الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حتمية ثورة 23 يوليو.. ونبوءات أمريكا للملك فاروق.. هكذا انتهى عصر الملكية في مصر

ثورة 23 يوليو
ثورة 23 يوليو

ترهل الملك فاروق بدنيا وسياسا، واتسعت الفوارق الطبقية، وهزم الجيش المصري في حرب ١٩٤٨، ووقع حادث حريق القاهرة، وتتساقط الحكومات كأوراق الشجر، وتزور الانتخابات، وجريدة مصر الفتاة تصدر جريدتها بمانشيت "هؤلاء رعاياك يا مولاي بصورة كبيرة للشحاذين في مصر"، وسلسلة تحقيقات لإحسان عبد القدوس عن صفقة الأسلحة والتي عرفت إعلاميا بالأسلحة الفاسدة، حيث تم شراء الأسلحة المكهنة من بقايا الحرب العالمية الثانية.


كل هذا كانت مقدمات حتمية لقيام ثورة ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢، حيث جميع النبوءات كانت تؤكد بالدليل العملي أن هناك أفولا لأسرة محمد على وأن هناك تغييرا قادما لا محال، فنبوءات الثورة والاحتقان المجتمعي كانت على أشدها.


ويقول هيكل في كتاب "سقوط نظام": "لماذا كانت ثورة يوليو ١٩٥٢؟ الأزمة أن السلطة في مصر بين ثلاثة أطراف العرش وهو الرمز الرسمي لفكرة السيادة، والوفد وهو الممثل الفعلي للأغلبية الشعبية، والسفارة البريطانية وهي مالكة القول الفصل والكلمة النهائية في الشأن المصري".


وهنا انتهى كلام هيكل، ولكن هذه القسمة في الحكم كانت من أهم مقدمات التغيير والثورة، فالمراكب متنافرة وتسير عكس اتجاه بعضها البعض،
وبدت مصر غائبة، فقد وصفها هيكل في نفس المصدر "في لحظة من اللحظات والطرفان يكتسح ويعم - بدا وكأن مصر في مركب آخر معزول عما يجري، أو على وشك أن يجرى في هذا العالم".


لم يكن ضباط الجيش المصري بمعزل عن هذه الأحداث والأسباب التي يعيشها أهل مصر، فقد مني الجيش بهزيمة نكراء في ١٩٤٨ لم يكن الجيش سببا فيها بل كان أحد ضحايا سياسة الفساد والإهمال والتخاذل.

 
وتشكل تنظيم الضباط الأحرار الذي انخرط في الحياة السياسية ورأى ضرورة التغيير لا محالة، فاستمرار هذا الوضع لن يستقيم وتحرك الجيش لإنهاء حقبة الملك فاروق بل إسدال الستار على مرحلة في التاريخ، وبداية مرحلة جديدة هي مرحلة الجمهورية.


فلم  يكن الصراع مع الإنجليز الدولة المحتلة مصر قد توقف بل أخذ ذروته حينما أصدر وزير خارجية المملكة البريطانية بيانا مقتضبا أعلن فيه أن حكومته لا تعترف لا بحق مصر في إلغاء المعاهدة ولا بقانونية الإجراء الذي أقبلت عليه بإلغائها، فكان مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر في ٨ أكتوبر ١٩٥١ أعلن إلغاء معاهدة سنة ١٩٣٦ ووجهت المملكة المتحدة تحذيرا للحكومة المصرية بتحملها مسئولية كاملة عن حياة الرعايا الأجانب وعن ممتلكاتهم لأن إلغاء المعاهدة جاء من طرف واحد وأطلقت مشاعر معادية للأجانب.


نبوءة أمريكا للملك فاروق بالثورة 
ويكشف لويد سي جاردنر في كتابه "مصر كما تريدها أمريكا، أنه في عام ١٩٤٩، حذر أحد الدبلوماسيين الأمريكيين في تقرير له عن حديث جرى بينه وبين نظيره البريطاني، من أن ثمة شعورا في لندن عن قرب حدوث ثورة وشيكة في مصر، وأنه يمكن وقفها من خلال تدخل مستنير من فاروق، لكن يبدو أن هذا الملك الشاب يشارك ملاك الأراضي الرجعيين وجهات نظرهم ومصالحهم الخاصة كان الوضع في مصر أكثر سوءا من باقي البلدان العربية، وذلك بسبب الضغط السكاني وقلة مساحة الأراضي الزراعية.


وجاء بتقرير الدبلوماسي الأمريكي أن "المسئول البريطاني لم يكن يعرف المدة التي يمكن للمعدمين الصبورين الاستمرار في تحمل عبء الموسرين غير المستنيرين لمنع تصور أن الثورة ستندلع قبل وقت ليس بالطويل".


وأضاف الدبلوماسي أنه يعتقد أن فاروق سيكون أول المغادرين وقدميه في المقدمة بعد أن يقتله الثوار، بيد أنه قامت ثورة عام ١٩٥٢، قام الجيش بمصاحبته حتى اعتلى متن السفينة الذي أقلته إلى الخارج مكرما مع الأداء التحية العسكرية له.


وانتهت النبوءة وتحققت لتبدأ مصر عصرا جديدا وأحداثًا جديدة.