليشيات المسلحة في مصراتة والغرب الليبي، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا.

وينحدر بادي من أسرة بسيطة من أصول تركية تقيم في مصراتة، ويعد أبرز "عملاء أردوغان" في ليبيا، لعب دورا بارزا في الإطاحة بنظام معمر القذافي الذي كان جنديا في صفوفه، وهو أحد مؤسسي ميليشيات "فجر ليبيا" التابعة لجماعة الإخوان، التي أحرقت مطار طرابلس الدولي عام 2014، وتسبّبت في توقفه عن العمل، وقد شارك في أغلب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس في السنوات الأخيرة، آخرها التي وقعت صائفة 2018، وأسفرت عن مقتل 120 شخصا أغلبهم من المدنيين، ويقيم بين تركيا وليبيا.

ومنهم أيضًا القائد العسكري الموالي لتركيا، أحد الأسماء الأخرى التي تدافع بشراسة عن التواجد التركي بليبيا وهو القيادي الإخواني المقيم بقطر والمدرج على قوائم الإرهاب "علي الصلابي"، الذي ينحدر من عائلة تنتمي إلى مدينة مصراتة وأصولها تركية، إذ يعدّ من أشد المباركين للدور التركي في بلده، حتى إنه دعا صراحة أنقرة إلى التدخل لحماية مصراتة وإنقاذ الأقلية التركية داخلها من الجيش الليبي، وفتحت له المنابر الإعلامية الإخوانية منصاتها للإشادة بالمواقف والأدوار التركية في الملف الليبي.

كما تأوي تركيا أهمّ رؤوس الإرهاب في ليبيا وقيادات الصف الأول من تنظيم الإخوان في ليبيا، الذي كان لهم دور كبير في تسهيل تدخلها في بلدهم وساعدوها على تشكيل جماعة ضغط موالية لها لخدمتها في ليبيا وتوسيع نفوذها هناك، بالنظر إلى أن الشخصيات التي تعيش على أراضيها تدير الميليشيات المسلحة الموجودة في ليبيا وتتحكم في السلطة السياسية بطرابلس.

ومن بينهم محمد صوان رئيس حزب "العدالة والبناء"، ويعد أحد أهم أذرع تركيا في ليبيا لاعتبارات اجتماعية عرقية باعتباره ينحدر من أصول تركية وكذلك إيديولوجية، حيث يعتبر أحد أهم قيادات التنظيم الدولي للإخوان وحليف حزب العدالة والتنمية التركي، استنجد بالسلطات التركية لإرسال الدعم للميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، ومن أبرز الداعمين لمذكرتي التفاهم مع تركيا والمطالبين بتفعيلها.

وقدمت تركيا بيتا آمنا كذلك للإرهابي السابق في تنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج الملاحق من القضاء الليبي وأحد أبرز الشخصيات المطلوب اعتقالها، بعد ثبوت تورطه بعدة هجمات على منشآت عمومية ليبية وارتكابه جرائم زعزعت استقرار ليبيا.

وبرز اسم عبد الحكيم بلحاج في عمليات نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، كواحد من حلفاء ومعاوني أنقرة في تسهيل حركة المقاتلين السوريين من سوريا إلى تركيا ثم إلى ليبيا، عبر شركة "الأجنحة" للطيران التي يمتلكها، وكل إمكانيات الشركة أصبحت خلال الأشهر الأخيرة مسخّرة للسلطات التركية سواء لنقل العتاد والأسلحة أو المقاتلين السوريين، في رحلات تحاط بالكثير من السرية والحماية.

بالإضافة إلى ذلك، جندت تركيا رجال دين ينتمون لجماعة الإخوان لتبرير تدخلاتها المشينة في ليبيا وانتهاكها لسيادة هذا البلد، وأبرزهم الصادق الغرياني الذي طالب بمنح تركيا الأسبقية في الشراكة الاقتصادية والأمنية وفي عمليات التنقيب عن النفط والغاز، وأفتى بـ"تحريم" شراء سلع من بعض الدول العربية التي رفضت التدخل التركي في ليبيا.

والغرياني الذي يقيم على الأراضي التركية، يوصف في ليبيا بـ(مفتي الفتنة والإرهاب والدّم)، ويعدّ من أهمّ الشخصيات الدينية، التي تعوّل تركيا على فتاواه المضلّلة، كغطاء لشرعنة تدخلها العسكري في ليبيا وسلاح للسيطرة على ثروات الليبيين وخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة وتحقيق الهيمنة، رغم تاريخه الأسود في ليبيا، حيث يقود منذ العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي لتحرير العاصمة طرابلس، حملة مدح وثناء على الدور التركي عبر قناة "التناصح" المملوكة لشخصيات تابعة للتنظيمات المتشددة بليبيا.

ومن الأسماء الأخرى التي تتصدر المشهد السياسي في ليبيا وتعول عليها تركيا لشرعنة تدخلها في ليبيا، وزير الداخلية فتحي باشاغا المحسوب على تنظيم الإخوان، الذي رغم أن لقبه يوحي بأنه من أصل تركي، إلا أنه ينتمي لقبيلة أولاد الشيخ البدوية بمدينة مصراتة، وهو من أشدّ المدافعين على قانونية الاتفاقين البحري والأمني الموقع مع تركيا، والمروّجين للعلاقة المتميزة مع تركيا والتعاون الكبير بين البلدين، كما سوّق أن "الموقف التركي لا يعتبر تدخلا في ليبيا"، وهو على تواصل دائم مع المسؤولين الأتراك، وكان من أهم مهندسي الدعم العسكري الذي حصلت عليه قوات الوفاق.