الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السفير د.عياده بن رميح المهيد يكتب: قرار حكيم

صدى البلد

إشارة إلى قرار حكومة المملكة العربية السعودية تقليل أعداد الحجاج والاقتصار على الداخل وذلك بسبب تداعيات فيروس كورونا العالميه حيث وصل عدد المصابين اكثر من 9 ملايين والمتوفين اكثر من 450  الفا، وقد توقف  الحج 40 مرة على مر التاريخ الإسلامي فما هو المانع أن يقلل عدد الحجيج  هذا العام بسبب جائحة كورونا حرصا على سلامة أنفس وأرواح المسلمين والتي امر الشرع بالحفاظ عليها حيث وصل عدد الإصابات تسعة ملايين في انحاء العالم والمتوفين بمئات الألاف  وليس له علاج الا التباعد  والابتعاد عن التجماعات ..


وأي تجمع اكبر من  شعيرة الحج  والله تعالى يقول "ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة"  وحذر المصطفى عليه الصلاة والسلام من هذه الامراض وأمر بعدم السفر الى البلد التي فيها مرض وعدم الخروج من البلد الموبوء.


ولقد توقف الحج في سنوات ماضيه منها عام  865م وعام 930م وعام  983م وعام 1037م التي حج فيها حجاج مصر فقط، وعام 1253م وعام 1257م وعام 1814م بسبب الطاعون وعام 1831م بسبب الوباء الهندي و شهدت السنوات من1837 حتى 1840 تفشي الأوبئة الضاربة، وصولا إلى عام 1846م الذي تفشى فيه وباء الكوليرا، والوباء الغامض الذي ضرب المدينة المنورة عام 1892م فتوفى منه آلاف الحجاج، وعندما تفشى التهاب السحايا سنة 1987 في الماضي القريب..


وإذا لم يقلل عدد  الحجيج يقول المرجفون والمشككون  أن الدولة السعودية دولة عندها طمع  يهمها تغذية اقتصادها دون أي احتراز وقائي من وباء كورونا. 


إن  تقليل الحجيج  هذه السنة يدخل في إطار القاعدة الشرعية التي اتفق عليها أهل الأصول عامة: "درء المفاسد، أولى من جلب المصالح" ولا تزال السعودية تستمد من ماضيها في إدارة موسم الحج،  بكل جدارة وترى بعين الإنصاف تجاربها الماضية في إنجاح أي موسم، وحرصها على خدمة ضيوف الحرمين الشريفين عامة، وتاريخها يشهد بذاك.


علما بأنه من الناحية الاقتصادية عدم تقنين الحجاج افضل لها اقتصاديا ولكن المملكة العربية السعودية تقدم مصالح الأمة على مصالحها الخاصه ولم تتوجه هذا التوجه الا بعد اخذ موافقة هيئة كبار العلماء ووزارة الصحة.. حفظ الله العباد والبلاد من كل مكروه ورفع الغمة عن الأمة.